الاحتجاجات تضرب الجنوب.. «ورقلة» تُشعل الجزائر

[real_title]  

 "لا عمل ولا سكن".. خدعونا بحب الوطن" و"الصامتون عن الجريمة مشاركون فيها"، و"لا خضوع ولا رجوع، التنمية حق مشروع"، و"الشعب يريد إسقاط الفساد"،.. بتلك الشعارات يحتج سكان جنوب الجزائر لليوم الثالث على التوالي، اعتراضا على الأوضاع المعشية الصعبة.

 

ففي "ورقلة"، التي اشتعلت قبل عام اعتراضا على الأوضاع المعيشية الصعبة وتردي الوضع الاقتصادي، ضربتها الاحتجاجات من جديد، لتضع معها مطالب الجنوب أمام فوهة بركان غاضب، بحسب مراقبين.

 

وقد تجمع المئات من المواطنين من مدينة ورقلة وولايات أخرى مجاورة، أمام نصب "حجرة وردة الرمال"، ورفعوا شعارات عديدة تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية بينهم وبين سكان مناطق الشمال.

 

تهميش الجنوب

 

كالعادة، لم يتوقف المحتجون في اتهام السلطات المركزية في تهميش سكان المناطق الجنوبية بالجزائر، رغم المطالب العديدة التي ما فتئوا يوجهونها للمسؤولين، وفق قولهم.

 

وتعرف ورقلة في الجزائر بأنها ولاية النفط، لأنها تضم أهم حقول النفط الجزائرية وهو حاسي مسعود. وتبعد عن العاصمة الجزائر بنحو 900 كيلومتر جنوبا في الصحراء، وقد شهدت موجة احتجاجات في السنوات الأخيرة على قرار الحكومة باستغلال الغاز الصخري.

 

وشهدت الولاية الواقعة في الجنوب الجزائري احتجاجات مجددا على انتشار البطالة وللمطالبة بالتنمية في المنطقة، وشهدت الاحتجاجات في الساعات الأخيرة، وقوع مشادات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، مخلفة عدة جرحى من الجانبين.

 

وشهدت ورقلة سلسلة من الأحداث أدت لوقوع هذه الاحتجاجات في مقدمتها وفاة الدكتورة، عائشة عويسات، بلدغة عقرب واتهام السلطات بالإهمال بهذا الشأن.

 

مطالب شرعية

 

أحد أهالي ورقلة محمد الحسيني تحدث لـ"مصر العربية" قائلا: سئمنا من الظلم والتهميش، الحكومة لم تشعر يوما بمتطلباتنا، رغم أن ولاياتنا مليئة بالثروات الطبيعية، مضيفا: مطالبنا شرعية ولن نتنازل عنها.

 

وأوضح أن الفوضى الخدمية تضرب كل ولايات الجنوب، ليس هناك خدمات تقدم لنا، حتى الخدمات الصحية معدومة على سبيل المثال، مستشفى محمد بوضياف فهي أهم مستشفيات الجنوب، ودائما مضطربة ومنعدمة الخدمات، وأيضا خدمات الصرف الصحي ليست موجودة، للأسف كل ما يحتاجه سكان الجنوب غير موجود.

 

وتابع: احتجاجات الجنوب مشروعة للمطالبة بحقوقه المسلوبة منه من قبل الحكومة والقادة التنفيذيين في الجنوب، قائلا: الحكومة للأسف تنظر إلى تظاهراتنا وكأنها ليست مشروعة، وكأننا مواطنون غير جزائريون، مضيفا أن الفشل الجماعي لأداء المسؤولين والمدراء التنفيذيين هو ما أوصلنا لما نحن فيه الآن.

البرلماني الجزائري السابق عن ولاية ورقلة والقيادي في حزب الكرامة، محمد الداوي، وصف ما يجري في الجنوب الجزائري هذه الأيام بـ"الأمر العادي الذي يُعبر عن حالة اختناق حقيقية مردها الأساسي سياسة الحكومة وطريقة تعاملها مع هؤلاء المواطنين".

 

ويقول الداوي: "الناس هنا ملوا من حالة التهميش والتمييز، ولم يعد باستطاعتهم الصبر أكثر، لذلك قرروا مواجهة السلطات عبر الشارع".

 

ويضيف: "الغريب في كل ما يحدث هو الموقف المُحيّر من قبل السلطات المركزية التي تبقى تتفرج على ما يحدث، دون أن تقدم على أية خطوات ميدانية يمكن أن تجنب الجزائر انفجارا حقيقيا قد يكون مصدره الجنوب".

 

غضب الأهالي

 

وبرأي الداوي فإن الاحتجاجات التي شهدتها ولاية ورقلة جاءت مختلفة تماما عن المرات السابقة، بالنظر إلى "العدد الهائل للمشاركين فيها، وأيضا الشعارات التي ظهرت فيها"، وهذا كله "يؤكد انتشار حالة الغضب وسط المواطنين".

 

ويبدي المتحدث تعجبه من التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية، نور الدين بدوي، الذي أشار إلى "وجود جهات تريد ضرب استقرار البلاد"، وتعقيبا على ذلك، يقول البرلماني السابق: "لقد سئم الناس من مثل هذه الخطابات.. نحن نريد حلولا واقعية، لأن المحتجين هم جزائريون في النهاية، ولا تحركهم أية دواع سياسية مثلما يعتقد البعض". لـ"أصوات مغاربية".

في السياق، وجه المجتمع المدني بولاية ورقلة "رسالة إلى السلطات العليا في البلاد"، أكدوا فيها أن خروج أهالي المدينة هو "تعبير عن الرفض القاطع للتهميش الممنهج والمقصود"، حسب ما ذكر موقع "كل شيء عن الجزائر".

 

وأشار البيان إلى أن سكان الولاية "سئموا من التصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين، الذين لم يحسنوا التصرف بمسؤولية إزاء الاحتجاجات التي عرفتها العاصمة الاقتصادية للبلاد".

 

وأضاف: "الهدف من تلك التصريحات هو إبقاء الولاية في ذيل الترتيب بالنسبة للتنمية". حسب ما ذكر موقع "كل شيء عن الجزائر".

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى