في السبت الأسود.. ماذا لو أسقطت «السترات الصفراء» رئاسية ماكرون؟

[real_title] كثيرة هي الاحتمالات والتوقعات التي ربما تسير عليها الدولة الفرنسية، حال نجاح "السترات الصفراء" في إسقاط ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

السيناريوهات والاحتمالات، لا يستطيع أحد التكهن بنتائجها، لكن السطور التالية تحمل بعض التحديات والسيناريوهات التي قد تسير عليها فرنسا حال سقوط النظام الحالي.

 

فمع بدء الاحتجاجات ظن البعض أنها عادية تستمر ليومين ثم تعود الأمور لطبيعتها، حتى الرئيس الفرنسي نفسه، إيمانويل ماكرون سار على ذات الضرب..

لكن ومع مرور الأيام ازدادت الاحتجاجات وارتفعت سقف مطالبها، والتي بدأت بإسقاط قانون الضرائب، إلى أن وصلت لإسقاط الحكومة وولاية الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

أخطر السيناريوهات

 

استمرار الاحتجاجات، واحد من أخطر السيناريوهات على الحكومة الفرنسية والتي لم تصمد أمام تلك الاحتجاجات سوى 3 أسابيع فقط، ومن ثم فهذا السيناريو هو الأعقد على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته.

 

 

الشارع الفرنسي بات يغلي، لكنه غير مدرك بحسب مراقبين لما قد تسير عليه فرنسا حال سقوط الحكومة، والتي رفعت حالة التأهب القصوى متخوفة من "السبت الأسود" الذي يطل برأسه منذراً بمزيد من العنف والفوضى ليس فقط في العاصمة باريس بل أيضا في المدن الرئيسية والمتوسطة.

 

وتشهد العاصمة الفرنسية أسوأ أعمال شغب منذ عقود، نهاية الأسبوع الماضى، فى مشاهد هزت البلاد وأغرقت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون فى أعمق أزمة لها حتى الآن.

 

انضمام الحركة الطلابية

 

احتجاجات فرنسا باتت مصدر خوف أيضاً ليس فقط من "السترات الصفراء"، لكن أيضا من الحركة الطلابية التي تشمل تلامذة التعليم الثانوي والجامعي ولكل مطالبه، والتي انضمت للاحتجاجات في الساعات الأخيرة.

 

وبعد ثلاثة أسابيع من التظاهر، لم يعد أصحاب "السترات الصفراء" والطلاب وحدهم في الساحة الاحتجاجية الفرنسية، إذ انضمت إليهم شرائح قطاعية إضافية لتزيد المشهد تعقيدا: القطاع الزراعي، سائقو الشاحنات، سائقو سيارات الإسعاف وغيرهم من أصحاب المطالب الذين يرون أن "الضعف" الذي ألم بالحكومة يشكل الفرصة المناسبة لانتزاع شيء ما في "مهرجان" المطالب المتكاثرة.

 

غير أن الأساس يبقى تحرك "السترات الصفراء" الذي لم يكن أحد يتوقع له أن يصل إلى ما وصل إليه وأن يرخي هذا الجو من الخوف فوق رؤوس الفرنسيين، ويشلّ العمل الحكومي، ويبيّن التوتر في أعلى هرم السلطة، ويغيّب رئيس الجمهورية عن المسرح رغم الأحداث العنيفة تاركا رئيس حكومته في خط المواجهة الأول.

 

صعود اليمين المتطرف

 

شكل فرنسا في حال سقوط حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية"، لا يبدو جيدا بحسب تقارير إعلامية، خصوصا في ظل صعود اليمين المتطرف، والتي يتهمها البعض بالوقوف وراء عمليات التخريب، والسلب والنهب، ما أثار تخوفات البعض بشأن مستقبل أحد أهم الدول الأوروبية.

 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قال لوران جيسن، مدير تنفيذى لإحدى الشركات الذى شاهد المتظاهرين يحرقون سيارات: "أخشى على عائلتى.. أولئك ضد النظام بشكل عام".

 

وأكدت الصحيفة الأمريكية إنه لا تزال تكهنات مختلفة بشأن من يقف وراء أحداث العنف التي شهدتها العاصمة الفرنسية، فمع وجود عناصر من اليمين المتطرف وأخرى من أقصى اليسار وبعض أصحاب السترات الصفراء، فإنه يصعب توجيه الاتهامات لجماعة بعينها.

 

عماد الدين الحمروني، الباحث والمحاضر بالأكاديمية الجيوسياسية بباريس، رأى أن التوجه النيوليبيرالي للرئيس إيمانويل ماكرون، وعدم قدرته على التخاطب مع الطبقات الوسطى ودونها، أضعف ثقة الناس به.

 

وقال الحمروني، في تصريحات للأناضول، إن تصاعد التململ ليس وليد الفترة الراهنة، وإنما استمر على امتداد أكثر من 15 عاما، وهو ما أدى إلى سقوط الأحزاب التقليدية الحاكمة بفرنسا في الانتخابات الأخيرة”.

 

خطاب ماكرون

 

ولفت الخبير إلى أنه حتى وصول ماكرون إلى الحكم كان من إرهاصات أزمة الثقة بالطبقة السياسية، وظن الناس أن الشاب القادم من خارج الأحزاب سيعمل بطريقة مختلفة، غير أنه سرعان ما خيب الآمال بعد 18 شهرا في الحكم.

 

وبخصوص السيناريوهات المحتملة، رأى أن الحركة الاجتماعية بفرنسا (السترات الصفراء التي تقود الاحتجاجات) يمكن أن تتحول إلى حركة عصيان مدني، بل إن تجميد الزيادات قد يشعل فتيل الغضب بشكل أكثر حدة.

 

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، اعتبر أن لا خيار حاليا أمام ماكرون سوى الرضوخ لمطالب السترات الصفراء، لأنه عكس ذلك، سيجد نفسه بمواجهة "ثورة" رقمية يمكن أن تعادل قوتها عشرات الأحزاب، ما يمكن أن يحول المعركة من مجرد مواجهات مع حركة شعبية إلى حرب دامية مع حركة وقوة سياسية وإن كانت غير منتظمة.

يذكر أنه في الساعات الأخيرة، وقعت صدامات السبت قرب جادة الشانزيليزيه وسط باريس بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية ومحتجين من حركة "السترات الصفراء" الذين خرجوا في تظاهرات جديدة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لإبعاد مئات المتظاهرين الذين احتشدوا حول منطقة التسوق الراقية وقوس النصر وسط العاصمة الفرنسية.

 

وأعلنت الشرطة الفرنسية اعتقال 278 شخصا في باريس قبل ساعات من بدء تظاهرات دعت إليها حركة "السترات الصفراء" المناهضة للحكومة وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف.

 

شلل تام

 

وتم إغلاق المعالم الرئيسية في باريس والمتاجر الكبرى بينما انتشر آلاف من عناصر الشرطة في الشوارع بعدما شهدت العاصمة الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي أسوأ أعمال شغب منذ عقود.

 

وقال مصدر مطلع على العملية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم توقيف 34 شخصا على الأقل لحيازتهم أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة.

وهزت فرنسا أعمال عنف وقعت نهاية الأسبوع الماضي وشهدت إحراق 200 سيارة وتخريب قوس النصر وزجت بحكومة ماكرون في أسوأ أزمة تواجهها حتى الآن.

 

وتدخل الاحتجاجات في فرنسا أسبوعها الرابع إثر اندلاعها على خلفية فرض ضرائب جديدة على أسعار الوقود ما دفع الحكومة الفرنسية لتجميد القرارات التقشفية ودعوة المحتجين لحوار مجتمعي وهو ما لم يستجب له المتظاهرون المعروفون بحركة السترات الصفرا"؛ واعتبر محللون الاحتجاجات هي الأعنف في تاريخ فرنسا منذ الثورة  الطلابية عام 1968.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى