«انسحاب ترامب» يدخل حيز التنفيذ.. ماذا حدث في سوريا؟

«انسحاب ترامب» يدخل حيز التنفيذ.. ماذا حدث في سوريا؟
«انسحاب ترامب» يدخل حيز التنفيذ.. ماذا حدث في سوريا؟
[real_title] "23 يومًا" كانت هي المسافة الزمنية بين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا على الملأ، وبين دخول القرار حيز التنفيذ على الأرض.

 

اليوم الجمعة، تمّ الإعلان عن أنّ القوات الأمريكية نفذت أول عملية انسحاب لها من الأراضي السورية؛ تنفيذًا لقرار ترامب الذي أحدث موجة صاخبة من الانتقادات لا سيّما أنّ الرئيس الأمريكي أعلن أيضًا - آنذاك - هزيمة تنظيم "داعش".

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ نحو عشر مدرعات بالإضافة للآليات هندسية عمدت إلى الانسحاب مساء أمس من القاعدة الأمريكية في منطقة الرميلان بمحافظة الحسكة في أول تطبيق عملي لقرار ترامب الصادر في 19 ديسمبر الماضي.

 

وكان المرصد السوري قد نشر - آنذاك - أنّ جهات عليا أمريكية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية أنّ القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج، الأمر الذي شكل حالة من الصدمة الكبيرة لدى قيادة قوات قسد، إذ يتناقض مع الواقع حيث وصلت تعزيزات خلال الـ48 ساعة الأخيرة، إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر.

 

وفي الرابع من شهر يناير الجاري، نقل المرصد عن مصادر موثوقة أنّ القوات الأمريكية لا تزال تواصل تسيير دورياتها العسكرية في منطقة منبج، فيما تواصل قوات النظام انتشارها على خطوط التماس في غرب منبج، بين مناطق سيطرة جيش الثوار (اتحاد فصائل كردية) وقوات مجلس منبج العسكري من جانب، والقوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية الموالية لها من جانب آخر، وسط تحليق مستمر من قبل طائرات التحالف الدولي في أجواء منطقة منبج، فيما يجري في بعض الأحيان إطلاق نار من قبل مقاتلين تابعين لقوات عملية "درع الفرات" الموالية لتركيا، على مناطق تواجد القوات المسيطرة على منبج.

 

وجاء هذا الترقب في أعقاب سحب القوات الموالية لتركيا للمئات من عناصرها، وسحب قوات النظام لعناصرها من ريف منبج الشمالي، وانسحاب عشرات العناصر من المنضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، فيما رصد المرصد السوري ليل أمس الخميس تبادلًا لإطلاق النار بالرشاشات المتوسطة والثقيلة بين فصائل مدعمة من تركيا من جهة، ومجلس منبج العسكري المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، وذلك على محوري عرب حسن و المحسنلي بريف مدينة منبج في القطاع الشمال الشرقي من الريف الحلبي، دون معلومات عن خسائر بشرية.

 

قبل ذلك، انسحب 250 من المقاتلين المنضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية المتواجدين في مدينة منبج وريفها، على متن آليات إلى الجهة الشرقية من نهر الفرات، فيما لا يزال مئات المقاتلين المنضوين تحت رايتي قوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار وفصائل أخرى منضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية متواجدين في المنطقة مع قوات أمنية، ولا يعلم ما إذا كان هذا الانسحاب جاء في إطار توافق روسي - تركي، فيما جاء هذا الانسحاب في أعقاب سحب الفصائل المقاتلة والإسلامية الموالية لتركيا المئات من العناصر الذي جاءوا من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون في الشمال السوري الممتد من غرب الفرات إلى حدود لواء إسكندرون.

 

وأكدت مصادر أنّ عملية سحب المؤازرات التي جاءت مؤخرًا إلى محيط منطقة منبج، تمت عبر نقل المقاتلين إلى ثكنات بمحيط ريف منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، إذ جرى تأمينهم في ثكنات هي عبارة عن مدارس جرى تحويلها لمقرات عسكرية تابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا والمدعوم منها، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الأوضاع على خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار، عادت لما كانت عليه قبيل إعلان الاستنفار من قبل تركيا لشن عملية عسكرية في منطقة منبج.

 

وكان ترامب قد أعلن في 19 ديسمبر الماضي، سحب قواته بلاده من سوريا معلنًا هزيمة تنظيم "داعش" هناك، وبُعيد ذلك وقّع وزير الدفاع جيمس ماتيس أمر الانسحاب قبل أن يستقيل من منصبه بسبب خلافات مع سياسات ترامب.

 

وأثارت هذه الخطوة الأمريكية، الكثير من الانتقادات من قِبل محللين سياسيين وعسكريين، مفادها بأنّ هذا القرار ربما يتيح لتنظيم داعش فرصة إعادة ترتيب الصفوف من جديد.

 

وأعقب قرار ترامب الكثير من التطورات، فسياسيًّا أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الاستقالة من منصبه، فضلًا عن انتقادات من دول حليفة لواشنطن رأت هذا الانسحاب متعجلًا ويهدّد بعودة خطر التنظيم أكثر من ذي قبل.

 

عسكريًّا، استغلت تركيا الفراغ الذي صنتعه أمريكا وحشدت قواتها عند الحدود مع سوريا استعدادًا لعملية عسكرية تقول أنقرة إنّها ستكون شاهدةً على دفن الأكراد، لكنّ العملية – التي إن تمت ستكون الثالثة للقوات التركية داخل سوريا – تم تأجيلها دون تحديد موعد لتنفيذها، وهو ما قوبل بتقارير تحدّثت عن شكوك تركية على الأرض، في ظل استمرار الوضع المبهم حتى الآن عقب الانسحاب الأمريكي.

 

الأكراد - بدورهم - اعتبروا الانسحاب الأمريكي طعنة في الخلف من حليف، لطالما جمعتهما مصالح كثيرة في السنوات الأخيرة، واعتبروا أنفسهم وُضعوا في ميدان غير متكافئ أمام القوات التركية التي تصفها بـ"المحتلة".

 

وبدا أنّ هذه الانتقادات قادت مسؤولين أمريكيين ربما للحفاظ على "شعرة معاوية" مع الأكراد، فيوم الأحد الماضي قال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي إنّ انسحاب بلاده مشروط بأن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة.

 

وأضاف: "لا نعتقد أنّ الأتراك سيقومون بعمل عسكري دون تنسيق كامل وموافقة من الولايات المتحدة على الأقل حتى لا يعرضون قواتنا للخطر وأيضًا حتى يلتزمون بمتطلبات الرئيس بعدم تعرض قوات المعارضة السورية التي قاتلت معنا للخطر".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى