عيد الأضحى في سوريا.. فرحة مسروقة وسط الدمار

عيد الأضحى في سوريا.. فرحة مسروقة وسط الدمار
عيد الأضحى في سوريا.. فرحة مسروقة وسط الدمار

[real_title] يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، في اليوم العاشر من ذي الحجة بعيد الأضحى المبارك، حيث يؤدي الملايين منهم صلاة العيد في الجوامع والساحات، ومن ثمَّ يقومون أول أيام العيد بذبح أضاحيهم وتبادل الزيارات والتهاني..

هذا ما يحدث في غالبية البلدان العربية والإسلامية، لكن في سوريا فالأمر مختلف تمامًا، حيث تغب الاحتفالات عن شعبها الذي يعاني ويلات الحرب والدمار، جراء قتال وجرائم ارتكبت بحقه طيلة 8 سنوات، حتى لو جاءت في بعض المناطق فهي "مسروقة" من وسط الدمار..

الشعب السوري لم يعرف خلال سنوات الحرب إلا شيئا واحدا، وهو الدماء، دماء الأحباب والأقارب والجيران، قتلهم النظام بدم بارد، وهجر ما تبقى ونجي من سكان المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، حتى في ظل وجود ضمانات واتفاقيات دولية، اخترق النظام غالبيتها كما الحال في غالبية المناطق التي أسقطها الأسد مؤخرا، كما في درعا..

 

"مصر العربية" استطلعت آراء بعض السوريين حول مظاهر احتفالاتهم بعيد الأضحى هذا العام.

حبيب الفالح، أحد المهجرين على الحدود السورية الأردنية، قال لـ"مصر العربية": ساعات ويأتي عيد الأضحى، وللأسف لم نشعر بفرحة قدومه، فنحن هنا لا نستطيع توفير الأكل والشراب، فكيف سنضحي؟.

 

وأوضح أحد أهالي درعا أن النظام حرمنا من كل شيء، سلب منا حريتنا، وأرغمنا على اللجوء لدول الجوار، قتل أبناءنا وشردنا، لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

وتابع: مئات النازحين يسكنون العراء، المسلمون في كل مكان يكبرون ويهللون ويذبحون الأضاحي، وللأسف نحن هنا ننتظر المساعدات، لا نملك إلا مخيمات بسيطة غالبيتها غير آدمية.

 

الأمر والتعبير لم يختلف بين ما ذكره الفالح، وأخيه السوري عبد العزيز الطقش، أحد أهالي إدلب، والذي اتفق كلامه مع كلام سابقه من أهل درعا، حيث قال القصف والدمار في إدلب، وكذلك أعداد المهجرين والنازحين إلى المدينة، كل هذا أضعف احتفالاتنا بالعيد.

 

وأوضح لـ"مصر العربية" أن النظام أفقدنا حتى الشعور بالمقدسات والروحانيات الدينية، للأسف خسرنا كل شيء إلا كرامتنا، قائلا: نحتفل في المقابر ونقرأ البعض من آيات القرآن لشهدائنا.

 

وتابع: حتى في أيام العيد الأسد ينشر الرعب في بعض المناطق التي سقطت بيده، ولا يحترم أيام العيد، فهو لم يستطع ترك عادته القمعية وبدأ مؤخرا في حملات مداهمة وحظر تجوال في درعا وحلب وغالبية المناطق التي تخضع لسيطرته الآن.

 

في السياق، قال الناشط السوري قاسم المحمد، إن النظام اعتقل شباباً خلال الفترة الماضية من مدن درعا وداعل والمليحة الغربية، وبلدات وقرى اللجاة ومحجة في ريف درعا، وجميعها مناطق دخلت ضمن المبادرة الروسية.

 

ويقول المحمد إن "المبادرة الروسية تحظر على سلطات النظام اعتقالهم أو استدعاءهم، حسب بنود الاتفاق، قبل مرور الفترة الزمنية المتّفق عليها بين الجانبين".

 

ويضيف في تصريحات صحفية إن "النظام لم يكتفِ بالاعتقالات، بل قام بحظر تجوال وإطلاق نار كثيف على كل متحرّك في الشوارع والمنازل، ما يسمح لتلك القوات بالقيام بعمليات سرقة ونهب لممتلكات المواطنين".

 

ويتهم قوات النظام السوري بارتكاب إساءات بحق النساء والرجال من الأهالي العزل.

 

ويستطرد بالقول: "من يعترض على ممارسات النظام فمصيره القتل أو الحرق أو الاعتقال، والتهم دائماً جاهزة؛ حيث غالباً ما تكون التهم الموجّهة في مثل هذه الحالات إما مقاومة النظام، أو حمل السلاح، أو مطلوب خطر".

 

ويشير الناشط السوري إلى سيطرة الخوف وعدم الثقة على أهالي القرى والبلدات التي دخلت في مصالحات وتسويات مع سلطات النظام؛ وذلك جراء ممارسات قوات النظام السلبية بحق الأهالي.

 

تجدر الإشارة إلى أنه سقط في سوريا قرابة 600 ألف قتيل، وملايين الجرحى والنازحين، جراء اقتتال وحرب شوارع بين النظام السوري وبعض الفصائل والحركات المسلحة السورية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى