الاحتجاجات تتواصل في العراق.. من يشعل «بلاد الرافدين»؟

الاحتجاجات تتواصل في العراق.. من يشعل «بلاد الرافدين»؟
الاحتجاجات تتواصل في العراق.. من يشعل «بلاد الرافدين»؟

[real_title] على الرغم من مساعي الحكومة العراقية لاحتواء المظاهرات وتعاطي القوى السياسية معها إلا أنها مستمرة وفي تصاعد مستمر، ما يثير تساؤلا حول قيادة تلك التظاهرات وماذا يريد من الحكومة؟

 

وتشهد العديد من مناطق ومحافظات العراق تظاهرات كبيرة منذ 8 يوليو الجاري، خاصةً المحافظات الجنوبية؛ بسبب الانخفاض في مستوى تقديم الخدمات، منها الطاقة الكهربائية، بعد توقُّف إيران عن إمداد العراق بالكهرباء، ما فاقم الوضع المتردي أصلاً.

 

وأعادت المظاهرات المتنقلة بين محافظات الجنوب العراقي على مدار اسبوعين إلى الواجهة غضب العراقيين من تردي الأوضاع الاقتصادية وتعثر المرافق والخدمات وانتشار البطالة.

 

تصاعد الغضب

 

وتصاعد الغضب العراقي وأخذ منحى آخر بمحاولات قطع الطرق واقتحام المؤسسات في البصرة أغنى المحافظات العراقية بالنفط والمعروفة والتي توصف بمنبع الذهب الأسود. 

 

وتنتج البصرة نحو 80% من صادرات النفط العراقية وتملك ثلثي الاحتياطي العراقي بنحو 65 مليار برميل، والعام الماضي بلغت عائدات النفط 70 مليار دولار ورغم ذلك لم يؤمن القطاع النفطي سوى 1% من الوظائف للعراقيين.

 

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسمياً 10.8%. ويشكل من هم دون 24 عاماً نسبة 60% من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.

 

أزمات مستمرة 

 

ومع حرارة تصل ل50 درجة مئوية تعاني المحافظة النفطية انقطاع متواصل في الماء والكهرباء حيث تظهر الأرقام الرسمية اختفاء 450 مليار دولار من سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين وكانت مخصصة للبنية التحتية.

 

ويتهم متظاهرون ومسؤولون في محافظة البصرة السلطات الإيرانية بمعاقبة المحافظة، وقطع التيار الكهربائي، وإغلاق مصبات المياه العذبة عنها، ونزع الاستقرار عن المدينة وسط أجواء الصيف اللاهب، بدعوة التأثر بالعقوبات الأمريكية، رغم وجود عقود رسمية مع الحكومة المركزية.

 

وتأتي هذه المظاهرات بعد نحو 6 أشهر من إعلان السلطات "النصر" على تنظيم داعش، الذي سيطر على ثلث العراق قبل أربع سنوات، وسط انخفاض كبير في معدلات العنف بالبلاد، لكن عادت المشاكل الاجتماعية لتحتل رأس سُلم الأولويات.

 

صعوبات تشكيل حكومة

 

ويهتف المتظاهرون: "الشعب يريد إسقاط الأحزاب السياسية"، في شعار مشابه لآخر شاع في وقت ثورات الربيع العربي في 2011 يطالب بإسقاط الأنظمة الحاكمة.

 

 ويأتي ذلك في حين يواجه السياسيون العراقيون صعوبات في تشكيل حكومة جديدة، بعد انتخابات جرت في 12 مايو الماضي، وشابتها مزاعم بالتزوير.

 

وسبق للعراقيين أن عاقبوا الطبقة الحاكمة بالإحجام الكبير عن التصويت بالانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد، ويطالبون اليوم بتوزيع عادل للعائدات النفطية، خصوصاً بجنوبي البلاد المتوتر منذ أكثر من أسبوع.

 

حق التظاهر السلمي

 

وفي خطوة تهدف إلى إشراك كل الكتل السياسية في العراق في البحث عن حلول عملية لأزمة المظاهرات التي تعم محافظات الوسط والجنوب، اجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع قادة وممثلي الكتل السياسية الرئيسية في البلاد.

 

وأورد بيان صادر عن مكتب العبادي أن قادة الكتل السياسية "أجمعوا على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي وتفهمهم لمطالب المواطنين المشروعة والعمل على تلبيتها"، مع "رفضهم وإدانتهم للتجاوزات التي طاولت الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة، والاعتداءات على القوات الأمنية التي حررت الأرض من الإرهاب وما زالت تلاحق جيوب العصابات الإرهابية".

 

وأضاف البيان: "كما جرى التأكيد على دعم القوات الأمنية في سعيها إلى حفظ الأمن والنظام في البلد وضرورة أخذ الموافقات حسب الأصول على أي مظاهرة ويحدد فيها الزمان والمكان والجهة، والتعهد بسلميتها".

 

وأشار البيان إلى تشديد "القوى السياسية على ضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمتابعة الإجراءات الحكومية بالإصلاحات السريعة لتأمين حلول عاجلة للمشاكل الخدمية والإدارية وبما يتصل بضرب الفساد لضمان أداء أفضل لمؤسسات الدولة لتلبية حاجات المواطنين الملحة".

 

وشنت قوات الأمن العراقية، خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات واسعة، طالت عدداً ممن تسميهم الحكومة "المندسين" وسط المتظاهرين، ممن قالت إنهم اعتدوا على منشآت ومؤسسات الدولة، في وقت هاجمت فيه الأجهزة الأمنية تجمعات لمتظاهرين ببغداد وكثفت وجودها قرب مطار بغداد الدولي.

 

وعود زائفة

 

بدوره قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان، إن التظاهرات ستتصاعد باستمرار والسبب هو الإحباط الكبير الذي ألم بالشعب العراقي بعد 15 عاما من المعاناة والوعود الزائفة.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن البلاد تغرق في مشاكل كثيرة والعراقيين ترجموا غضبهم في المظاهرات وهى بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، مؤكداً أن الشعب فقد المصداقية في الساسة الذين تسيرهم إيران وأمريكا.

 

وأوضح أن الفساد استشرى في كل المؤسسات وأصبح العقاب لا يكون إلا لصغار المسؤولين بينما الكبار ينعموا في فسادهم، وهذه المظاهرات جاءت لتصحيح المسار للتطلع نحو مستقبل أفضل.  

 

حكومة فاسدة

 

فيما قالت الإعلامية العراقية نداء الكناني، إن مطالب المتظاهرين واضحة وصريحة ومشروعة ومن حقهم وليس من مصلحة العراقيين تسيس المظاهرات.

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الحكومة العراقية فاسدة والقوانيين جائرة ولا تخدم إلا السياسين ولا يوجد أي قرار يصب في مصلحة المواطن.

 

وأوضحت أن المظاهرات الحالية هى نتاج ضغط سنوات طويلة تحمل فيها الشعب بما فيه الكفاية، وحان الوقت لتحقيق مطالب الشعب  والقضاء على البطالة وتحسين الكهرباء والأمن والأمان الذي افقتدوه في وطنهم وفي غربتهم في كل أنحاء العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى