حليفا الشرق والغرب.. ماذا بين بوتين وابن زايد؟

حليفا الشرق والغرب.. ماذا بين بوتين وابن زايد؟
حليفا الشرق والغرب.. ماذا بين بوتين وابن زايد؟

[real_title] "أن يجري مسؤول ما سبع زيارات في وقت قياسي إلى دولة ما، فإنّ ذلك يعكس حتمًا مدى التقارب بين الدولتين".

 

في السنوات السبع الماضية، أجرى ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد خمس زيارات إلى روسيا، التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، آخرها التي بدأها في أول يونيو الجاري.

 

محمد بن زايد وصل موسكو، مساء 31 مايو الماضي، ووفقًا لصحيفة "خليج تايمز"، كان برفقته مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد آل نهيان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، وعدد من رجال الدولة الآخرين.

 

ويمكن القول إن روابط قوية تجمع بين البلدين، فمنذ إنشاء الإمارات في 1971، عملت روسيا على تطوير العلاقات معها، وتقول صحيفة "news.ru" الروسية إنّ العلاقات الثنائية بين البلدين فريدة من نوعها، علمًا بأنّ المجتمع الروسي في الإمارات أكبر مما هو عليه في بقية دول الخليج العربي، كما يعد الأكثر نشاطًا بالمقارنة مع بقية الروس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

كما أكّد السفير الروسي لدى الإمارات ألكسندر إيفيموف وجود 25 ألف مواطن روسي في الإمارات، فضلاً عن 15 ألف شخص ناطق باللغة الروسية من بلدان أخرى.

 

وتعتبر قنوات الاتصال بين أبوظبي وموسكو مفتوحة في جميع القضايا الدولية، وهو ما أكّد ابن زايد في 2017، حيث شدّد على أنّ روسيا يمكن أن تلعب دورًا هامًا في ضمان الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

 

وتشير العديد من التحليلات إلى تقارب في السياسات بين الإمارات وروسيا في أغلب قضايا المنطقة، مثلًا الموقف المعارض لتيار الإسلام السياسي، ودعم القائد العسكري في الشرق الليبي خليفة حفتر، كما أنّ نشاط روسيا سياسيًّا في الساحة اليمنية يجعلها محل تفاوض مع الإمارات، بالإضافة إلى أنّ أبو ظبي تُوصف بأنّها أقل دول الخليج عداءً للنظام السوري المدعوم روسيًّا.

 

اقتصاديًّا، تم توقيع إنشاء صندوق استثماري مشترك بين البلدين بقيمة سبعة مليارات دولار، كما تعمل أكثر من 300 شركة روسية في الإمارات، وفي هذا السياق، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنّه في السنة الماضية (2017) نما حجم التبادل التجاري بنسبة 31%، وفي الربع الأول من هذه السنة، ارتفع بنسبة 70%.

 

ويمكن الحديث عن العديد من الأسباب التي تدفع إلى تقارب روسي إماراتي للتعامل مع القضايا الساخنة في المنطقة.

 

في معرض حديثه عن طبيعة هذه العلاقات، يقول أستاذ العلاقات الدولية الدكتور جهاد عودة توجه الإمارات لتقوية علاقاتها مع روسيا "أمر طبيعي".

 

ويضيف في حديثٍ لـ"مصر العربية": "روسيا تشكّل قوة دولية عظيمة، ومن الطبيعي أنّ دولًا كثيرًا تتوجّه إليها وتبحث عن تعزيز للتقارب المشترك معها، ونرى ذلك يحدث من إسرائيل والسعودية وقطر وأيضًا مصر".

 

ورغم ذلك، يوضح "عودة" أنّ روسيا لا تمثل قوة فاعلة في كل القضايا الحيوية بالنسبة للإمارات مثل اليمن والصومال وجيبوتي التي هي مناطق نفوذ إماراتية.

 

ويشير إلى أنّ روسيا تركز على الجانب الشرقي بشكل أكثر، مثل العراق وإيران وسوريا وإسرائيل، معتبرًا أنّ ما يجري في الفترة الأخيرة يمثل تطويرًا في العلاقات الروسية الإماراتية، بشكل لا يتناقض مع قطر.

 

ويوضح: "العلاقات الروسية القطرية هي علاقة استراتيجية وعظيمة ومتطورة بشكل عالٍ، وبالتالي الإمارات تحاول تطوير علاقاتها مع روسيا بشكل موازٍ لما تفعله قطر".

ويؤكّد أنّ العلاقات بين الإمارات وروسيا لم تصل إلى "المرحلة الاستراتيجية" حتى الآن، فهي ليست مثل العلاقات بين الإمارات مع فرنسا ومع الصين سواء تجاريًّا أو عسكريًّا.

 

ويشير إلى أنّ العلاقات بين الإمارات وروسيا يمكن وصفها بـ"النامية" لاعتبارها على طريق النمو، لكن لا توجد مؤشرات بأنّ هناك تأثيرًا على المصالح الاستراتيجية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى