حسب «صفقة القرن» المزعومة.. تعرف على عاصمة فلسطين المقترحة كبديل للقدس

حسب «صفقة القرن» المزعومة.. تعرف على عاصمة فلسطين المقترحة كبديل للقدس
حسب «صفقة القرن» المزعومة.. تعرف على عاصمة فلسطين المقترحة كبديل للقدس

[real_title] لا تعد الخشية الفلسطينية من طرح قرية “أبو ديس”، كعاصمة لهم، بديلًا عن مدينة القدس، جديدة، فقد قدمت إسرائيل هذا العرض في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وهو ما رفضه الفلسطينيون بشدة في حينه.

 

واليوم تقول تقارير صحفية عديدة، إن ما يسمى “صفقة القرن”، التي تعدها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشتمل على جعل هذه القرية عاصمة لدولة فلسطين، بدلًا عن القدس.

 

وفي خطابه أمام المجلس المركزي الفلسطيني، يناير الماضي، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه التام لأي بديل عن مدينة القدس.

 

وقال:” القدس هي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، هي عاصمتنا الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن هنا نلتقي لنحمي القدس لندافع عنها”.

 

وأضاف عباس:” نحن في لحظة فارقة وخطيرة ومستقبلنا كله على المحك، إذا ذهبت القدس ماذا تريدون بعدها، هل تريدون دولة عاصمتها أبو ديس، هكذا عرضوا علينا ولا أعلم أين؟”، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.

 

مخنوقة جغرافيا

تقع قرية “أبو ديس”، شرق القدس، وتتعرض أراضيها منذ عقود لعمليات مصادرة واسعة من قبل السلطات الإسرائيلية.

 

ومنعت إسرائيل توسع القرية شرقًا، قبل أن تفصلها عن مركز مدينة القدس الشرقية بجدار أسمنتي.

 

تحمل أبوديس مكانة خاصة في نفوس الفلسطينيين، خاصة وأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدس، فهى من أقرب البلدات إليها، كما أن قوات الناصر صلاح الدين الأيوبي تمركزت فيها، وبُني فيها مسجد صلاح الدين الأيوبي.

 

حسب تقارير بريطانية وإسرائيلية منها تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، فهناك عدة أسباب تجعل أبوديس العاصمة الفلسطينية المحتملة، أهمها موقعها الجغرافي، لا سيما وأنها أقرب نقطة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية إلى القدس، كما أنها خارج الجدار الأمني الذي بناه الاحتلال عام 2003.

 

تقع أبوديس على خط من التلال يبعد حوالي كيلومتر عن البلدة القديمة حيث توجد المواقع المقدسة الإسلامية والمسيحية مثل المسجد الأقصى، وقبر إليعازر، الموقع المسيحي المُقدّس الذي يحجّ له المسيحيون من كل حدب وصوب، خاصة وأن إنجيل يوحنا يقول إنه معجزة عيسى بن مريم وقعت به.

 

تربط أبوديس بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الضفة الغربية. وتوجد بها جامعة القدس، وبها بنك مرموق، ومجموعة من المتاجر البسيطة، وهي نقطة يتوقف فيها السكان المحليون الذين يقومون برحلات من مكان آخر. وللوصول إليها على الفلسطينيين القيادة من بيت لحم أو رام الله.

 

"اتفاقية أوسلو"

زاد الحديث حول أبوديس عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام عام 1993، والذي عزز آمال الفلسطينيين بأنهم قد يكون لديهم قريبًا دولة مستقبلة جنبًا إلى جنب دولة تحتلها إسرائيل.

 

ولهذا السبب، وقع الاختيار عليها لتكون مركزا لمجلس التشريع الفلسطيني، الذي بدأت السلطة الفلسطينية ببنائه عام 1995، والذي بدأ العمل به في أعقاب اتفاق أوسلو، وكان يهدف لصياغة القوانين والأنظمة الفلسطينية وإدارة الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.

 

ويقول مسؤولون فلسطينيون، إن الزعيم الراحل ياسر عرفات، وافق على إقامة المجلس في أبوديس، لكي تكون نافذة يطل منها على قبة الصخرة، فيتمكن من رؤيتها بوضوح.

ولم تسر الأمور كما المُخطط، ففي عام 1995، اُغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، الذي قاد عملية المفاوضات مع الفلسطينيين على يد مُتطرف يهودي مُعارض لخطة السلام، فتعثرت المحادثات، واندلعت أعمال العنف وتوقفت أعمال البناء في أبوديس.

 

"تغيير الملامح"

شهدت أبوديس عدة أحداث غيرت ملامحها، ففي عام 1976، أصبحت البلدة بالكامل تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ ذلك الوقت، صادرت القوات الإسرائيلية الأراضي من أجل بناء المستوطنات، والقواعد العسكرية والجدار العازل.

 

وحسب المجلس المحلي للقرية، فإن إسرائيل صادرت ما يقرب من 24 ألف دونم، من أراضي القرية لإقامة مستوطنات بينها الكتلة الاستيطانية "معاليه ادوميم" التي تعتبر من المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية.

 

وبدأت إسرائيل بناء الجدار العازل في عام 2000، لتفصل بذلك القرية عن القدس الشرقية، ما تسبب في زيادة صعوبة الوصول إلى المدينة القديمة.

 

وتم بناء باقي الأحياء المُحيطة بأبوديس بشكل عشوائي دون تخطيط، حيث يوجد منازل عائلات كبيرة تطل على الوديان والتلال، حسب جيروزاليم بوست.

 

وتقول صحيفة "لوبس" الفرنسية إنه لا يوجد في أبوديس شيء يستحق المشاهدة، إذ أنك إذا ذهبت إلى هناك ستصاب باختناق شديد من الازدحام المروري الناتج عن الجدار الإسرائيلي العازل، أو أكوام الزبالة المتراكمة في الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى.

 

وحسب الصحيفة فإن الفلسطينيين محاصرين بين ثلاث عواصم، وهي أبوديس العاصمة المفروضة عليهم، ورام الله عاصمة الأمر الواقع، والقدس عاصمة الحلم والهاجس.

 

بداية النشأة

يقول المجلس المحلي لقرية أبو ديس على موقعه الإلكتروني، إن القرية “من القرى التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي قبل تحريره لمدينة القدس عام 1187م.

 

ويضيف: “كانت البلدة بالإضافة إلى البلدات المجاورة مقراً لجيشه، وقاعدة متقدمة لشن الهجمات على الصليبيين في مدينة القدس بغرض تحريرها من أيديهم، بالرغم من قربها من مدينة القدس”.

 

ولفت الموقع إلى أن اسم القرية هو “تركي”، وله صلة وثيقة بعمل سكان أبو ديس قديمًا، فكلمة (ديس) تعني قش”.

 

ويقول أصحاب هذا القول: إن صناعة الحصير ازدهرت فيها ازدهارًا كبيرًا؛ وبهذا يكون معنى أبو ديس “أبو قش”.

 

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية صادرت نحو 24 ألف دونم، من أراضي القرية لإقامة مستوطنات بينها الكتلة الاستيطانية “معاليه ادوميم” التي تعتبر من المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية .

 

وأقامت السلطة الفلسطينية في العام 1994 مقر محافظة القدس فيها، وأقامت كذلك العديد من المؤسسات الرسمية الفلسطينية في هذه القرية ؛ نظرًا لقربها من مركز مدينة القدس الشرقية.

 

واستمر مقر المحافظة فيها إلى الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية المقر وأغلقته قبل أن يتحول قبل سنوات إلى بلدة الرام في شمالي القدس.

 

ولكن في العام 2009 أقامت السلطات الإسرائيلية جدارًا اسمنتيًا على أراضي القرية، عزلها نهائيًا من ناحيتها الغربية عن مركز مدينة القدس الشرقية.

 

وبُعيد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، شهدت القرية مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلية.

 

بلدة صغيرة

يؤكد الفلسطينيون أن هناك فرقًا كبيرًا بين أبو ديس، ومدينة القدس، فالقرية ليست سوى بلدة صغيرة تقع في ضواحي المدينة.

 

فالقدس الشرقية، بالمفهوم الفلسطيني هي البلدة القديمة من المدينة التي تشمل المسجد الأقصى، والأحياء الفلسطينية التي تحيط بها من نواحيها الشرقية والجنوبية والشمالية، والتي يقدر عدد سكانها بنحو 350 ألفًا.

 

وأبو ديس، غير مشمولة بالحدود التي رسمتها إسرائيل للقدس الشرقية في أعقاب احتلالها للمدينة في العام 1967.

 

وتصنف قرية أبو ديس، من قبل إسرائيل، على أنها منطقة تتبع الضفة الغربية، إذ ألحقتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية بعد الاحتلال عام 1967 بمحافظة بيت لحم.

 

مكمن الخطورة

ويقدم الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، شرحًا حول مدينة القدس، إذ يقول:” نحن عندما نقول القدس نعني بها البلدة القديمة بأسوارها والتي تضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي البلدة التي تسلمها الخليفة عمر بن الخطاب من صفرونيوس عام 636 ميلادية”.

 

ويضيف، ” ثم ازداد عدد السكان وارتفع العمران وأقيمت أحياء سكنية حول البلدة القديمة من الجهات الأربع الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية، فألحقت هذه الأحياء بالبلدة القديمة التي هي الأصل…هذه هي مدينة القدس”.

 

ويحذر الشيخ صبري من تبعات اقتراح أبو ديس عاصمة لفلسطين بدل القدس.

 

ويضيف:” الاقتراح بأن تكون أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية مؤشر خطير، يعني التنازل عن القدس ونحن لن نقبل به بأي حال من الأحوال، ولا يجوز أن يتم طرح مثل هذه الحلول الانهزامية التنازلية”.

 

وأبو ديس هي مسقط رأس أحمد قريع “أبو علاء”، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق والرئيس الأول للمجلس التشريعي الفلسطيني والمفاوض الفلسطيني البارز الذي توصل إلى اتفاق أوسلو، وما زال يقيم في القرية حتى الآن.

 

كما أن أبو ديس هي مسقط رأس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي يقيم الآن في مدينة أريحا شرق الضفة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى