«البرغوثي».. هل يخلف «عباس» في رئاسة فلسطين؟

[real_title] بعد استبعاده لسنوات من حلم وصوله لرئاسة الدولة الفلسطينية المحتلة، عاد اسم مروان البرغوثي ليتصدر المشهد الفلسطيني، بعدما تحدثت تقارير إعلامية وحقوقية عن تحركات عربية ودولية لإخراجه من سجون الاحتلال.

 

البرغوثي والذي لطالما ابتعد كثيرا عن المشهد بسبب وجوده خلف القضبان، بات المرشح الأبرز والأهم لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، خصوصا بعد مرض الأخير، ودخوله للمستشفى لأكثر من مرة، والحديث عن صعوبة استمراره في رئاسة السلطة.

 

القيادي البارز في حركة "فتح"، الأسير مروان البرغوثي، عاد ليتصدر مارثون السباق الرئاسي، فرغم الحديث عن وجود أسماء كبار داخل الحركة أمثال محمد دحلان، إلا أن البرغوثي بات مرغوبا في وجوده لرئاسة الحركة والسلطة رغم وجوده كمعتقل فلسطيني في زنازين "إسرائيل"..

 

مروان البرغوثي

 

قيادات فتحاوية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة كشفت، في تقارير إعلامية، عن وجود تحركات وصفتها بـ"القوية والجادة" تجري لأول مرة على مستوى عال لدعم اسم الأسير البرغوثي ليكون خليفة الرئيس أبو مازن.

 

كما قالت تلك القيادات، أن معظم الدول العربية، وخاصة مصر والأردن والسعودية، إضافة للولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية و"إسرائيل"، لم ترَ في الأسماء المرشحة لخلافة عباس أي قوة أو تأثير لتحل محل "أبو مازن" في رئاسة السلطة، التي من المرجح أن يتركها خلال شهور معدودة.

 

قيادات بحركة فتح

 

وأضافت: "جبريل الرجوب، ومحمد دحلان، وسلام فياض، وماجد فرج، باتت أسماء لا يمكن التعويل عليها من وجهة نظر الدول العربية والأوروبية التي باتت تبحث عن شخصية فلسطينية تكون محنكة سياسية وشجاعة وقادرة على قيادة المركب الفلسطيني ويحظى بإجماع داخلي وخارجي".

 

وتوقعت القيادات الفتحاوية أن تشهد التحركات العربية والدولية تقدماً ملحوظاً بهذا الملف خلال الفترة المقبلة، مؤكدةً أن "كل الظروف ستكون متوفرة لإخراجه من السجون وإعادة دوره في الساحة الفلسطينية مجدداً، ليكسب ثقة الجميع في ظل حالة التأييد والدعم الجارفة التي يتمتع بها من جميع الفصائل، وعلى رأسها حماس".

واعتُقل البرغوثي في أثناء اجتياح إسرائيلي لأراضي السلطة الفلسطينية عام 2002، وحوكم بالسجن 5 مؤبدات بتهمة الوقوف وراء عمليات نفذتها كتائب "شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، ضد أهداف إسرائيلية.

 

ويحظى البرغوثي بشعبية في الأراضي الفلسطينية، حيث أظهرت عدة استطلاعات للرأي أنه من أبرز القيادات الفلسطينية المرشحة لرئاسة السلطة الفلسطينية حال جرت انتخابات شاملة، وفاز في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006 وهو داخل المعتقل، وحصل كذلك على أعلى نسبة من الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية لحركة "فتح" خلال المؤتمر السابع للحركة العام الماضي.

 

الانتفاضة الفلسطينية

 

وتعتبر "إسرائيل" مروان البرغوثي أحد مهندسي الانتفاضة الفلسطينية الثانية المعروفة بـ"انتفاضة الأقصى" (من سبتمبر 2000 وحتى 8 فبراير 2005)، التي أسفرت عن استشهاد نحو خمسة آلاف فلسطيني، ومقتل مئات الإسرائيليين.

 

السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين قال لـ"مصر العربية"، إن رئاسة السلطة الفلسطينية ليست سهلة والجميع يسعى إليها، مضيفا: الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي في الفترة الأخيرة تم ترشيحه 3 مرات متتالية، وكان سيزج به لرئاسة فتح، لكن الرئيس عباس عطل اتفاق المصالحة الأخير مع حماس من أجل إفشال هذا الأمر، فكان من المفترض استدراج عباس للمصالحة وفي غزة يمكن أن يأتي البرغوثي أو محمد دحلان خلفا له، لذلك أصر على إفشال المصالحة.

 

وأوضح السياسي الفلسطيني لـ"مصر العربية" أنه في آخر اجتماع للسلطة، تحدث أبو مازن قائلا: لابد من وجود شخص لترأس حركة فتح، كلمات قالها كثيرا، لكنه رغم مرضه لن يترك السلطة ولن يترك أكثر من 30 منصب رئاسي وإداري.

 

وتابع: الصراع الآن دائر بين عزام الأحمد وصائب عريقات على منظمة التحرير.

أبو مازن

 

المحلل السياسي ثابت العمور يرى أن هناك إمكانية كبيرة لأن يصبح الأسير مروان رئيساً للسلطة خلفاً لعباس، "نظراً لما يتمتع به من حنكة سياسية وشعبية كبيرة ودعم عربي ودولي، يفوق كل الشخصيات الأخرى التي تنافس على الكرسي".

 

ويضيف، في تصريحات صحفية: "تتوافر للأسير مروان مجموعة مقومات تجعله الأوفر حظاً، بل إنه الوحيد القادر على ضبط الإيقاع داخل النظام السياسي الفلسطيني، وكل التصورات التي تترقب ما بعد أبو مازن لا تسقط البرغوثي من حساباتها، وهي تعلم مسبقاً أن الرجل معتقل في السجون".

 

لماذا البرغوثي؟

 

ويتابع: "لماذا البرغوثي؟ لأن الشرعية الفلسطينية تستمد حضورها من عدة مداخل، الأول نضالي، والبرغوثي مناضل من الطراز الأول، وهو معتقل بسبب نضاله. والمدخل الثاني الاقتراب من المقاومة، والبرغوثي معتقل بسبب قيادته لكتائب شهداء الأقصى ومحكوم بالمؤبد لهذا السبب".

 

وبحسب العمور فإن "المدخل الثالث يكمن في التاريخ، والبرغوثي له سجل نضالي تاريخي كبير وقديم، والأهم اقترابه من الراحل ياسر عرفات، وبات أيقونة فلسطينية تحظى بإجماع سياسي بين حماس وفتح، وجغرافي بين غزة والضفة، وهو "مانديلا فلسطين"، ويملك كاريزما وحضوراً قوياً، وخطابه قريب للناس، واعتقاله وفر له رصيداً كبيراً، وبات الأوفر حظاً بين كل الأسماء المطروحة لخلافة عباس، والإجماع عليه اتضح في النتائج التي حصل عليها البرغوثي في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح والتي تكاد تكون إجماعاً عليه".

من جهتها، قالت صحيفة "هارتس" العبرية، قبل أيام، إنّه "لو كان الفلسطينيون ينعمون بمخيلة سياسية خصبة لكانوا اختاروا مروان البرغوثي خلفاً لمحمود عباس وسلام فياض رئيساً للوزراء".

 

تجدر الإشارة إلى أن مروان البرغوثي قيادي بارز في حركة فتح، شارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987، وتعرض للإبعاد والسجن أكثر من مرة، وحاولت إسرائيل اغتياله مرات عديدة، وأصدرت بحقه خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة. انتخب عضوا باللجنة المركزية لفتح في مؤتمرها السابع عام 2016.

 

انخرط البرغوثي في العمل السياسي مبكرا ونشط في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) بقيادة الرئيس ياسر عرفات، وكانت إحدى مسؤولياته السياسية الأولى توليه رئاسة مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت.

 

المجلس الثوري الفلسطيني

 

انتخب عضوا بالمجلس الثوري لفتح في المؤتمر العام الخامس للحركة، وانتخب أمين سر للحركة في الضفة بعد عودته إلى الأراضي المحتلة في أبريل 1994، وعام 1996 انتخب عضوا بالمجلس التشريعي نائبا عن دائرة رام الله.

 

تعرض البرغوثي للمطاردة فاعتقل عام 1984 وأعيد اعتقاله عام 1985، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية قبل أن يتعرض للاعتقال الإداري في السنة نفسها.

 

تعرض لأكثر من محاولة اغتيال أطلقت عليه في إحداها صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة خصيصا له. وفي آخر اجتياح إسرائيلي لرام الله، كان البرغوثي على قائمة المطلوبين، وتمكنت القوات الإسرائيلية من اعتقاله يوم 15 أبريل 2002.

 

وجهت له تهم عديدة منها التحريض على قتل عشرات الإسرائيليين، وحكمت عليه المحكمة المركزية في تل أبيب عام 2004 وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بخمسة أحكام بالمؤبد وأربعين عاما.

 

ورغم وجوده بالسجن، انتخب البرغوثي مجددا عضوا في اللجنة المركزية لفتح، خلال المؤتمر السابع للحركة الذي عقد في رام الله نهاية نوفمبر 2016. 

 

وأنهى عباس 13 عاماً في الحكم، بعد انتخابه، في 15 يناير 2005، رئيساً ثالثاً للسلطة، رغم انتهاء ولايته الدستورية عام 2009 بسبب أحداث الانقسام الفلسطيني، وشن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى