«منشأة يونجبيون».. حلبة صراع نووي بين واشنطن وبين يانج

«منشأة يونجبيون».. حلبة صراع نووي بين واشنطن وبين يانج
«منشأة يونجبيون».. حلبة صراع نووي بين واشنطن وبين يانج

[real_title] بعد موجة تفاؤل عارمة، وتصريحات رسم الغزل حدودها وتفاصيلها، عاد الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم جونج أون، كلٌ إلى موطنه، بخفي حنين، بعدما فشلا في التوصل لاتفاق بشأن الملف النووي لـ"بيونج يانج"، وتحديدًا ما يتعلق بمنشأة يونجبيون.

 

ترامب أعلن عقب القمة التي اختتمت مبكرًا في فيتنام، أمس الخميس، أنّ كوريا الشمالية وافقت على نزع سلاحها النووي مقابل رفع العقوبات كاملةً، وهو ما قوبل بالرفض.

وهذه القمة كانت الثانية خلال ثمانية أشهر بين الزعيمين، حيث سبق أن التقيا في شهر يونيو من العام الماضي، في سنغافورة.

 

وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنّ بيونج يانج افتقرت إلى الوضوح التام بشأن ما يمكنها تقديمه فيما يتعلق بتفكيك منشأة يونجبيون، وقال: "كانوا صريحين للغاية فيما يتعلق بما هم مستعدون لفعله في يونجبيون لكن لم يكن هناك وضوح تام بشأن النطاق الكامل لما هم مستعدون لتقديمه".

 

وبينما كان ترامب قد صرح بأنّ كوريا الشمالية لم تقدم تنازلات وأنّ الخلافات معها لا تخص رفع العقوبات، وقال: "الزعيم الكوري الشمالي وافق على تفكيك المفاعل النووي في بيونج يانج، لكنّه يريد في المقابل رفع (كل) العقوبات»، إلا أنّ كوريا الشمالية تحدّثت عن رواية أخرى، وجاء ذلك على لسان وزير خارجيتها ري يونج الذي قال إنّ بلاده لم تطلب سوى رفع جانب من العقوبات، موضحًا أنّ بيونج يانج قدَّمت اقتراحًا واقعيًّا لمهندسين من البلدين لتفكيك الموقع النووي الرئيسي في يونجبيون بالكامل.

 

و"مركز يونجبيون" منشأة نووية رئيسية في كوريا الشمالية، تُشغِّل مفاعلها النووي الأول، وبدأ العمل في المركز عام 1987، ويقع في مقاطعة نيونجبيون، على بعد 90 كيلو مترًا من العاصمة بيونج يانج.

 

وأنتج هذا المركز المواد الانشطارية التي استخدمت في تجارب الأسلحة النووية الكورية الشمالية في 2006 و2009، ومنذ العام الأخير يعمل المركز على تطوير تقنية مفاعلات الماء الخفيف لمحطات الطاقة النووية.

 

وفي الثاني من أبريل لعام 2013، أعلنت السلطات الكورية الشمالية عن إعادة تأهيل كل منشآت المركز والتي من بينها مفاعل بقوة خمسة ميجا وات ومصنع لتخصيب اليورانيوم على خلفية أزمة في شبه الجزيرة الكورية.

 

يعود برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي إلى ثمانينيات القرن العشرين، حيث بدأت كوريا الشمالية بتشغيل منشآت لتصنيع وتحويل اليورانيوم وبإجراء اختبارات تفجير شديدة، وقد ركز برنامج الأسلحة على الاستخدامات العملية للطاقة النووية وإتمام نظام تطوير السلاح النووي.

 

صادقت الحكومة الكورية الشمالية على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1985، ولكنها لم تقم بعقد اتفاق الضمانات المطلوب في المعاهدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى عام 1992.

 

وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى وجود دليل دامغ على عدم اكتمال هذا الإعلان وذلك أثناء عملية التحقق من إعلان كوريا الشمالية في مطلع عام 1993، وأبلغت الوكالة الدولية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدم امتثال كوريا الشمالية، وذلك بعدما قُوبل طلب إجراء تفتيش خاص بالرفض من جانب الحكومة الكورية الشمالية.

 

وأعلنت كوريا الشمالية انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1993 بيد أنها سارعت إلى تعليق الانسحاب قبيل بدأ سريانه.

 

وقد وافقت حكومة الولايات المتحدة بموجب ما نص عليه إطار العمل المتفق عليه بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة عام 1994 على تسهيل تزويد نظام كوريا الشمالية بمفاعلي ماء خفيفين مقابل نزع سلاح كوريا الشمالية.

 

وتُعتبر هكذا مفاعلات "مقاومة أكثر للانتشار من مفاعلات كوريا الشمالية المهدأة بالجرافيت، لكنها ليست مضادةً للانتشار، ووُضِعت أسس تنفيذ إطار العمل المتفق عليه بين الطرفين، لكن انتهى الإطار المتفق عليه بالفشل عام 2002، وألقى كل طرف لوم فشل الاتفاق على الآخر.

 

وفي ذلك العام، اعترفت باكستان بأن كوريا الشمالية تمكنت من الوصول إلى تقنية باكستان النووية خلال أواخر تسعينيات القرن العشرين، فيما اتهمت الولايات المتحدة، النظام الكوري الشمالي بعدم الامتثال وأوقفت شحنات النفط استنادًا للأدلة التي حُصِلَ عليها من باكستان وليبيا ومن اعترافاتٍ عدة أقرها النظام نفسه، بيد أن كوريا الشمالية أدعت فيما بعد أن اعترافها العام بالذنب قد أسيء فهمه بصورةٍ متعمدة. وكان الطرفان قد تخليا رسمياً عن إطار العمل المتفق عليه بحلول عام 2002.

 

وأعلنت كوريا الشمالية مجددًا انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، واعترف النظام عام 2005 بحيازته لأسلحة نووية ولكنه تعهد بإنهاء البرنامج النووي،
وفي أكتوبر 2006، أعلنت كوريا الشمالية إجراءها أول اختبار نووي بنجاح، وقد رُصِد وقوع انفجار نووي تحت الأرض بلغ المحصول (العائد) التقديري الناتج عنه ما يقل عن طن واحد، كما رُصِدَت بعض المخرجات الإشعاعية، وجدّد النظام الكوري الشمالي مجدداً في 6 يناير عام 2007 تأكيد حيازته لأسلحة نووية.

 

في مارس من ذلك العام، أبلغت كوريا الشمالية مندوبين في محادثات نووية دولية عن تحضيرها لإغلاق المنشآة النووية الرئيسية في البلاد، وقد تم التوصل للاتفاق عقب سلسلة من المحادثات كانت قد بدأت عام 2003 تُعرف بالمحادثات السداسية، وجمعت المحادثات السداسية كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات.

 

ونصت الاتفاقية على تقديم كوريا الشمالية لقائمة ببرامجها النووية ووسيتم تعطيل منشأة نووية مقابل مساعدات على شكل وقود بالإضافة إلى إجراء محادثات لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان، وتأخر هذا من شهر أبريل جراء نشوب خلاف مع الولايات المتحدة حول بنك مجموعة دلتا آسيا المالية، في حين أكد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم 14 يوليو من نفس العام إغلاق مفاعل يونجبيون النووي، وبالتالي بدأت كوريا الشمالية بتلقي المساعدات، وباء هذا الاتفاق بالفشل أيضًا عام 2009 عقب إطلاق كوريا الشمالية لقمر صناعي.

 

وظهرت في شهر أبريل 2009 تقارير مفادها بأنّ كوريا الشمالية أصبحت "قوة نووية كاملة الأهلية" وهو رأي ثَبُتَ عليه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.

 

وأجرت كوريا الشمالية اختبارًا نوويًّا ثانيًّا بتاريخ 25 مايو 2009، وأدى هذا الاختبار لوقوع انفجار تراوحت القيمة التقديرية لمحصلته ما بين 2 إلى 7 كيلوطن، ويُعتقد أن الاختبارين كان قد أُجرِيا بالقرب من جبل مانتابسان في مقاطعة كيلجو الواقعة في شمال شرقي البلاد، وقد خُلِصَ إلى ذلك من قياس الزلزال الذي وقع عند موقع الاختبار.

 

وأعلنت كوريا الشمالية في فبراير 2012 عن تعليقها لتخصيب اليورانيوم في مركز يونجبيون للأبحاث النووية العلمية، وتعليق إجراء اختبارات جديدة للأسلحة النووية في الأثناء التي يستمر خلالها إجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة.

 

وتضمَّنت الاتفاقية التي تم التوصُّل لها حظرًا على إجراء اختبارات للصواريخ بعيدة المدى، كما وافقت كوريا الشمالية على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة العمليات في يونجبيون، وجددت الولايات المتحدة تأكيدها على عدم وجود نية عدوانية تجاه كوريا الشمالية وعن استعدادها لتحسين العلاقات الثنائية، ووافقت على إرسال شحنة مساعدات غذائية إنسانية إلى كوريا الشمالية.

 

ووصفت الولايات المتحدة إعلان الشمال بـ"الهام رغم محدوديته"، لكن أبدت في نفس الوقت رغبتها في مواصلة هذا النهج بحذر، وبأنها لن تستأنف المحادثات إلّا بعد أن يتخذ النظام خطوات للوفاء بالتزاماته ووعوده، لكن قررت الولايات المتحدة إيقاف المساعدات الغذائية لكوريا الشمالية بعدما قامت الأخيرة بإجراء اختبار لصاروخ بعيد المدى في أبريل 2012.

 

ونقل الماسح الجيولوجي الأمريكي يوم 11 فبراير عام 2013 عن وقوع هزة أرضية بلغت شدتها 5.1 درجة، والتي اتضح أنها ثالث اختبار نووي تحت الأرض تجريه كوريا الشمالية.

وادعت كوريا الشمالية رسميًا نجاح الاختبار النووي انتهى والتي ذكرت أنه ذو رأسٍ حربيّ أخف من شأنه قوته أكبر من ذي قبل، ولكن لم يُكشف عن قيمة المحصول الدقيق للاختبار النووي.

 

وقدّرت عدة مصادر كورية جنوبية قيمة محصول الاختبار بما يتراوح من ستة إلى تسعة كيلوطن، بينما قدّر المعهد الاتحادي الألماني لعلوم الأرض والموارد الطبيعية (BGR) قيمة المحصول بحوالي 40 كيلوطن، إلّا أنه تم تعديل ومراجعة التقديرات الألمانية هذه منذ ذلك الحين لتعطي محصولاً يكافئ 14 كيلوطن، حيث نُشِرت التقديرات الجديدة المضبوطة في يناير عام 2016.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى