هكذا أحيا عمال العالم عيدهم.. وهذه الدول تحظره

[real_title] احتفلت الطبقة العاملة حول العالم اليوم الأول من مايو بعيدهم السنوي، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في  نحو 107 دولة حول العالم، ما يمثل 67% على الأقل من سكان العالم،غير أن بعض العاملين في بعض الدول فضلوا إحياء الذكرى بالمظاهرات الاحتجاجية على أوضاعهم ، فكف احتفل العمال حول العالم وما هي قصة هذا العيد ، وما الدول التي تحظره؟.

 

التظاهرات اجتاحت هذه الدول

في قطاع غزة المحاصر، تظاهر العمال للمطالبة بتحسين أوضاعهم، قبالة مجلس الوزراء في القطاع، للمطالبة بتشغيلهم رافعين لافتات تندد بالحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 11 عاما.

 

وشارك في الفعاليات الاحتجاجية الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، ورؤساء النقابات العمالية إلى جانب عشرات العمال، ويبلغ معدل البطالة في قطاع غزة 43.9%.

 

وفي إندونيسا لم يختلف الوضع كثيرا، إذ فضل العمال هناك أيضا الاحتجاج بالقرب من قصر بوكور، مطلقين شعارات تطالب بتحسين مستوى حياة العمال في الدولة.

 

وطالب العمال الحكومة بتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية، والمحروقات، ورفع معدل الأجور في البلاد والتي وصفوها بالظالمة.

 

وفي ألمانيا احتجزت السلطات سياسيا ينتمي لحزب البديل الألماني خلال تظاهرة بمناسبة عيد العمال.

 

وبررت الشرطة الألمانية الاعتقال بأن أفراد الأمن وجدوا أشياء محظورة وفقا لقانون التظاهر لدى حراس السياسي، وطلبوا منه الخروج إلا أنه رفض ما أدى إلى احتجازه.

 

وفي العاصمة التركية اسطنبول، انتشر أفراد الشرطة في عدد من الأماكن التي حددتها السلطات التركية للمتظاهرين في يوم العمال.

 

وكان أبرز المتظاهرين في المناسبة، الحزب المعارض الأبرز في تركيا "حزب الشعب الجمهوري" وعدد من النقابات.

 

وفضت الشرطة تظاهرة غير مرخصة قام بها حزب يساري إذ حاول تنظيم مسيرة إلى ساحة تقسيم، وألقت الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين.

 

وفي العاصمة المغربية الرباط، طالب مشاركون في مظاهرة عمالية برفع أجورهم، وانطلقت مسيرة من وسط المدينة إلى مقر البرلمان المغربي، شاركت فيها نقابات عمالية.

 

ووعدت الحكومة المغربية بالشروع في تفعيل قانون يتضمن تعويضات للعائلات عن كل طفل فيها، ما سينطبق على نصف مليون موظف تقريبا عام في البلاد.

 

وفي العاصمة الإيرانية طهران، أوقفت السلطات عددا من المتظاهرين بسبب عدم حصولهم على ترخيص بالتظاهر.

 

وقالت قوات الأمن إن المتظاهرين "أرادوا إثارة الاضطرابات"، فيما قال المتظاهرون إنهم "طالبوا بحياة كريمة".

 

وكانت إيران شهدت مقتل 25 شخصا في احتجاجات على الأوضاع في البلاد مؤخرا.

 

واندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة وأشخاص ملثمين على هامش مسيرة عيد العمال بعد ظهر الثلاثاء في باريس، بحسب مراسلي فرانس برس، وذلك بعدما سار عشرات الالاف صباحا بهدوء في كبرى مدن البلاد.

 

وفي العاصمة، جمعت المسيرة النقابية نحو عشرين ألف شخص بحسب الشرطة التي أحصت أيضا 14 ألفا و500 آخرين خارج المسيرة المعلنة بينهم نحو 1200 من الملثمين.

 

وأفادت نقابة "سي جي تي" أن 55 ألف شخص شاركوا في مسيرة باريس فيما شارك نحو 210 آلاف في مختلف أنحاء فرنسا. اما وزارة الداخلية فقدرت عدد المتظاهرين في فرنسا بنحو 143 ألفا.

 

وقبل أن تصل المسيرة الباريسية إلى جنوب العاصمة، تعرضت قوات الأمن لرشق بـ"مقذوفات" وردت بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

 

وبأعلام حمراء وصور كارل ماركس، شارك نحو ألف شيوعي عراقي في مسيرة عيد العمال الثلاثاء في بغداد، مبدين اقتناعهم بإمكانية فوز قائمتهم بالتحالف مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات المقررة في 12 مايو الحالي.
 


وأطلق المتظاهرون شعارات عدة، منها "اسمع صوت الناس شرايد (ماذا تريد)، إصلاح وما يبقى فاسد"، وهم يلوحون بأعلام لائحة "سائرون" الزرقاء.

 

وللمرة الأولى في تاريخ العراق، تتحالف العمائم السوداء الشيعية مع منجل ومطرقة الشيوعيين في الانتخابات البرلمانية.
 


وردد المشاركون في المسيرة شعارات تطالب الحكومة بإعادة هيكلة اقتصاد البلاد، ودعم شريحة العمال عبر تشريع "قوانين منصفة".

 

ورفع العمال لافتات كتب عليها "يا عمال العالم اتحدوا"، وأخرى طالبت بتقوية التيار الاشتراكي لدعم شريحة العمال.
 


وفي كوريا الجنوبية تجمع الآلاف من أعضاء نقابات العمال الكوريين الجنوبيين وسط العاصمة سيول للمطالبة بإلغاء الحكومة لخططها التي تعتبرها النقابات مجحفة بحق العمال وردد المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة برفع اجور العمال وإصلاح التكتلات التي تسيء إلى حقوق العمال.

 

وقال نام جونغ سو المتحدث باسم الاتحاد الكوري الجنوبي لنقابات العمال "نطالب حكومة الرئيس مون جيه ان في هذا اليوم أن توقف على الفور إعادة هيكلة صناعة السفن والسيارات، وأن تغير وضع الموظفين المياومين وتجعلهم دائمين علاوة على ذلك، نطالب بشدة أن تحدد الحكومة حدًا أدنى للأجور يبلغ عشرة آلاف وون " .
 


احتفالات وتأييد

وفي الجزائر كان الوضع مختلفا، إذ دعا أكبر اتحاد عمالي في الجزائر رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لفترة رئاسية خامسة وذلك في مؤشر جديد على أن الرئيس المخضرم سيخوض الانتخابات العام المقبل.

 

وقال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد أمام تجمع يضم ألفي عامل إنه سيقدم الطلب لوزير الداخلية ليسلمه للرئيس.

 

ويؤيد الاتحاد بوتفليقة (81 عاما) منذ توليه السلطة في عام 1999. وتنتهي الولاية الرابعة للرئيس في النصف الأول من العام المقبل المتوقع أن يشهد الانتخابات القادمة.

 

وفي هافانا بكوبا نظم آلاف الكوبيين مسيرات احتفالية بعيد العمال، ورفعت فيها شعارات "الوحدة والانتصار"، وشاركت فيها نقابات بهدف "إظهار القاعدة القوية للثورة الكوبية ودعم العمال والشعب".

 

ومن أبرز المشاركين في الاحتفالات الكوبية، الرئيس السابق، راؤول كاسترو، والرئيس الجديد، ميغويل دياز كانيل.

 

لماذا 1 مايو ؟

منذ أواسط القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة تعيش بداية الثورة الصناعية وكان العمال الأوروبيون المهاجرون إلى العالم الجديد يمثلون الشريحة الأكبر في القوة العاملة في أمريكا.

 

وكانت ظروف العمل مريعة والأجور متدنية وساعات العمل طويلة، وأصبحت الاضرابات العمالية في العقد الثامن من القرن التاسع عشر شائعة جدا. وكان من بين قادة الحركة العمالية الأمريكية عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من اليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على النظام الرأسمالي من أجل انهاء الاستغلال. وكان العديد من هؤلاء القادة مهاجرون من أصول المانية.

 

في عام 1886 دعا اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة إلى اضراب في الأول من مايو للمطالبة بثماني ساعات عمل يوميا. وشارك في الاضراب أكثر من 300 ألف عامل في المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد.

 

في 3 مايو قتل عدد من العمال المضربين في مدينة شيكاغو، أحد مراكز حركة الاحتجاج، على أيدي الشرطة.
 

وفي اليوم التالي انفجرت قنبلة في ختام تجمع عمالي وأدت إلى مقتل 7 من رجال الشرطة وعدد من العمال المضربين في ساحة هيماركيت في مدينة شيكاغو.

 

تجمع العمال المضربون ذلك اليوم سلميا دعما لمطلب تحديد سقف ساعات العمل اليومي بثماني ساعات واحتجاجا على مقتل زملائهم قبل يوم على يد قوات الامن. ألقى مجهول قنبلة على رجال الشرطة عندما كانت تحاول تفريق العمال المضربين في ختام التجمع. وأدى انفجار القنبلة واطلاق النار الذي تلاه إلى مقتل 7 من رجال الشرطة وأربعة من العمال.

 

وفي أعقاب المحاكمة التي جرت تم الحكم على ثمانية من القادة النقابيين بتهمة الضلوع في الهجوم، واعدم أربعة منهم عام 1887 بينما عفا حاكم ولاية ايلينوي عن البقية عام 1893 وندد بالمحاكمة.

 

عام 1889 كتب رئيس اتحاد نقابات العمال في أمريكا إلى المؤتمر الأول للأممية الثانية الذي عقد في باريس، داعيا الى توحيد نضال العمال حول العالم لتحديد عدد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم.
 


وقرر المؤتمر الاستجابة لهذا المطلب عبر الدعوة إلى "مظاهرات حول العالم" في الأول من شهر مايو  في العام التالي، 1890، وأصبح هذا اليوم منذ ذلك العام عيدا للعمال حول العالم.

 

وكان اختيار هذا اليوم من قبل الأممية أيضا بمثابة تكريم لضحايا ساحة هيماركيت في شيكاغو وغيرها من الاحتجاجات والاضرابات العمالية التي شهدتها المدينة عام 1886.

 

ويُعدّ الأول من مايو يوم عطلة رسمية في 107 دول حول العالم تمثل ما لا يقل عن 67% من سكان الكرة الارضية.

 

هذه الدول تحظره 

ومن الدول النادرة التي لا تحتفل بالمناسبة، هولندا وإسرائيل وبعض الدول في الخليج العربي.

 

أما سيرلانكا وبريطانيا، فتحتفلان بهذا العيد في السابع من أيار، أي في أول اثنين من الشهر نفسه. وفي نيوزيلندا يحتفل بعيد العمل في رابع اثنين من شهرأكتوبر. وتخصص الولايات المتحدة وكندا أول اثنين من شهرسبتمبر لهذا العيد.
 


في اليابان وأفغانستان وإيران وبعض الولايات الهندية، يحتفل بالعيد في أول مايو لكن دون أن يحظى العمال بيوم عطلة بينما الاحتفال يتم بشكل منظم جدا في إيران.

 

وفي ليتوانيا، يوم العطلة موضوع نقاش وربما يعاد النظر فيه.
 


ويتم في غالبية الدول الاحتفال بعيد العمال من خلال تظاهرات تنظمها النقابات والأحزاب السياسية بالإضافة إلى تجمعات احتفالية. وفي فنلندا، يعتبر هذا العيد يوم احتفالات للطلاب ونزهات للعائلات، في أجواء كرنفال. أما في إيطاليا، فيقام حفل غنائي في روما كل سنة.

 

وتشكل المناسبة في فرنسا، فرصة لشراء زهور زنبق الوادي. أما النمسا فتحتفل بشجرة مايو.

 

ولعل الرمز الأكثر تداولا في عيد العمال يبقى الرمز الشيوعي المتمثل في المنجل والمطرقة إضافة إلى اللون الأحمر. ونجد ذلك خاصة في بنغلادش وباكستان وعدد من دول البلقان ومقدونيا وهندوراس.

 

وفي بورما وليبيا وسوريا، لا يتم تنظيم أية تظاهرات.
 


وبالرغم من أن دولا مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان تحتفل بهذا العيد وتخصص له يوم عطلة رسمية، إلا أن السلطات هناك تحظر تنظيم التظاهرات خلاله. لكن إسطنبول تشهد تنظيم فعالية في ساحة تقسيم الشهيرة، برغم كونها محظورة منذ 2013.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى