بطقوس موروثة وعادات أصيلة.. هكذا يحيي الجزائريون رمضان

[real_title] للجزائريين طقوس وعادات متنوعة في شهر رمضان الكريم، تختلف من منطقة لأخرى، فالجزائر واحدة من البلدان العربية التي لا تزال متمسكة بعاداتها رغم حداثة المدن مع مرور الزمن..

 

آكلات وطقوس وعادات وتقاليد، جعلت شهر الصيام مميزا في بلد المليون شهيد، فمظاهر السرور والابتهاج تكثر مع قدوم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، فهو شهر تكثر فيه العبادات والحلوى وتزداد فيه العطايا والهبات والتسامح.

 

في شهر رمضان يتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر الفضيل، كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين، ويسمح للأولاد على غير المعتاد بالخروج ليلاً في رمضان، والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم.

 

أما الإفطار، فيبدأ عند أهل الجزائر بالتمر والحليب، إما مخلوطان معًا، أو كل منهما على حدة، ويتبعون ذلك تناول "الحريرة" وهي من دقيق الشعير، وهي منتشرة بين شرق الجزائر ومغربها.

 

عادات جزائرية

 

 

من عادات الجزائر الرمضانية "تمشرط" وتشتهر بها مناطق القبائل، وتعكس روح التضامن والمحبة بين سكان القرية حسب الشاب أمقران ( طالب علم اجتماع )، الذي قال في تصريحات سابقة لـ "مصر العربية"  في رمضان يتم توزيع  اللحم على سكان القرية دون تمييز بين فقير وميسور الحال، وكلاهما يحصل على نفس الكمية بالتساوي".

 

وأوضح أمقران أن عملية توزيع اللحم بأن يشترك سكان القرية في شراء عجول بما يكفي الجميع، والفقراء لا يساهمون في ثمن العجول، وعند ذبحها توزع بالتساوي بين الجميع، الفقير والغني يأخذ نفس كمية اللحم، وهي عادة رمضانية ورثناها عن الأجداد حتى يشعر الجميع ببركة رمضان وبهجته".

 

وأضاف أمقران،" بأن ذبح العجل أو الثور ( يسميه القبائل  الفـرد) هو أبرك لكمية اللحم من الغنم "  و" تمشرط " هو أيضا تقليد عند جني موسم الزيتون، فمنطقة القبائل تشتهر بالزيتون، و ينظم مجلس القرية " تمشرط "  تقربا إلى الله ليطرح  في محصول الزيتون.

 

المرأة الجزائرية

 

 

وتختص المرأة الجزائرية في شهر رمضان الكريم بتحضير ما لذ و طاب من المأكولات الجزائرية الشهيرة، فتتفنن كل يوم وتبرز أحسن ما عندها من خلال ما تقدمه لأفراد عائلتها فكل يوم أكلة جديدة و تصنيفة لذيذة.

 

فمن المأكولات التي يتميز بها الجزائريون هي الوجبة الرئيسة والأساس في كل البيوت وتتكون من الخضار واللحم، أي نوع من الخضار يمزج بمرق اللحم المحتوي على قطع اللحم، وغالبًا يطحن الخضار أو يهرس بعد نضجه لتؤكل مخلوطة مع بعض، مثل: جزر مع البطاطس مع الطماطم. وهذه الوجبة الأساسية لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم تُتبع بشرب الشاي أو القهوة.

 

أيضا يأتي طبق "البربوشة" وهو الكسكسي بدون مرق، كواحد من الأكلات المحببة لدى الجزائريين، وكذلك "الشخشوخة وهي الثريد الذي يكون مخلوطا مع المرق واللحم..

 

ومن المأكولات الشائعة أيضا عند أهل الجزائر في رمضان (الطاجين)، وتقدم في أيام مختلفة من شهر رمضان، لكن لا بد من وجودها في اليوم الأول من رمضان على مائدة الإفطار، وتصنع من (البرقوق) المجفف، أو (الزبيب) مع (اللوز) و(لحم الغنم) أو (الدجاج)، ويضاف إليهما قليل من السكر.

 

أكلات شعبية

 

 

ومن أشهر الأكلات أيضا التي يحرص الجزائريون على تناولها في الشهر الفضيل، "البوراك" وهي أكلة شعبية جزائرية تتكون من البطاطا والبصل والبيض والعجين، أيضا طبق "طاجين الزيتون"، من أهم الأكلات التي لا تفارق المائدة الجزائرية، وهو مكون من حبات الزيتون وبعض من اللحم المفروم وقطع من الدجاج ولحم الضأن.

 

أيضا، تأتي "زلابية بوفاريك"، كواحدة من أهم الحلويات لدى الجزائريين خاصة في شهر رمضان، حيث يذهب الجزائريون إلى مدينة بوفاريك غرب الجزائر العاصمة، مسقط رأس هذه الزلابية، وهي عبارة عن عجينة تشكّل على شكل مستطيل مخطط طوليّا تُطهى في الزيت المغليّ ثم تغمس في العسل، وهي أنواع منها الدائرية والمنحنية لكنها لا تصل في مذاقها إلى لذة زلابية بوفاريك.

 

وفي شهر رمضان  تكثر زيارات الأقارب ومعها تكثر السهرات الرمضانية، " البوقالة " ( وهي تقليد شعبي عرف في الأحياء الشعبية في الجزائر العاصمة، في حي القصبة العتيق، وحي باب الواد الشعبي، وحي البلكور الشعبي ، لكن البوقالة الآن انتشرت في أغلب ولايات الجزائر للترفيه في سهرات رمضان" تتفاءل النسوة بالبوقالة جالبة الحظ  والخير، أو تبشر بمجيء غائب أو خطبة بنت أو فرحة عرس..

 

فتنوي المرأة ( تعقد النية في قلبها)، وتقرأ سيدة الجلسة بوقالة، عبارة عن شعر شعبي له معاني، تسقطه  المرأة على من عقدت عليه النية، أب أو أم أو أخ أو زوج أو ابن أو بنت، وحتى على الخصوم ربما تتشفى بهم.

 

بوقالة الجزائر

 

وتداوم العازبات على جلسة " البوقالة " وهن يحلمن بحياة جديدة قد تبشرها بوقالة بحلمها، والبوقالة لها طقوس خاصة، تتحلق النساء حول مائدة  دائرية لا يزيد قطرها عن متر، وارتفاعها نحو 30 سم" تسمى الميدة " وعليها أصناف الحلوى البقلاوة وقلب اللوز " البسبوسة " والزلابية، والشاي الأخضر.

 

 

وتبدأ جلسة البوقالة، اللعبة التراثية، بالتعويذة والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون كالتالي : باسم الله بديت.. وعلى النبي صليت.. وعلى الصحابة رضيت.. وعيطت ياخالقي.. يامغيث كل مغيث.. يارب السماء العالي...

 

بعدها تشرع النساء بعقد النية، ومن أساسيات "البوقالة" أن لا تنال المرأة حظها من الأبيات الشعرية إلا بعدما تمسك بجزء من خمارها أو تنورتها أو أي قطعة قماش أمامها وتصنع منها عقدة صغيرة مرة واحدة قبل أن تفتح هذه العقدة بعد الاستماع إلى البوقالة والكشف إن أرادت عن اسم الشخص الذي أسقطت عليه هذا الفال.

 

ومع قدوم الشهر الفضيل، يتنافس المسلمون في الجزائر على تأدية الشعائر الدينية وهذا بالإكثار من الصلوات وتلاوة القرآن أثناء الليل وأطراف النهار, فضلاً عن إعمار المصلين المساجد في أوقات الصلاة وصلاة التراويح وقيام الليل وحتى خارج أوقات الصلاة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى