مهجرو درعا.. هروب من القتل إلى الموت

[real_title] 14 يومًا من الألم والمعاناة والدم والتهجير تعيشها درعا، كانت شاهدة على مجازر الروس والأسد في الجنوب السوري، والتي فقد أهلها قرابة الـ200 شخص بقصف غادر لرأس النظام وحلفائه الروس.

 

الجميع يدفع الثمن في درعا "مهد الثورة السورية"، المعارضة خذلها العالم الصديق والعدو، جميعهم باعوها، ووضعوها أمام أمرين، إما الاستسلام والقبول بشروط الروس المذلة، وإما الرفض ومواجهة كافة الأسلحة المحرمة وغير المحرمة..

 

ومدنيون لا يعرفون مصيرهم، قتل البارود منهم قرابة 200 شخص في أسبوعين، وحينما فروا من مدنهم وهجروا لم يجدوا سوى الموت بانتظارهم، فهربوا من الموت إلى الموت، بعضهم مات عطشًا، والآخر مات بلدغات حشرات وزواحف سامة في الصحراء، وثالث مات من الحسرة على الحدود الأردنية حين أُغلقت أبواب الأشقاء في وجهه.

 

حملة شرسة

 

وتواجه درعا من منتصف يونيو الماضي حملة شرسة من قوات النظام السوري بالتعاون مع حلفائها والمليشيات الشيعية الموالية لها، تمثلت بهجمات جوية وبرية مكثفة.

وفي الساعات الأخيرة، وتزامنا مع فرار المدنيين من جحيم الروس والأسد، توفي 15 من النازحين من محافظة درعا جنوبي سوريا جراء العطش والأمراض ولدغات الحشرات السامة بعد موجة نزوح جماعي جراء هجوم كبير تشنه قوات النظام السوري بدعم جوي روسي.

 

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية للمعارضة بدرعا إبراهيم الجباوي أن الضحايا هم سيدتان ومسنّ و12 طفلا.

 

وتحدث الجباوي عن معاناة عشرات آلاف النازحين الذي توجهوا إلى الحدود السورية الأردنية هربا من القصف المستمر منذ عشرة أيام، والذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص.

 

موت بسبب العطش

 

وبعد الفرار من مدنهم وبلداتهم بمحافظة درعا وجد آلاف السكان أنفسهم في العراء وسط ظروف مناخية قاسية حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية، كما لا تتوفر مياه الشرب النظيفة والحمامات، ويحصل القليل منهم على خيام مناسبة.

 

وكانت تقارير إعلامية أظهرت الأوضاع المزرية للنازحين الذين توجه قسم منهم نحو الحدود مع الأردن، في حين لجأ القسم الآخر إلى الحدود مع الجولان السوري المحتل.

 

وأكدت الأمم المتحدة أن هجوم قوات النظام السوري وروسيا أسفر حتى الآن عن نزوح نحو 160 ألفا.

من جهتها، حضت الأمم المتحدة الأردن على فتح حدوده أمام السوريين الفارين من القصف الشديد في محافظة درعا جنوبي سوريا، وأكدت توقف عمليات الإغاثة، بينما تتزايد أعداد النازحين الذين يغادرون صوب الحدود السورية الأردنية.

 

وكانت الأمم المتحدة قد قالت في أحدث تقديراتها، إن أعداد النازحين جنوب شرق درعا باتجاه الحدود الأردنية بلغت نحو 66 ألف نازح، بينما وردت تقديرات أخرى من مصادر إغاثية أكبر من ذلك بكثير.

 

وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا يان إيغلاند في جنيف "نحض الأردن على فتح حدوده".

 

وأشار إيغلاند إلى توقف القوافل الإنسانية من الأردن نحو جنوب سوريا، وقال إن "طريق الإمدادات من الحدود الأردنية الشديد الفعالية توقف بسبب معارك الأيام الأخيرة" موضحا "شدة المعارك أدت لعدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل".

 

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تصريحات صحفية قبل أيام، إن الوضع في الجنوب السوري صعب، وأشار إلى مواصلة بلاده الاتصالات من أجل العودة إلى وقف إطلاق النار.

 

سيطرة الفصائل

 

ويعيش نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل 70% من محافظتي درعا والقنيطرة بالجنوب السوري. وبالإضافة لأولئك النازحين باتجاه الحدود السورية الأردنية، يفر الآلاف نحو الحدود مع الجولان المحتل في ظروف إنسانية مأساوية.

وقبل أيام، أعلنت مصادر إعلامية، مقتل 60 شخصاً في هجمات متفرقة لقوات النظام السوري وحلفائه، ضمن عمليته العسكرية المتواصلة على محافظة درعا جنوب غربي البلاد، وذلك خلال يوم واحد فقط.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية وغطاء جوي روسي، قصفت 8 بلدات وقرى بريف حماة والقنيطرة، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى.

 

غارات روسية

 

الناشط الحقوقي السوري زياد الطائي قال، إن مئات الغارات الروسية والأسدية استهدفت مئات المدنيين في بصرى الشام والحراك والكرك وغيرها من مدن الجنوب، وهذه الغارات هددت كل مقومات الحياة.

 

وأوضح الحقوقي السوري لـ"مصر العربية" أن القصف الوحشي ركزه الروس على المناطق الآهلة بالسكان والنازحين لإيقاع أكبر عدد من الضحايا ودفع الفصائل أو المناطق للاستسلام، قائلا: المجتمع الدولي خذلنا والأمم المتحدة باعت شعبنا.

 

وتابع: ما يحدث في درعا جريمة وكارثة إنسانية، حدثت من قبل في مدينة حلب وفي حمص والغوطة الشرقية والمعضمية وغيرها من المدن السورية، لافتا إلى أن النظام وحلفائه يقصفون بشكل متعمد البنية التحتية المدنية من مستشفيات ومدارس، بهجمات وحشية بلا رحمة.

أحد أهالي درعا، عبد الرحمن الحوراني، قال إن ما نتعرض إليه في بلداتنا هو مجزرة يجب أن يحاكم الروس والأسد عليها، المجتمع الدولي تخاذل في أزمتنا، بل وتواطأ مع الروس، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأوضح في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أكثر من مائة قتيل وآلاف الجرحى حصيلة الأسد في الـ 10 أيام الأخيرة، ناهيك عن المجازر اليومية بحقنا، الروس لم يتوقفوا عن قصف المدنيين.

 

وتابع: رفض جيشنا الحر الشروط الروسية المذلة والمهينة له، ونحن مع جيشنا، فاليوم بدأنا ورفعنا شعار المقاومة الشعبية، سندعم جيشنا الحر ولن نركع للروس والأسد وحلفاؤهما.

 

وأشار أحد أهالي درعا إلى أن هناك الآلاف هجروا من ديارهم وهربوا من جحيم القصف، أكثر من 200 ألف شخص يبيتون في العراء بدون طعام ولا شراب، للأسف خذلنا الجميع، حتى أخوتنا العرب باعونا.

 

هجمات على درعا

 

وفي 20 يونيو الحالي، أطلقت قوات النظام السوري بالتعاون مع حلفائها والمليشيات الشيعية الموالية لها، هجمات جوية وبرية مكثفة على محافظة درعا السورية.

 

وتقع محافظتا درعا والقنيطرة ضمن مناطق "خفض التوتر" التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.

 

وتقع درعا على مسافة 120 كم إلى الجنوب من العاصمة السورية دمشق قرب الحدود الأردنية، وكانت دائما بوابة سوريا إلى الجنوب، كما أنها هي العاصمة التاريخية لإقليم حوران الذي يضم المحافظات الثلاث: درعا والسويداء والقنيطرة التي لا يزال جزء منها يخضع للاحتلال الإسرائيلي، وهي حاليا عاصمة محافظة درعا..

 

وكانت درعا تاريخيا عاصمة إقليم حوران الذي يمتد من جنوب سوريا إلى منطقة شمال الأردن (الرمثا) والذي يضم عدة مدن مثل طفس وأزرع وداعل والحراك وأبطع ونوى والشيخ مسكين وأنخل وجاسم والصنمين والطيبة.

 

وتسببت الحرب السورية المستمرة منذ 2011، في نزوح ستة ملايين شخص داخل البلاد، في حين دفعت 5.5 ملايين آخرين إلى اللجوء خارجه، بحسب معطيات رسمية.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى