«القمة الاقتصادية بلا زعماء».. عربٌ اتفقوا على ألا يتفقوا

«القمة الاقتصادية بلا زعماء».. عربٌ اتفقوا على ألا يتفقوا
«القمة الاقتصادية بلا زعماء».. عربٌ اتفقوا على ألا يتفقوا

[real_title] "اتفقوا على ألا يتفقوا".. يعرف ملايين العرب هذه المقولة جيدًا، يرون أنّها تنطبق تمام الانطباق على حالهم، يعتبرون أنّها سبب الانتكاسة، يقولون إنّه التوافق الوحيد الذي يجمع زعماءهم.

 

أخر ما تجلّى في تلك الحالة يتمثل في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية من المقرر أن تستضيف دورتها الرابعة، العاصمة اللبنانية بيروت.

 

لكنّ شيئًا كبيرًا لا يمكن انتظاره من هذه القمة، لا سيّما أنّها بدأت بالإعلان عن غياب معظم القادة والرؤساء العرب الذين اعتذروا عن عدم المشاركة شخصيًّا، وأوفدوا ممثلين عنهم.

 

آخر المعتذرين عن عدم المشاركة كان أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح، ليضم نفسه إلى قائمة زعماء لن تحضر القمة، منهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سيمثله رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيمثله رئيس الحكومة رامي الحمد الله، والرئيس السوداني عمر البشير الذي سيمثله نائبه الأول الفريق أول الركن بكري حسن صالح.

 

السعودية سيمثلها في القمة وزير المالية محمد الجدعان، على رأس وفدٍ يضم مسؤولين عن وزارتي المالية والخارجية.

 

ووصل أيضًا إلى بيروت، أمس الخميس، نائب وزير خارجية اليمن محمد عبد الله الحضرمي، ووزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، والسفير المغربي في مصر أحمد التازي الذي قال إن المغرب سيمثل في القمة بوزير خارجيته ناصر بوريطة.

 

وزير خارجية جيبوتي محمد علي يوسف وصل أيضًا إلى بيروت، أمس الخميس، فضلًا عن سفير الصومال لدى القاهرة عبد الغني محمد وعيس، الذي أشار إلى أن نائب رئيس مجلس الوزراء الصومالي مهدي محمد جوليد سيمثل بلاده في القمة.

 

قبل ذلك، أعلنت حكومة الوفاق الليبية إلغاء مشاركة في قمة بيروت، بعد قيام أنصار حركة أمل اللبنانية بإنزال العلم الليبي، من فوقِ مقر انعقاد القمة رفضًا للمشاركة الليبية.

 

وكان لبنانيون قد نشروا فيديو على موقع يوتيوب، يظهر لحظة تمزيق شبان للعلم الليبي ليستبدلوه براية حركة أمل اللبنانية، ويرفعون صور مؤسس حركة أمل الإمام موسى الصدر الذي اختفى منذ 4 عقود، ويتهم الرئيس الليبي السابق معمر القدافي باختطافه ومرافقه، عندما كانا في زيارة إلى ليبيا عام 1978، رغم نفي طرابلس اختفائه على أراضيها، ونشرها لوثائق تثبت مغادرته ليبيا ودخوله الأراضي الإيطالية.

 

كما ثار جدلٌ عن مشاركة سوريا في هذه القمة بعدما شهدت الأسابيع الماضية نشاطًا ملحوظًا على صعيد استئناف العلاقات معها، فأفادت صحف لبنانية بأنّ وزارة الخارجية في البلاد أرسل إلى السفير السوري علي عبد الكريم دعوة لحضور افتتاح القمّة من ضمن الدعوات الموجهة للسفراء المعتمدين في لبنان وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية.

 

إلا أنّ السفير أكّد أن الجامعة العربية أساءت كثيرًا إلى سوريا، لذا يُعتبر عدم حضور الدولة السورية في القمة العربية الاقتصادية في بيروت أمر بديهي، وفق تعبيره.

 

الجامعة العربية دخلت على الخط سريعًا، حيث نفت على لسان أمينها العام المساعد حسام زكي، دعوة سوريا لحضور القمة الاقتصادية، وقال: "لم (نرسل دعوة).. ليس بوسعي تأكيد ذلك، كونه لم يتغير شيء بأنّ سوريا ليست مدعوة إلى قمة بيروت".

 

وكانت الجامعة العربية قد علّقت عضوية سوريا عقب اندلاع الأزمة فيها عام 2011، وسحبت الدول العربية سفراءها من العاصمة السورية، لكن بعض الدول العربية بدأت مؤخرًا اتخاذ بعض الخطوات لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

 

بينما تنحصر المشاركة على مستوى الرؤساء والقادة في رئيسي لبنان ميشال عون، وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز.

 

والقمة الراهنة هي الرابعة، بعد القمة الأولى التي عقدت في الكويت سنة 2009، والثانية في شرم الشيخ في مصر عام 2011 والثالثة في الرياض عام 2013.

 

أعمال القمة انطلقت صباح أمس الخميس، وناقشت في الجلسة الأولى مشروع برنامج عمل اجتماع اللجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة على مستوى كبار المسؤولين، وأعلن المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية اللبناني رفيق شلالا أنّ جاهزية القمة اكتملت، مشيرًا إلى أن القرارات التي ستصدر عنها ملزمة للدول العربية كافة.

 

وبحسب محللين، فإنّ ضعف التمثيل في القمة يضع صعوبات أمام انتظار نتائج إيجابية لها، لا سيّما في ظل تعدد أزمات المنطقة العربية، سياسيًّا واقتصاديًّا.

 

يقول الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد إنّ هذه القمة ستشهد تمثيلًا عربيًا وخليجيًّا "هزيلًا"، لا يتجاوز إيفاد كل دولة لوزير اقتصادها أومندوبها لدى جامعة الدول العربية أو وزير خارجيتها.

 

ويضيف "الباحث" أنّه باستثناء قطر، فمن المتوقع ألا تشارك أي من دول الخليج في القمة بأي ممثلين، وتكتف بممثليها لدى جامعة الدول العربية، مفسرًا ذلك بأنّ الحكومة الموجودة في لبنان في الوقت الحالي مؤقتة، وتشكيل البرلمان غالبيته مؤيد لإيران، ومن ثمّ من الصعب أن يشارك ملوك وأمراء الخليج فيها، لأنّ ذلك سيعبر عن رضاهم عن الوضع في لبنان وهذا مخالف للواقع.

 

وعلى الرغم من أهمية القمة الاقتصادية للبنان ولغالبية الدول العربية خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها جميع الدول العربية باستثناء دول الخليج، يرى "حامد" في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية، أنّ "السلطات اللبنانية أفسدتها قبل أن تبدأ"، موضحًا أنّ "لبنان من خلال حركة أمل اختلقت أزمة لعدم مشاركة ليبيا في القمة العربية بسبب قضية موسى الصدر، للتغطية على رغبة القوى السياسية في لبنان لحضور الرئيس السوري بشار الأسد للقمة".

 

ويذكر الباحث: "لبنان أفسد القمة المرتقبة باختلاقها أزمة بشأن مشاركة ليبيا فيها، خصوصًا أنّ ليبيا القذافي كانت حاضرة في قمة بيروت 2002، التي أسفرت عن الخطة العربية للسلام والرغبة السعودية للمصالحة مع إسرائيل عبر قيام الدولة الفلسطينية، لكن الآن في عام 2019 وبعد رحيل القذافي، وقيام ثورة في ليبيا، يتم الاعتداء على العلم الليبي، والإساءة للدولة الليبية بسبب حجج واهية، وقضية قديمة، ما يؤكد أنّ الهدف الأصلي هو رغبة القوى السياسية اللبنانية في حضور بشار الأسد".

 

في المقابل، ترى تقارير صحفية أنّ لبنان يُعول على القمة الاقتصادية لاستعادة ثقة الدول العربية بعد مرحلة من شبه المقاطعة سواء السياحية أو الاقتصادية، وبخاصةً أنّها المرة الأولى التي تستضيف فيها بيروت هذه القمة بعدما كانت قد استضافت في العام 2002 القمة العربية.

 

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ مجرد قبول الدول العربية بأن تستضيف بيروت هذه القمة، فذلك دليل ثقة بلبنان، ما يعطي نفسًا إيجابيًّا، وبخاصةً أنّه لا شك ستحصل الكثير من اللقاءات الجانبية على هامش المؤتمر التي لا شك ستعود بالفائدة على لبنان".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى