حوار| محلل فلسطيني بعد قرار «الأونروا»: أمريكا تمارس «بلطجة سياسية»

حوار| محلل فلسطيني بعد قرار «الأونروا»: أمريكا تمارس «بلطجة سياسية»
حوار| محلل فلسطيني بعد قرار «الأونروا»: أمريكا تمارس «بلطجة سياسية»

[real_title]  

 يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب أنّ الإدارة الأمريكية تمارس ما وصفها بـ"بلطجة" في تعاملها مع القضية الفلسطينية.

 

ويقول في حواره لـ"مصر العربية"، أنّ الولايات المتحدة عندما أقدمت على هذه الخطوة فعلتها وهي تدرك جيدًا أنّ هذا الأمر سيتم تمريره.

 

ويضيف أنّ مملكة الأردن أكثر دولة ستدفع الثمن بسبب وجود أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني من بين ستة ملايين، يليها قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليون و400 ألف من اللاجئين.

 

إلى نص الحوار:

 

كيف تنظرون إلى القرارات الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية؟

 

ما تقوم به الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ما هو إلا بلطجة بكل معنى الكلمة، وقرار وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ليس الأول.

 

ففي ديسمبر الماضي صدر قرارٌ عن الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة المحتلين ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

 

هل نحن أمام تنفيذ بنود صفقة القرن؟

 

هذا القرار كان قد تم تمريره بعد شجب واستنكار عربي، وكان هو المرحلة الأولى من صفقة القرن، وفي أقل من عام جاء الدور على المرحلة الثانية وهي شطب قضية اللاجئين بشكل عام.

 

كيف اتخذت الإدارة الأمريكية "قرار الأونروا"؟

 

هناك أمران حدثا في هذه الخطوة، أولًا تقليص مبلغ 65 مليون دولار من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين،

 

وكيف ردّ العرب على ذلك؟

 

كان رد الفعل العربي والدولي محدودًا بشكل كبير، وحجم المبلغ الذي جُمع لتعويض ذلك، وبالتالي فالولايات المتحدة قاست ردود الأفعال وهي وقف كل المساعدات.

 

والولايات المتحدة عندما أقدمت على هذه الخطوة فعلتها وهي تدرك جيدًا أنّ هذا الأمر سيتم تمريره.

 

هل يخلص ذلك الموقف الأمريكي من قضية اللاجئين؟

 

صدر أيضًا قرارٌ من الكونجرس الأمريكي باعتبار أنّ اللاجئين هم فقط من خرجوا من ديارهم عام 1948، وعددهم لا يتجاوز الـ400 ألف، ومن الطبيعي أنّه بعد 70 عامًا لم يبقَ منهم إلا عشرات هو من طال بهم العمر.

 

ماذا تسعى واشنطن في هذا الملف؟

 

أحد القضايا العالقة في الصراع العربي الإسرائيلي هي قضية اللاجئين، وما تفعله الولايات المتحدة هو القضاء على هذا الملف بشكل تام.

 

والدور الآن على وكالة الأونروا.. أليس كذلك؟

 

الولايات المتحدة تعمل حاليًّا على إذابة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وذلك بوقف الدعم المالي إليها، لا سيّما أنّ واشنطن هي أكبر داعم للوكالة من الناحية المالية.

 

من يدفع الثمن أكثر بعد "قرار الأونروا"؟

 

الأردن أكثر دولة ستدفع الثمن بسبب وجود أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني من بين ستة ملايين، يليها قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليون و400 ألف من اللاجئين.

 

كيف يمكن للمملكة الأردنية التعامل مع هذا الموقف؟

 

هناك محاولات جادة من الأردن لجمع موقف دولي داعم، بأن يتم توفير هذا المبلغ (قرابة الـ360 مليون دولار) الذي أوقفته الولايات المتحدة بأن يقوم بدفعها العالم بما في ذلك العرب.

 

هل هناك مقترحات أخرى؟

 

هناك محاولة أيضًا بأن تصبح موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ضمن موازنة الأمم المتحدة وبالتالي لا يكون هناك مس مباشر، لأن الأمر مرتبط بالأمم المتحدة مباشرة.

 

وما إمكانية تنفيذ ذلك على أرض الواقع؟

 

لا أعتقد أنّ هذا الحل عملي، وأعتقد أنّ هناك نية أمريكية واضحة لشطب قضية اللاجئين، وبالتالي نكون قد دخلنا في المرحلة الثانية من صفقة القرن.

 

وماذا عن المرحلة الثالثة؟

 

المرحلة الثالثة تتعلق بقيام دولة فلسطينية محدودة الملامح، تبدأ في غزة كنواة ثم تتمدد في بعض مناطق الضفة الغربية.

 

ما موقف الرئيس محمود عباس من ذلك؟ 

 

هناك حديث للرئيس عباس خلال لقائه مع وفد من أعضاء أحزاب السلام الإسرائيلية، وتحدث مباشرةً أنّه مع فكرة اتحاد كونفدرالي إسرائيلي أردني فلسطيني كرد فعل على ما تقوم به الإدارة الأمريكية.

 

هل يقبل الاحتلال بذلك؟

 

إسرائيل في الوضع الراهن لن تقبل بذلك، ونحن ليس لدينا إلا أمل واحد وهو أن يقف العالم أجمع وتحديدًا العالم العربي لدفع العجز الذي أحدثته الولايات المتحدة.

 

لكن التاريخ لا يبشر بإمكانية التعويل كثيرًا على العرب.. صحيح؟

 

شخصيًّا، أنا غير متفائل إطلاقًا بالتعويل على العرب.. ما حدث في ديسمبر الماضي عندما أعلنت الولايات المتحدة مدينة القدس المحتلة عاصمةً لإسرائيل، لم يحدث شيء من العرب.

 

وسياسيًّا، أعتبر أنّ المرحلة الثانية من صفقة القرن تم تمريرها بموافقة عربية ودولية، وهي بشطب قضية اللاجئين.

 

وهل سيقبل الفلسطينيون بـ"دولة" في غزة؟

 

الشعب الفلسطيني سيقبل بنواة الدولة الفلسطينية في غزة لأنّه يعاني من ويلات الحصار والعقوبات من دول قريبة.. الشعب سيقبل بدولة في غزة.

 

هل هناك أصوات داعمة لذلك؟

 

هناك بعض الأصوات التي ترتفع حاليًّا بين السياسيين والمثقفين الفلسطينيين والعرب يؤيدون بناء دولة فلسطينية في غزة كنموذج، من منطلق فكر فلسطيني مفاده بناء الدولة على أي قطعة أرض تتحرر من أرض فلسطين.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى