التبارك بالفلفل الحار لأجل الزواج .. غرائب ليلة القدر بالجزائر

[real_title] على الرغم من إجماع المسلمين في البلاد العربية والإسلامية على ربط ليلة القدر بالصلاة وقيام الليل، لكن يظل لكل بلد عاداته وتقاليده التي تميزه عن باقي الدول الأخرى.

وليلة القدر أهم وأعظم الليالي ففيها أنزل القرآن وهي من حيث الأهمية (خير من ألف شهر) وسميت بهذا الاسم حسب علماء الإسلام لعظمتها ومكانتها فهي (ليلة ذات قدْر عظيم ) .

وتحتفل كل الدول الإسلامية بهذه الليلة التي يعتقد أنها توافق ليلة 27 من شهر رمضان المبارك، لأن فيها يُـقدِّر الله أحكام السنة ( فيها يفرق كل أمر حكيم) وقيل إن القدر بمعنى التضييق إذ في ليلة القدر تضيق الأرض بالملائكة .

عادات غريبة 

والاحتفال الشرعي لهذه الليلة في الجزائر لا يختلف عن باقي الدول العربية والإسلامية من حيث العبادات التي تؤدى فيها من قيام وتلاوة للقرآن وأدعية شرعية، إلا أن الجزائر لديها الكثير من العادات التي تميزها عن غيرها في هذه الليلة .

وجعل الجزائريون ليلة القدر مناسبة لممارسة عادات كثيرة منها الطبيعي مثل تنظيم حفلات ختان جماعية إذ أوردت تقارير أن الجزائر تسجّل سنويا ما يفوق 500 ألف طفل يطمح أهلهم إلى ختانهم في العشر الأواخر من شهر رمضان من أصل نحو مليون مولود سنويا.

اصطياد عريس

أما العادات غير الطبيعية والتي تعتبر غرائب في الجزائر هى أنها تعد هذه الليلة موسم للأعراس وحفلات الزواج وفرصة للفتيات اللواتي لم يسعفهن الحظ في الفوز بفارس الأحلام ودخول القفص الذهبي كقريناتهن.

 فتجدهن يتحينَّ الفرص وينسجن سيناريوهات لاصطياد العريس المناسب، ولا تخلو أحاديثُهن طيلة الاحتفال عن خططٍ للإيقاع به.

طرد الأشباح

بينما توجد فئة أخرى من البنات اللواتي لا حول لهن ولا قوة، فتراهن يحرصن على تطبيق بعض العادات والطرائق بغية اللحاق بالعروس وطرد شبح العنوسة الملازم لهن.

ومن هذه العادات الغريبة تقوم الفتيات المقربات من العروس بحمل 7 حبات من الفلفل الحار صغير الحجم ويتم وضعُها تحت وسادة العروس لتنام عليها، وفي اليوم الموالي يتم تسليمُها للفتاة الراغبة في الزواج لتطبخها فيما بعد وتتناولها.

وكذلك من أشهر الطرق المعروفة عند عامة البنات ارتداء الحذاء الأبيض الخاص بالعروس والذي تلبسه مع الفستان الأبيض والتجول به لمسافات قليلة في الغرفة.

كعكة الزواج

كما تحرص بعض الفتيات على "قرْص" العروس في ركبتها للحاق بها سريعاً، ولأن كل ما تلمسه أو تحمله العروس يبعث على التفاؤل في قلوب الفتيات.

ومن جملة العادات ذائعة الصيت في العاصمة، نجد مكان العروس الذي تجلس فيه وتتصدر يوم الزفاف، فبمجرد توجهها إلى غرفة تغيير الملابس تتسابق الفتيات للجلوس في مكانها أو لحك طرف فستانها الأبيض بلباسهم.

 ويسارعن أيضاً إلى شرب العصير أو القهوة من نفس كوبها وأكل قطعة "كعكة الزواج" من الجزء الذي أكلت منه، وقد تكون الفتاة محظوظة بحضور عرس إحدى قريباتها أو صديقاتها فتمنحها فرصة ارتداء الفستان الأبيض أو "البرنوس" الذي تخرج به، وهي طريقة فعالة على حد قول الكثير من الفتيات اللواتي جربنها وتعجّل في الزواج سريعا.

خرافات

توفيق النبوي شاب جزائري قال إن هناك خرافات مازالت موجودة كعادات داخل المجتمع الجزائري مثل ختان الأطفال والبرك ببعض الأشياء وهذه أمور ما انزل الله بها من سلطان وليلة القدر بريئة منها.

وأضاف لـ"مصر العربية" أن ليلة القدر جاءت العبادة فيها رحمة للمسلمين وهدية من الله عزوجل لعباده الصائمين القائمين، مؤكداً أن الزواج وغيره من الأمنيات لن تأتي بالخرافات وإنما بالقرب من الله المجيب للدعاء.

وأكد أن الزواج هذا في علم الغيب ولا أحد منا يعلم من يتزوج وكم سينجب، لذلك أدعوا الفتيات أن يتعبدن في هذه الليلة المباركة كما فعل السلف، فهذا خير من هذه تخاريف والدجالين.