أحداث البصرة.. أزمة تزلزل عرش العبادي 

أحداث البصرة.. أزمة تزلزل عرش العبادي 
أحداث البصرة.. أزمة تزلزل عرش العبادي 

[real_title] مع تصاعد أحداث الغضب الشعبي في محافظة البصرة العراقية يبدو أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي سيكون أول ضحايا هذا الغضب خاصة بعد تصاعد حدة المطالبات بعدم اختياره في الحكومة لولاية ثانية.

 

ومنذ بداية يوليو الماضي، خرج الآلاف في البصرة بداية، ثم في كامل الجنوب العراقي، في تظاهرات ضد الفساد وانعدام الخدمات العامة والبطالة التي زاد من سوئها العام الحالي الجفاف الذي قلص الإنتاج الزراعي بشكل كبير.

 

ومؤخراً اتخذت الاحتجاجات منحى تصعيديا اعتبارا من الثلاثاء على خلفية أزمة صحية غير مسبوقة في البصرة، حيث نقل 30 ألف شخص إلى المستشفى تسمموا بالمياه الملوثة.

 

موقف صعب

 

وعلى الرغم من عقد البرلمان جلسة استثنائية لمناقشة الأزمة بحضور العبادي وعدد من وزرائه، إلا أن الجلسة لم تكن على مستوى طموحات المتظاهرين الذين كانوا يتوقعون حلولا آنية، بل على العكس، كانت نقاشا عقيما بين الحاضرين، تبادل فيها العبادي ومحافظ البصرة أسعد العيداني الاتهامات بالمسؤولية.

 

هذه الجلسة كانت كفيلة بأن تدخل تحالف العبادي السياسي مع ائتلاف "سائرون" الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة الأكبر في موقف صعب.

وتلاسن العبادي مع محافظ البصرة أسعد العيداني، في جلسة البرلمان العراقي، عندما شكا الأخير مخاطبا رئيس الوزراء: "إلى هذا اليوم لم نتسلم واردات البترودولار".

 

ملاسنات سياسية 


 ونقلت شبكة "رووداو" عن العيداني قوله إن "محافظة البصرة تحترق، وما سمعته من الوزراء وكأن البصرة في عالم آخر"، وتابع قائلاً: "كنتُ أقول دائماً إن قائد الشرطة مرتش، ولكن دون جدوى". 

 

من جهته رد رئيس الوزراء على العيداني بالقول: "أنت مكانك في البصرة، وليس في بغداد"، ورد العيداني قائلاً: "قمت بلقاء السيد (مقتدى) الصدر وهو زعيم وطني ولو دعاك إلى لقائه لقمت بتلبية الدعوة".

 

وكان أبرز النواب الحاضرين في الجلسة من تحالفي "سائرون" (مقتدى الصدر) و"النصر" (حيدر العبادي)، وأبرز الغائبين هم من ائتلافي "الفتح" (هادي العامري) و"دولة القانون" (نوري المالكي).

 

الغضب يتصاعد

 

هذا دفع العبادي إلى إصدار مجموعة من القرارات تهدف لاحتواء أزمة البصرة، وجاءت هذه القرارات بعد أن مكث لليوم الثاني على التوالي في المحافظة على رأس وفد وزاري لمتابعة الإشراف على تتفيد المشاريع.

 

لكن أيضاً هذه القرارت لم ترضي غضب المحتجين، وتصاعدت مطالب إقالته بقوة، ولم ترضى دوائر سياسية منها المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني الذي  أنه لا يؤيد أن يتولى منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة أي من الشخصيات التي أخفقت بمهامها في السنوات الماضية، ومنهم بالطبع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي.

 

واعتبرت كتل سياسية أن تصريحات السيستاني تلك تنهي حلم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي في "ولاية ثانية" على رأس الهرم السياسي في العراق.


فساد حكومي


وبدا واضحاً في الشارع العراقي تراجع شعبية العبادي، الذي سانده العراقيون في الحرب مع تنظيم "داعش"، حتى أُعلن في ديسمبر الماضي تحرير كامل أراضي البلاد من سيطرة التنظيم.

 

وفي هتافاتهم التي تظهرها مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتهم سكان البصرة الحكومة وجميع الأحزاب السياسية بالوقوف وراء المعاناة التي يعيشونها.

بدوره قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان إن ما يحدث في البصرة ثورة كل العراق وليست البصرة فقط، مشيراً إلى أن البصرة تصجرت المشهد لكونها من أكبر وأغنى المحافظات العراقية. 

 

زلزال البصرة 

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن البصرة حاضنة تاريخية وسياحية للعراق ولا يجوز أن تتعرض لهذا الإهمال الواضح والذي لا يعبر إلا عن حكومة ومسؤولون لا يقدرون كنوز العراق ومقدراته الثمينة.

 

وأوضح أن احتجاجات البصرة استطاعت زلزلة عرش العبادي في ظل الإهمال الحكومي الكبير تجاه سكان هذه المحافظة وغيرهم من سكان المحافظات العراقية الأخرى.

وأشار إلى أن العباد رضى من البداية أن يتحمل فشل كل الحكومات السابقة التي لم تقدم شئ للعراقيين، وكذلك هو سار على نهج من قبله في الإهمال وانشغل في معارك داعش.

 

وأكد أن الشعب العراقي في محافظات الاحتجاج حول دفة مطالبه بشكل مفاجئ وجرئ من تحسين الخدمات إلى السعي لغزاحة هذا النظام السياسي الذي اعتبره فشل في تحقيق مهمته الأساسية في تخفيف معاناة شعب صبر كثيرا ولم يعد يحتمل فشلا جديدا.

 

عملية سياسية خاطئة

 

السفير العراقي السابق مزهر الدروي قال إن ما يجري في البصرة حالة أفرزتها ظروف العملية السياسية الخاطئة التي جاءت بعد الاحتلال الأمريكي والوضع السياسي الذي أقامته إيران في ظل هذا الاحتلال والأحزاب التابعة لها.

 

وأضاف في حوار سابق لـ"مصر العربية"، أن البصرة للأسف تلقت خرابا وتدميرا لا سيما من النظام الإيراني الذي قطع عنها الخدمات مثل الكهرباء ومياه الشرب، وهذا كله كان مقصودا لأن البصرة لها موقف تاريخي كبير في الحرب مع إيران، فحين وجه لها المقبور الخميني نداء للخروج مع الجيش الإيراني عام 1982 لم تلبي النداء بل قاتلت البصرة بثبات وشجاعة.

 

وأوضح أن الإهمال المتعمد للبصرة والتقاسم أو المحاصصة بين الأحزاب التي انطلقت من منطلقات طائفية أو عرقية نسفت كل المفاهيم الوطنية التي تربط بين فئات المجتمع العراقي بغض النظر عن الانتماءات الدينية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى