أزمة خاشقجي.. خبير بالشأن التركي يقرأ لـ «مصر العربية» خطاب أردوغان (حوار)

أزمة خاشقجي.. خبير بالشأن التركي يقرأ لـ «مصر العربية» خطاب أردوغان (حوار)
أزمة خاشقجي.. خبير بالشأن التركي يقرأ لـ «مصر العربية» خطاب أردوغان (حوار)

[real_title] قال الدكتور سعيد الحاج، باحث متخصص في الشأن التركي أن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاء موافقًا للتوقعات بشكل عام، فقد قدم الرواية التركية الرسمية الأولية فيما يتعلق بما حصل داخل القنصلية للصحفي السعودي جمال خاشقجي.

 

وأضاف في حوار مع "مصر العربية" أن الخطاب دحض الرواية السعودية ضمنا إذ أكد أن الجريمة كان مخططًا لها مسبقا (وليس تفاوضا تجاوز حدوده).

 

وتابع أن أردوغان "أعرب ضمنا عن عدم رضى تركيا بالخطوات السعودية المتبعة حتى الآن، برفض إحالة المسؤولية على بعض رجال الأمن، مطالبا بمحاسبة ومعاقبة "كل المتورطين، من أعطى الأوامر ومن نفذها، من أدناهم إلى أعلاهم"، كما طالب الملك بتسليم المتهمين الـ18 لتركيا ليُقاضوا في إسطنبول باعتبارها مسرح الجريمة، وهي إشارة ضمنية لعد الثقة في التحقيق السعودي.

 

وإلى نص الحوار..

 

بداية.. كيف ترى خطاب الرئيس التركي بشأن مقتل خاشقجي؟

 

 

قدم أردوغان رواية أولية فقط تشير ضمنا إلى امتلاك تركيا أدلة وقرائن كثيرة أخرى (لكن دون مكان الجثة ولا الحديث عن التسجيلات التي يبدو أنها لا تصلح للعرض والاستخدام حالياً)، وهو خطاب مقدم لعدة أطراف في مقدمتها السعودية كمطالبة بتعاون أكبر وكشف كل المتورطين والمجتمع الدولي كمطالبة بالتحرك وزيادة الضغط.

 

هل تتوقع أن يعرض أردوغان أدلة وتسجيلات وفيديوهات؟

 

لا،  هذا ليس من عمل رئيس الجمهورية، ولا السياق والمكان (خطاب أمام كتلة الحزب البرلمانية) يناسبان ذلك، فضلاً عن أن وجود فيديوهات أمر غير مؤكد ولا حتى مرجح والتسجيلات قد تحرج تركيا أكثر مما تفيدها في حال كان مصدرها التنصت على القنصلية كما يغلب على ظني.

 

لماذا لم  يتهم أردوغان محمد بن سلمان صراحة بالمسؤولية عن قتل خاشقجي؟

 

أمر كهذا يحتاج لأدلة دامغة (لا يمتكلها الأتراك غالباً) وغطاءً دولياً بل جهد دولي مشترك، ومن الصعب أن تقدم عليه تركيا لوحدها حتى ولو أرادت ذلك ورأت أنه في مصلحتها.

 

 

هل خدع أردوغان الجميع حين ألمح إلى نيته قول "الحقيقة العارية" وسرد ما حصل "بشكل مختلف"؟

 

ربما، لكن السياسة خدعة والإعلام إحدى أدواتها، وهذه القضية بالذات معركة إعلامية بامتياز منذ اللحظة الأولى. فضلاً عن أن "الحقيقة العارية" من وجهة نظرنا قد لا تكون نفسها من وجهة نظر صانع القرار التركي، والقول بأن أردوغان هو من رفع السقف تبسيط مبالغ به للسياسة والبروباغندا.

 

ما الذي كان منتظرًا من أردوغان إذا؟

 

كان منتظرا من ـردوغان تقديم الرواية التركية التي تأخرت، وهذا ما فعله خاشقجي قتل داخل القنصلية بطريقة بشعة وعبر عملية مخطط لها مسبقاً.

 

وهل كان خطاب أردوغان عاديا ولم يأت بجديد؟

 

بغض النظر عن اللغة الهادئة والأسلوب الرصين، وصيغ من شاكلة "أثق بخادم الحرمين"، إلا أن أردوغان أطاح بالرواية السعودية التي تتحدث عن "خطأ" بإتأكيده أن العملية (كعملية قتل) مخطط لها مسبقاً.

 

ما أهمية كلام أردوغان إذا؟

 

 

مجرد أن يقول ـردوغان ذلك فهو أمر مهم، حتى ولو بدا تكراراً لبعض التسريبات بل أقل سقفاً منها، الأهمية هنا أن هذه هي الرواية الرسمية التركية وعلى لسان رئيس الدولة، ومن هنا تنبع أهميتها وحساسيتها.

 

البعض يقول إن أردوغان باع خاشقجي وبرأ محمد بن سلمان؟

 

لا أرى ذلك، أردوغان كان واضحًا -رغم هدوئه ودبلوماسيته - في رفض فكرة تحميل المسؤولية لعناصر أمنية واستخباراتية، وأشار كثيرا للمسؤولية السياسية وضرورة محاسبة ومعاقبة من أعطى الأوامر، وهذا كله يحيل إلى ابن سلمان أو رجاله ومستشاريه ضمنا، وهذا ما فهم من كلامه برأيي.

 

ولمن أراد أن يستوضح أثر كلمة أردوغان فليتابع ردود الفعل الأمريكية والبريطانية وغيرها، والتي دارت حول ضرورة  أن تقدم السعودية "أجوبة على أسئلة اردوغان"، التي تبدو الأسئلة الجوهرية في القضية والتي من دونها لا قضية: الجثة والمتعاون التركي المحلي (المفترض) ومصدر الأمر بالعملية.

 

هل تملك تركيا إدانة محمد بن سلمان بشكل مباشر؟

 

 

لست متخصصا بالقانون الدولي أو الجنائي لأجزم بذلك، لكن يغلب على ظني أن ذلك صعب جداً وشبه مستحيل، خصوصا في ظل أن المتهمين الـ18 في السعودية ولا تملك أنقرة إجبار الرياض على تسليمهم، كما أن هذا الأمر لا يأتي بشبهات ولا قرائن عادية، وإنما يحتاج لأدلة دامغة (مثلاً فيديو واضح لمحمد بن سلمان أو غيره يأمر بقتل خاشقجي. إلى أي مدى يبدو ذلك ممكناً أو سهلاً؟).

 

هل يمكن أن تتواطئ تركيا لاحقا لحفظ القضية؟

 

وارد طبعا، لكن حتى الآن لم يصدر عنها ما "يثبت" ذلك، وأرى الخطاب سار عكس هذا الاتجاه، في الأصل فإن أي "صفقة" مفترضة ستضر تركيا أكثر مما تفيدها.

 

هل يمكن أن يُدان محمد بن سلمان فعلاً؟

 

مرة أخرى يُسأل في ذلك أهل الاختصاص، لكنني أعتقد انه صعب جداً ويعتمد على 3 أمور:
الموقف الأمريكي، والموقف الأوروبي، ومسار التحقيق التركي الذي سيكون حاسماً في هذا الإطار ومحفزاً للموقفين الأمريكي والأوروبي لكنه لا يكفي لوحده.

 

ما الذي حققه خطاب اردوغان إذا؟

 

 

نقضَ الرواية السعودية، وشكك في الإجراءات السعودية المتخذة حتى الآن، وأشار للمسؤولية السياسية وطالب بشمول التحقيق للمسؤولين، وطلب من الملك سلمان تسليم المتهمين ليخضعوا للمحاكمة في تركيا، وهذا تشكيك ضمني بالتحقيق السعودي.

 

كما رمى الكرة في ملعب الملك السعودي، وزاد الضغوط الدولية عليه، وألمح إلى أن بين يديه أكثر بكثير مما قاله اليوم، بحيث يكون ما قدمه في كلمته مجرد بداية أو أرضية أو رواية أولية، في انتظار رد الفعل السعودي.

 

هل ما يهم تركيا الحق والحقيقة ودماء خاشقجي أم مصلحتها؟

 

أفتراض أن الأمرين متعارضان، والاختلاف على تعريف "المصلحة" ورفع سقف التوقعات من الإمكانات والنوايا التركية هي ما تدفع لهذا السؤال، في النهاية، ما عملت عليه تركيا منذ اللحظة الاولى تجنب تحويل القضية إلى أزمة ثنائية تضر بها وتضعف تحقيقها وروايتها ونجحت في تحويلها لأزمة دولية تزداد معها الضغوط العالمية على الرياض، وهذا ما سعى أردوغان اليوم لاستمراره. ولذلك فمآلات هذه الأزمة تعتمد على الموقف الدولي وليس التركي فقط، لكن محرك ذلك كله في يد تركيا بالتأكيد.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى