«الحكومة الانتقالية ».. هل تخمد نار الاحتجاجات في السودان؟

[real_title] مرت 50 يوما على الاحتجاجات العارمة التي عمت مناطق واسعة في السودان ، أطلقت بمجموعة الـ(52)  التي تضم شخصيات سياسية وأكاديمية وقومية في السودان مبادرة "الإصلاح والسلام"، للمطالبة بحوار وطني يفضي لحكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد، لمدة 4 سنوات.

 

ويشهد السودان، منذ 19 ديسمبر الماضي، احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.

 

وسقط خلال الاحتجاجات، التي صاحبت بعضها أعمال عنف، 31 قتيلا، بحسب أحدث إحصاء حكومي، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عددهم 40، ويقدرهم نشطاء وأحزاب معارضة بـ50 قتيلا.

 

 

مخرج آمن

 

وكانت تلك المجموعة التي عرفت بـ"مجموعة 52"، قد تقدمت في عام 2016، بمبادرة لتحقيق "مخرج آمن" للأزمة السياسية في السودان، تم طرحها على القوى السياسية وعلى رئاسة الجمهورية، بيد أن الرئاسة رفضت آنذاك استلام المبادرة.

 

ودعا رئيس المبادرة، الجزولي دفع الله، الحكومة السودانية إلى الامتثال "لمطالب الجماهير"، وتنفيذها عن طريق التوافق على "فترة انتقالية لا تقل عن 4 سنوات، وتكوين حكومة انتقالية، تتولى إدارة شؤون البلاد بالتوافق بين قيادة الحراك الجماهيري والقوى السياسية الكبرى".

 

وقال دفع الله، رئيس وزراء الانتفاضة، التي أطاحت حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري، إن "الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام القائم، واتسع مداها واستمرارها للشهر الثاني، خلقت واقعاً جديداً استوجب التعامل معه كواقع وليس كأمر عارض يمكن تجاوزه".

 

وطالبت "مجوعة 52" أجهزة الدولة النظامية والعدلية بضرورة الالتزام بصف العدالة، وتحمل المسؤولية في الكشف عن مرتكبي الانتهاكات الخطيرة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

 

وقال رئيس المجموعة إن الأزمة التي يواجهها السودان انعكاس للأزمة السياسية وانسداد الأفق، وتابع قائلا "لا مخرج إلاّ بهيكلة سياسية جذرية وشاملة لإدارة البلاد، وتكوين حكومة انتقالية".

 

من جهته، أكد عضو المبادرة، المحامي نبيل أديب، أن المبادرة تقترح تشكيل حكومة كفاءات ذات مصداقية وتوجه قومي ديمقراطي مع تمثيل للأحزاب السياسية الرئيسية. وأضاف أن مهام الحكومة الانتقالية تتمثل في إقامة حكم ديمقراطي لا مركزي مؤسس على حقوق الإنسان ومتفق مع المعايير الدولية، تجري إصلاحاً قانونياً وتلغى الأحكام المقيدة للحريات في القوانين، وتتيح حرية الإعلام والصحافة والتعبير والتجمع والتنظيم، وتؤسس لعدالة اجتماعية بين المواطنين.

 

واشترط أديب أن تحقق الحكومة الانتقالية المقترحة استقلال القضاء ووقف الحروب وتحقيق السلام واستدامته، وإصلاح السياسة الخارجية، وإصلاح اقتصاد البلاد، وإجراء انتخابات حرة نزيهة لجمعية تأسيسية تضع دستورا وفق المبادئ فوق الدستورية.

 

 

استفسار أمريكي

 

على جانب آخر، استفسر القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم، ستيفن كوتسيس، من الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة، عن الأوضاع العامة في ظل احتجاجات يشهدها السودان.

 

وأضاف المهدي، في بيان، أن كوتسيس زاره في منزله، واستفسر عن الأوضاع العامة في السودان.

 

وأوضح أن الزيارة هدفت إلى "الاطمئنان على صحتي بعد الهجوم على مسجدة الهجرة في حي ودنوباوي (بالعاصمة)، عقب صلاة الجمعة مباشرة وكنا بداخله".

 

وذكر حزب الأمة، في بيان أول أمس ، أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع داخل حرم مسجد "الهجرة"، في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، بالتزامن مع احتجاجات شهدتها أحياء المنطقة.

 

 

تواصل الاحتجاجات والاعتقالات

 

وبالتزامن من مساعي حل الأزمة، تتواصل الاحتجاجات في أنحاء البلاد ، في أعقاب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز 3 أضعاف.

 

أطلقت الشرطة السودانية اليوم الأحد الغاز المدمع لتفريق عشرات المتظاهرين وهم في طريقهم إلى سجن النساء بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وسط أنباء عن اعتقال العشرات من النساء.

 

وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن عشرات المتظاهرين تجمعوا في منطقتي السوق والشهداء وسط أم درمان، استجابة لدعوة تجمع المهنيين وثلاثة تحالفات معارضة، من أجل تنظيم موكب لمساندة "النساء المعتقلات".

 

وأضافوا أن المتظاهرين اقتربوا نحو مئة متر من السجن حيث تحتجز عشرات المعتقلات، لكن الشرطة أطلقت الغاز المدمع بكثافة وفرقت المتظاهرين.

 

وكان تجمع المهنيين السودانيين (نقابي غير رسمي) دعا اليوم إلى موكب نسائي يتجه إلى سجن النساء في مدينة أم درمان، للمطالبة بإطلاق سراح عدد من اللاتي اعتقلن خلال مظاهرات خرجت في الخرطوم في مواكب سابقة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى