بطلب وساطة دولية.. هل ينجح «السراج» في فض اشتباكات طرابلس؟

[real_title]  

 لم يجد فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق مفرًا من الاشتباكات المسلحة المستمرة في العاصمة طرابلس، إلا بطلب تدخل المجتمع الدولي بقوة ضد الميلشيات المتناحرة.

 

 وعادت الاشتباكات بعد هدوء استمر لأشهر، بين الفصائل الليبية الموجودة بضواحي العاصمة طرابلس.

 

ونظم أهالي العاصمة الليبية تظاهرة كبيرة أمام مقر بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في جنزور، وهتفوا مطالبين بوقف الاشتباكات بين أطراف النزاع في المناطق السكنية.

 

أعلن المستشفى الميداني التابع لإدارة شؤون الجرحى في طرابلس أن إجمالي وفيات الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس منذ 26 أغسطس الماضي بلغت 115 قتيلاً و560 جريحًا.

 

وأشارت تقديرات المستشفى لأعداد ضحايا الاشتباكات حتى يوم أمس السبت، إلى إصابة 383 جريحًا بإصابات خطيرة ومتوسطة، فيما بلغ عدد الإصابات البسيطة 177 جريحًا.

 

وساطة دولية

 

 

دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج، المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة، إلى اتخاذ "إجراءات عملية أكثر حزماً وفاعلية لإيقاف الحرب وحماية المدنيين، ووضع مجلس الأمن أمام حقيقة الأحداث الدامية في ليبيا ليتحمل مسوؤليته التاريخية لحماية أرواح وممتلكات المدنيين".

 

وقال المجلس في بيان قبل أيام، إن "المجلس يستنكر ويدين بشدة كل أعمال الهجوم والعنف وإرهاب الليبيين والتعدي على أرواحهم وممتلكاتهم، ويدعو جميع عمداء البلديات والمشايخ والأعيان في كل مدن ليبيا لبذل المزيد من الجهد لوضع اتفاق مدينة الزاوية لوقف إطلاق النار موضع التنفيذ، والضغط على جميع الأطراف للالتزام بما ورد في بنود الاتفاق".

 

في السياق، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، أن حصيلة الاشتباكات وصلت إلى عشرات القتلى والجرحى، مؤكدةً أن الأرقام مرجحة للارتفاع بسبب استمرار المواجهات.

 

كما أشارت إلى نزوح ما يقارب 300 عائلة من مناطق الاشتباكات بضواحي العاصمة.

 

في حين، أكد سكان بمنطقة خلة الفرجان جنوبي العاصمة طرابلس وقوع اشتباكات عنيفة بين «قوات الردع الخاصة ولواء الصمود» في الساعات الأخيرة.

 

وقال عدد من سكان المنطقة إن عدد كبير من سكان منطقة خلة الفرجان نزحو بعد سقوط عدد من القذائف العشوائية». وفق بوابة الوسط الليبية.

 

ساحة المعارك

 

 

في غضون ذلك، هددت ميليشيات مدينة مصراتة بالدخول إلى ساحة المعارك التي دخلت يومها الخامس على التوالي، بعد تجدد المعارك الطاحنة في طرابلس، وتعرض منطقة مطار معيتيقة وعدة ضواح في المدينة لقصف عشوائي بالصواريخ والقذائف، دون ظهور أي بادرة على إمكانية أن تسفر جهود بعثة الأمم المتحدة عن وقف جديد لإطلاق النار.

 

وبحسب مصادر أمنية وسكان محليين، فقد سمع دوي سلسلة انفجارات عنيفة ومتتالية في مناطق جنوب وجنوب شرقي طرابلس، كما سقط نحو ثمانية صواريخ على الأقل بالقرب من محيط المطار المدني، الوحيد العامل في المدينة.

 

وقال ناطق باسم قوة «حماية طرابلس»، التي دشنت أول من أمس عملية عسكرية حملت اسم «بدر» ضد الميليشيات التي تهاجم العاصمة، إن قوة الحماية تتكون من جميع التشكيلات الأمنية والعسكرية الموجودة في طرابلس، وتتبع وزارتي الداخلية والدفاع بحكومة الوفاق الوطني، مشيرا إلى أن العملية تستهدف «دحر الغزاة عن العاصمة طرابلس، القوات التابعة لتحالف الإخوان والمقاتلة».

 

ورفض الناطق الكشف عن هوية قائد هذه القوة، مكتفيا بالقول إن العملية «يقودها أمراء السرايا والكتائب في طرابلس».

 

انسحاب تكتيكي

 

 

من جهته، قال اللواء السابع الذي يهاجم طرابلس منذ بضعة أيام، الذي يدعي تبعيته لحكومة السراج في بيان، إن قواته اضطرت للانسحاب بشكل تكتيكي من معسكر اليرموك بعد قيام الميليشيات بإلقاء عدد من القذائف على مواقع تمركزات اللواء، التي تم تثبيتها بعد توقيع الاتفاق، مشيرا إلى أن الميليشيات التي اندفعت بطيش للوقوع في قبضة جنود اللواء السابع، حيث الاشتباكات، أسفرت عن مقتل العشرات وأسر سبعة عناصر، من بينهم متهمين بقضايا إرهابية. أما بخصوص باقي المحاور، فإن وحداتنا صدت محاولات منهزمة للميليشيات المهزومة.

 

وفيما ارتفعت حصيلة الاشتباكات في جنوب طرابلس إلى 106 قتلى، اكتفت حكومة السراج بالإعراب عن إدانتها واستنكارها الشديدين «لكل أعمال الهجوم والعنف وإرهاب الليبيين، والتعدي على أرواحهم وممتلكاتهم» في العاصمة وفي كل أنحاء ليبيا.

 

وفي تعبير عن لجوئها للوساطة المحلية، دعت الحكومة جميع عمداء البلديات والمشايخ والأعيان في كل مدن ليبيا إلى بذل مزيد من الجهود لوضع «اتفاق الزاوية» القاضي بوقف إطلاق النار موضع التنفيذ، والضغط على جميع الأطراف للالتزام بما ورد في بنوده.

 

كما دعت المجتمع الدولي، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لأخذ إجراءات أكثر حزما وفاعلية لإيقاف أعمال العنف، والاشتباكات وحماية المدنيين، ووضع مجلس الأمن الدولي أمام حقيقة الأحداث الدامية في ليبيا، وتحمل مسؤوليته تجاهها.

 

بدوره، دعا مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، جميع المتحاربين في ضواحي مدينة طرابلس بالتوقف فورا عن القتال، محذرا من أن الوضع في مستودع خزانات شركة البريقة «خطير وكارثي».

 

قلق أممي

 

 

أما المبعوث الأممي غسان سلامة، فقد صرح في بيان مقتضب بأن «معايشة أهل العاصمة الليبية في محنتهم الراهنة، والسعي الحثيث لدرء الفتنة ووقف النار ولم الشمل، واجب لا يفوقه اليوم آخر».

 

وأبدى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قلقه بشأن زيادة عدد انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من الجماعات المسلحة في طرابلس، وحث في بيان وزعته البعثة كل أطراف الصراع على احترام وقف إطلاق النار، والامتناع عن أي أعمال قد تزيد من معاناة السكان المدنيين، مشددا على ضرورة محاسبة أي شخص مسؤول عن انتهاك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

 

في سياق ذلك، وصف الاتحاد الأوروبي، عمليات الاستهداف التي يتعرض لها المدنيون في طرابلس بأنها «انتهاك للقانون الدولي الإنساني»، ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا جميع الأطراف الفاعلة لاحترام وقف إطلاق النار المتفق عليه، وتنفيذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لصالح الشعب الليبي، مشيرة إلى أن حل الأزمة الليبية يظل سياسيا وليس عسكريا.

 

كما هددت البعثة مجددا بمعاقبة قادة الميليشيات المسلحة المتورطة في خرق الهدنة بطرابلس، وقالت إن «كل من يخالف وقف إطلاق النار أو يؤجج العنف سيواجه عواقب».

 

قوة فض النزاع

 

وقبل أسبوع أعلن السراج،  تشكيل قوة عسكرية مشتركلـ"فض النزاع وبسط الأمن" بالعاصمة طرابلس.

 

وأسند السراج قيادة القوة الجديدة، لآمر المنطقة العسكرية الغربية في ليبيا اللواء أسامة الجويلي، حسب ما جاء في إعلان المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية المعترف بها دوليًّا.

 

ووقع قرار تشكيل القوة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي.

 

وحدد المجلس الرئاسي قراره رقم (123) لسنة 2018 بشأن تشكيل القوة المشتركة بقيادة الجويلي، مكوناتها ومهامها وفق نص القرار الذي نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عبر صفحتها على "فيسبوك".

 

وتتكون القوة المشتركة من كتائب مشاة خفيفة، ووحدات من وزارة الداخلية، وقوة من "كتيبة من المنطقة العسكرية الغربية"، و"كتيبة من المنطقة العسكرية الوسطى"، و"كتيبة من قوة مكافحة الإرهاب".

 

وتكون مهمة القوة فرض السلام واستتباب الأمن في المناطق المحددة لها، وتأمين وتحقيق أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، وعودة الحياة الطبيعية، وطمأنة السكان.

 

وطالب السراج اللجنة، بوضع خطط لإحلال قوات نظامية من الجيش أو الشرطة أو الأجهزة الأمنية بحسب الاختصاص في المنشآت الحيوية، بدلاً من التشكيلات المسلحة، داعياً إلى اتخاذ الخطوات اللازمة للتواصل مع قادة التشكيلات المسلحة، لضمان الانتقال السريع إلى سلطات أمنية تقودها الدولة.

 

ومن مهام اللجنة؛ بحسب القرار، وضع خطة لتخزين وتخفيض الأسلحة والذخائر غير الخاضعة للرقابة وسيطرة الدولة في طرابلس، لا سيما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ومنح السراج اللجنة، بعد التواصل مع الحكومة، صلاحية طلب المساعدة الدولية اللازمة لوضع وتطبيق الترتيبات الأمنية.

 

بداية الاشتباكات

 

 

وشهدت طرابلس، خلال الفترة الأخيرة، اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة على النفوذ ونقاط التمركز بالعاصمة، قبل أن تتوقف بتدخل أممي، أسفر عن إعلان وقف لإطلاق النار في 4 سبتمبر الجاري.

 

وأدت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في طرابلس إلى إعلان الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة حالة الطوارئ.

 

وتسيطر الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة على طرابلس نظريا، بينما تسيطر الجماعات المسلحة فعليا على أغلب مناطق البلاد.

 

وقد اندلع العنف في البلاد، حين هاجمت جماعة مسلحة من مدينة تقع إلى الجنوب من طرابلس مناطق جنوبية بالعاصمة، وهو ما أدى إلى قتال مع جماعة مسلحة محلية مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا

 

ووصفت حكومة الوفاق الوطني تلك الاشتباكات بأنها "محاولة لعرقلة الانتقال السياسي السلمي" في البلاد، مضيفة أنها "لا يمكنها البقاء صامتة، إزاء الهجمات على طرابلس وضواحيها، التي تمثل انتهاكا لأمن العاصمة وسلامة المواطنين".

 

ميلشيات الوفاق

 

 

من جانبه قال إبراهيم بلقاسم، سياسي ليبي إن ما يحدث في طرابلس عبارة عن اشتباكات مسلحة بين مليشيات كلها تتبع حكومة الوفاق الوطنية، برئاسة فايز السراج.

 

وأضاف لـ "مصر العربية" أن رغم الإدانات الدولية لأحداث طرابلس من الأمين العام للأمم المتحدة، وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا، إلا أن هناك أياد دولية تلعب في الخفاء.

 

بلقاسم بين أن إيطاليا تدعم الاشتباكات المندلعة في طرابلس حاليًا، مؤكدا في الوقت نفسه أن حكومة الوفاق الليبية طرف أصيل في الصراع الدائر.

 

وعن الأسباب التي دفعت إيطاليا وحكومة الوفاق لخلق حالة من الفوضى في طرابلس، قال السياسي الليبي، أن الهدف واضح والمتمثل في محاولة تعطيل الانتخابات.

 

ولخص بلقاسم في نهاية حديثه ما يحدث في طرابلس في جملة مفاداها: "رئيس المجلس الرئاسي ارتقى إلى رتبة زعيم مليشيا، وأصبح يحرك أطراف النزاع لصالح بقاءه في منصبه".

 

وفر نحو 400 سجين من سجن بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، وسط اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة بالمدينة، بحسب الشرطة.

 

وأوضحت الشرطة أن "المعتقلين تمكنوا من فتح الأبواب بالقوة ومغادرة" سجن عين زارة.

 

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن الشرطة قولها إن حراس السجن، خشية على حياتهم، لم يتمكنوا من منع الحادث.

 

وأدت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في طرابلس إلى إعلان الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة حالة الطوارئ.

 

والكثيرون من السجناء، المحتجزين في سجن عين زارة جنوبي شرق طرابلس، مؤيدون للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حسبما تفيد تقارير، وأدينوا بالقتل خلال الانتفاضة ضد نظام حكمه في عام 2011.

 

وتعاني ليبيا من فوضى مستمرة منذ أن أطاحت جماعات مسلحة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر عام 2011.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى