الحد الجنوبي.. صداع «حوثي» يزعج السعودية

الحد الجنوبي.. صداع «حوثي» يزعج السعودية
الحد الجنوبي.. صداع «حوثي» يزعج السعودية
[real_title] "ضحايا جدد عند الحد الجنوبي".. اشتعلت الأجواء السعودية مجدّدًا اليوم الثلاثاء بالإعلان عن سقوط قتلى من أفراد أمن المملكة جنوبي البلاد عند الحدود مع اليمن في مواجهة مع عناصر من ميليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وسائل إعلام سعودية قالت إنّ "أربعة جنود من القوات البرية استشهدوا على الحد الجنوبي للمملكة، حيث تدور مواجهات عنيفة بين الحوثيين والقوات المشتركة السعودية".

 

وبشكل دوري، تخوض مليشيا الحوثي مع قوات من الجيش السعودي اشتباكات على حدود المملكة، وتنفذ المليشيا المدعومة من إيران توغلات برية، ينتج عنها خسائر من الطرفين.

 

وتعد الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن من أكثر الجبهات دموية بالنسبة للقوات السعودية، وخلفت خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية.

 

ومنذ أربعة أعوام، يشهد اليمن حربًا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" من جهة أخرى. 

 

ويمثل الحد الجنوبي صداعًا مؤرقًا في رأس المملكة العربية السعودية، وكثيرًا ما يسقط ضحايا جرّاء الخطر الحوثي الذي يستهدف المدنيين وأفراد الأمن، وهو ما دعا الرياض إلى الاهتمام أكثر بتلك الساحة، سواء إنسانيًّا أو عسكريًّا أو حتى سياسيًّا.

 

ومنذ مارس 2015، تقود السعودية في اليمن تحالفًا عسكريًّا، بدعوى دعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وقد خلَّفت الحرب أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة، فضلاً عن تدهور حادٍّ في اقتصاد البلد الفقير.

 

وحول الانتهاكات التي تقوم بها أطراف النزاع في اليمن والتحقيق الدولي بشأنها، اعتمد مجلس حقوق الانسان بجنيف، في 28 سبتمبر الماضي، مشروع قرار هولنديًّا يطالب بتمديد عمل لجنة الخبراء الدوليين بجرائم الحرب في اليمن عامًا.

 

وأعلن فريق خبراء الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن - الأسبوع الماضي - أنّ السعودية والإمارات شكَّلتا جماعات ضغط للتأثير على عمل الفريق ووقفه، مؤكدًا أنّهما لم تنجحا بذلك.

 

وقال رئيس الفريق كمال الجندوبي في مقابلة تلفزيونية: "لم نتوقع رد فعل البلدين تجاه تقريرنا الذي أصدرناه مؤخرًا؛ لأننا كنا مهنيين وحياديين في عملنا".

 

وأضاف أنَّ رفض الحكومة اليمنية التعامل مع فريقه أو تمديد مهمته "بُني على وجهة نظر سياسية وسيصعب مهمة الفريق، ما سيضطره إلى الاعتماد على مصادر وطرق أخرى لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان".

 

ضمن المبررات التي ساقتها السعودية لتدخلها في اليمن، برز هدف حفظ أمنها القومي جرّاء ما تتعرض له من مخاطر وتحديات من قبل ميليشيات الحوثيين، لكن رغم مرور كل هذه الأشهر على الحرب يبدو أنّ الرياض لم تصل إلى هدفها التي أعلنت سعيها إليه، فهي لم تنجح في استعادة الشرعية في مجمل المناطق اليمنية، كما لم توقف خطر الحوثيين.

 

ومنذ الحرب التي لا يفهم إلى الآن هل استفادت أم خسرت المملكة من إقحام نفسها بها، سقط العديد من القتلى في صفوف المدنيين السعوديين جرّاء الصواريخ البالستية التي تطلقها جماعة أنصار الله "الحوثي".

 

وفي إعلانٍ وُصف بـ"النادر"، صدر في سبتمبر الماضي، أعلنت السلطات السعودية رسميًّا مقتل 112 مدنيًّا نتيجة سقوط صواريخ باليستية وقذائف أطلقتها مليشيا الحوثي استهدفت أراضي المملكة منذ بداية الحرب، وذلك على الرغم من إعلانها النادر عن سقوط قتلى خلال تصدّيها لتلك الصواريخ.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف السعودي الإماراتي تركي المالكي، في تصريحات رسمية نشرتها وسائل الإعلام السعودية، إنّ إجمالي الصواريخ التي أطلقتها مليشيا الحوثي باتجاه المملكة حتى الآن بلغ 194 صاروخًا، مشيرًا إلى أنّها تسببت في مقتل 112 مدنيًّا من المواطنين والمقيمين وإصابة المئات.

 

ودأبت السلطات السعودية على إعلان خسائرها في صفوف العسكريين الذين يقاتلون في اليمن، وهذه هي المرة الثانية التي تحدث فيها المعطيات، والتي تعترف فيها بسقوط هذا العدد من المدنيين بسبب صواريخ الحوثيين، لا سيما أن الرياض تعلن في العادة اعتراض الصواريخ الباليستية في الجو قبل بلوغها أهدافها.

 

 

وعادةً، لا تعلن السعودية بشكل رسمي العدد الحقيقي لقتلاها وخسائرها في اليمن، على مدار 3 سنوات من قتال الحوثيين ضمن تحالف عسكري ترأسه.

 

"كيف تحمي السعودية نفسها من خطر الحوثيين؟".. سؤالٌ ملح طرح نفسه بشدة في ظل استمرار تعرُّض المملكة للخطر داخليًّا وخارجيًّا.

 

الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم يرى أنّ السعودية إذا ما أرادت أن تحمي أمنها القومي من صواريخ الحوثيين، فإنّ عليها العمل بالمزيد من طائرات الاستطلاع لاكتشاف مواقع هذه الصواريخ وتدميرها.

 

ويقول في حديثٍ لـ"مصر العربية": "المملكة عليها تكثيف عناصر الاستطلاع سواء طائرات بدون طيار أو غيرها من المعدات العسكرية التي تمكنها من استهداف هذه الصواريخ".

 

ويضيف أنّه يمكن الاعتماد على زرع عملاء في مناطق إطلاق هذه الصواريخ من أجل العمل على إجهاضها على الفور، على النحو الذي يحافظ على أمنها القومي.

 

ويشير "مظلوم" إلى أنّ حل الأزمة اليمنية يجب أن يكون سياسيًّا، لكنّه يشدّد على أنّ جماعة "الحوثي" تمارس عنادًا في هذا الحل، حيث ترفص أمورًا معينة أقرّتها الشرعية القائمة سواء في مؤتمر الحوار الوطني أو المبادرة الخليجية أو قرارات الأمم المتحدة.

 

ويتابع: "في البداية، لابد أن يكون هناك حسم عسكري من أجل إرضاخ جماعة الحوثيين إلى الحوار والحل السياسي، لكن طالما أنّهم قادرون على إطلاق مثل هذه الصواريخ فيُخيل إليهم بأنّهم نجحوا في تحقيق توازن مع التحالف العربي، وبالتالي لابد من كسر هذه المعادلة قريبًا".

 

ويتوقع "مظلوم" حسمًا عسكريًّا قريبًا في اليمن من قِبل التحالف العربي بقيادة المملكة، متحدثًا عن سيطرة متمددة تعجّل بقرب قوات الشرعية من حسم الأمور في اليمن.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى