الاحتلال يغتال «أرض الزيتون».. «الخان الأحمر» تذبح في صمت

[real_title] مصير مجهول يطارد قرية الخان الأحمر الفلسطينية، مع انتهاء الإنذار "الإسرائيلي" الأخير لأهالي القرية الواقعة شرق القدس، لإخلاء مساكنهم قبل أن يهدمها الاحتلال الصهيوني..

 

وينتهي اليوم الاثنين الإنذار الذي وجهته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لسكان القرية، ليضيف الاحتلال لسجلاته جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين منذ قرابة 70 عامًا.

 

وفي الوقت الذي تسود فيه حالة من الترقب، قبل أن تبدأ سلطات الاحتلال بهدم القرية بالجرافات وتهجر السكان، يواصل معتصمون ومتضامنون فلسطينيون رباطهم في القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو مئتين، يقطنون المكان منذ عشرات السنين.

 

إضراب عام

 

ويتزامن مع بدء الاحتلال تنفيذ جريمته ضد الخان، إضراب عام في كل الأراضي الفلسطينية احتجاجا على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي.

 

في حين، وصفت منظمة العفو تهجير سكان الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة بجريمة الحرب.

وتقع القرية بين مستوطنة معاليه أدوميم وهي مستوطنة كبرى قرب القدس ومستوطنة كفار أدوميم الأصغر إلى الشمال الشرقي، ويعيش بها نحو 180 بدويا، يرعون الماشية والأغنام، في أكواخ من الصفيح والخشب.

 

وينتمي سكان خان الأحمر إلى قبيلة الجهالين البدوية التي طردها الجيش الإسرائيلي من جنوب إسرائيل في الخمسينيات من القرن الماضي.

 

وتضم قرية خان الأحمر التي تقع بين شرق القدس والضفة الغربية أكثر من أربعين عائلة، يعيشون في خيام وبيوت من الصفيح وأكواخ معدنية وخشبية، ومدرسة واحدة تسمى مدرسة الإطارات، نسبة إلى بنائها من مجرد إطارات، في ظل حصار وتضييق على الأهالي منذ عشرات السنين من ممارسة حياة طبيعية فيها أدنى متطلبات الحياة المعروفة للسكان.

 

مستوطنات الاحتلال

 

وتحيط بـالخان الأحمر مستوطنات معاليه أدوميم وكفار أدوميم، وتسعى إسرائيل - كما يقول فلسطينيون لتوسيعهما وتنفيذ مشروع استيطاني يمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني، كجزء من مشروع لعزل القدس عن الضفة وفصل جنوب الضفة عن شمالها.

وقد نددت جهات فلسطينية رسمية وشعبية بخطوة الاحتلال، وعدتها محاولة للتحايل والتملص من مسؤولية جريمة الإخلاء القسري الذي ينوي الاحتلال تنفيذه في المنطقة.

 

كما أعرب سكان تجمع الخان الأحمر عن رفضهم القاطع للهدم الذاتي، وأكدوا تمسكهم بموقفهم الرافض لإخلائه وترحيلهم منه.

 

استنفار فلسطيني

 

في السياق، أعلنت حركة فتح والقوى والفصائل الفلسطينية رفع وتيرة جهوزيتها في قرية الخان الأحمر، بعد  انتهاء المهلة التي حددها الاحتلال الإسرائيلي لهدم القرية الواقعة  شرق مدينة القدس المحتلة.

 

ودعت حركة فتح الشعب الفلسطيني إلى الاستنفار وشد الرحال للقرية للدفاع عنها.

 

وحذرت فتح في بيان الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ارتكاب أي حماقة بحق سكان الخان الأحمر، مؤكدة ضرورة التضامن العربي والدولي لمنع هدم القرية.

وقال رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار وليد عساف في تصريحات صحفية، إن الاستعدادات عالية لمواجهة جيش الاحتلال وجرافاته، هذه معركة مهمة ومفصلية ومطلوب من الجميع إعلان النفير العام نجدة لسكان الخان الأحمر".

 

وحذر عساف من أن هدم الخان الأحمر سيشكل بداية لأكبر عملية تهجير منذ عام 1948، حيث يوجد حوالي 225 تجمعًا فلسطينيًا في المناطق المسماة "ج"، تحمل الصفة القانونية نفسها التي تحملها الخان الأحمر، من وجهة نظر إسرائيل، مؤكدًا أن الحجة الإسرائيلية بأن هذه التجمعات غير مرخصة هي حجة باطلة، لأن وجودها سبق احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 67.

 

كذلك، حذر عساف من أن هدم الخان الأحمر سيكون نهاية عملية السلام، حيث سيقضي على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية وفق رؤية حل الدولتين.

 

قرى ينوي الاحتلال هدمها

 

وقال: هناك 23 تجمعًا مماثلًا للخان الأحمر في محيط القدس، يسكنها نحو 170 ألف فلسطيني، يسعى الاحتلال لإزالتها لاستكمال خططه بعزل القدس، ومنع أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية، لهذا، نحن لا ندافع فقط عن 180 مواطنًا، وإنما عن مشروعنا الوطني.

يشار إلى أن المحكمة العليا في إسرائيل رفضت في الخامس من الشهر الجاري التماسا فلسطينيا ضد قرار هدم المنازل، وأمرت بعد ثلاثة أشهر من المداولات القضائية بهدمها في غضون أسبوع.

 

المنطقة "ج"

 

يذكر أن قوات الاحتلال في العامين الأخيرين هدمت نحو ألف منزل في المنطقة "ج"، 75% منها تقع في محيط مدينة القدس والأغوار، فيما هدمت قبل أيام، عددًا من البيوت في تجمع بدوي آخر قريب يسمى "تجمع أبو نوار".

وقبل أشهر طرد الاحتلال الإسرائيلي سكان الغور، من أصحاب التجمعات الرعوية والتي تعيش في هذه المنطقة منذ عشرات السنين، وبحسب شهادات من السكان، فإن الرعاة اليهود من البؤر الاستيطانية يمنعون الفلسطينيين من الخروج لرعي أغنامهم..

 

وحشية الاحتلال الإسرائيلي لم تقف فقط ضد الغور في الأيام الأخيرة، بل امتدت إلى عين الحلوة وأم الجمال، فهناك عدة تجمعات فلسطينية أخرى في شمال الغور يقوم الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية باتخاذ إجراءات ضدهم في الأشهر الأخيرة، تشمل إجراءات متقدمة لعمليات الإخلاء بالقوة: خلة مكحول، الفارسية (التي يعيش فيها 150 شخصًا تقريبًا) وحمصة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى