الحرب السعودية - الحوثية تنتقل لـ«المسافة صفر».. لماذا الآن؟

الحرب السعودية - الحوثية تنتقل لـ«المسافة صفر».. لماذا الآن؟
الحرب السعودية - الحوثية تنتقل لـ«المسافة صفر».. لماذا الآن؟
[real_title] "لماذا هنا؟، لماذا الآن؟".. سؤالان برزا على الساحة اليمنية مع إرسال التحالف العربي، تعزيزات عسكرية إلى محافظة صعدة، معقل جماعة أنصار الله "الحوثي".

 

التحالف الذي تقود المملكة في اليمن، أرسل تعزيزات عسكرية تضم خصوصًا مقاتلين سعوديين وسودانيين إلى "صعدة"، معقل الحوثيين، وقال مسؤولون عسكريون يمنيون - الخميس - إنّ التحالف دفع بمئات الجنود السعوديين والسودانيين خلال اليوميين الماضيين إلى جبهات القتال في صعدة بهدف تصعيد المعارك فيها.

 

ووفقًا للمسؤولين، تتمركز قوات التحالف عند أطراف أربع مديريات في صعدة، وقد تقدمت خلال الأسابيع الماضية عدة كيلو مترات نحو مراكز المديريات الأربع، تحت غطاء جوي من طائرات التحالف.

 

تعدّدت الأسئلة عن سبب هذا المنحى الجديد الذي إن نجح، فإنّه سيؤدي حتمًا إلى تضييق الخناق على جماعة الحوثي، ومن ثم مواجهة تمدّد النفوذ الإيراني الكبير هناك.

 

في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، صرّح رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر: "تضييق الخناق على الحوثيين الانقلابيين في معقلهم الرئيسي بداية النهاية لمشروع إيران الطائفي الخطير عبر أدواتها الحوثية".

 

وأضاف أنّ "العملية العسكرية في صعدة تهدف إلى اجتثاث مشروع إيران ووأد حلمها في تكوين ميليشيا طائفية على غرار ما حدث في دول عربية"، بحسب تعبيره.

 

كما أنّ تسريع السعودية، الحرب بهذه الوتيرة، فإنّها قد تقرأ في سياق الرد على الصواريخ البالستية الحوثية التي تزايد معدل استهدافها للمملكة في الفترة الأخيرة.

 

ففي الأشهر الماضية، ضاعف "الحوثيون" هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله سبعة صواريخ على المملكة في مارس الماضي، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية.

 

وتقول الرياض إنّ "الحوثيين اطلقوا أكثر من 100 صاروخ بالستي باتجاه المملكة منذ بدء الحملة العسكرية في 2015، وتؤكّد أنّ إيران تدعم هذه الميليشا بالسلاح والمواد والمكونات اللازمة لتصنيع الصواريخ، فيما تنفي طهران هذا الاتهام.

 

وبين هذا وذلك، فقد هدمت الحرب الدائرة في البلاد عليل صنعاء التي عرفها التاريخ نقيةً بديعةً، فمليشيشات الحوثي وضعت يدها في يد عدوها السابق المخلوع علي عبد الله صالح قبل أن تقتله لاحقًا، وطائرات التحالف تدك خصمها، بينما لا يسلم المدنيون من كل ذلك، حتى بات الشعب هو الضحية الأكبر.

 

الفاجعة الإنسانية في اليمن وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأنّها ليست مجرد مأساة وحسب، وإنّما أيضًا جريمة ضد الإنسانية، مشيرةً إلى تحذيرات أصدرها خبراء في الأمم المتحدة من أنّ بعض الإجراءات التي لجأ إليها عددٌ من الأطراف المتحاربة يكمن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

 

وتشير الصحيفة إلى أنّه، منذ بدء الحرب السعودية على المتمردين الحوثيين في عام 2015، ونحو 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بحسب وكالات الأمم المتحدة للإغاثة، وهي تعني أنّهم لا يتمتعون بإمكانية الحصول على الغذاء بشكل منتظم، ويمكن أن يتعرضوا لخطر الجوع.

 

في معرض تعليقه على هذه التطورات، يقول الصحفي اليمني الدكتور عمر الشرعبي الباحث المتخصص في الشؤون الاستراتيجية وإدارة الأزمات: "معركة صعدة أسميها معركة قطع رأس الأفعى".

 

ويضيف في حديثه لـ"مصر العربية": "كان يفترض على التحالف اتخاذ هذه الخطوة الاسترتيجية من بداية الحملة للتحالف، هذا من الناحية الجيوساسية والعسكرية، لما من محافظة صعدة من تأثير أيديولوجي لهذه الجماعة، وكون أنّ هذه المحافظة أيضًا تمتلك مقومات تضاريسية صعبة في حسم المعارك البرية وبخاصةً أنّها حلقة الوصل بين الجمهورية الإيرانية الخمينية وجماعة الحوثيين".

 

ويتابع: "معركة صعدة إذا حسمت لصالح الحكومة الشرعية الركيكة والمتخبطة والضعيفة إجمالًا سوف تدخل الأزمة اليمنية فصلًا جديدًا وتعطيها زخمًا سياسيًّا وعسكريًّا إيجابيًّا لمقاتلي المقاومة الشعبية والجيش الوطني والتحالف العربي".

 

ويذكر الشرعبي: "إذا حسمت لصالح جماعة الحوثيين سوف تعطيهم قوة كبيرة في السيطرة وإمساك زمام المفاوضات السياسية الدولية، وذلك لصالحهم طبعًا".

 

ويوضح: "في الحالتين، إطالة الصراع والأزمة في اليمن سوف تعري المجتمع الدولي بشكل أكبر نظرًا لتجاهله تبعات وتداعيات الأزمة منذ ثلاث سنوات لأنّها الأزمة الأسوأ في العالم كما تحدثت جميع المنظمات الإنسانية الدولية حيث نتجت عنها أزمة في الدواء والغذاء وغيرها من الأزمات الأخرى".

 

ويواصل: "لكن عندما سعى الحوثيين في السابق لقتل الرئيس عبدربه منصور هادي في عدن بعد هروبه من العاصمة صنعاء من بين أيديهم كان الهدف ضرب أعلى رأس الهرم الشرعي مع أنّ سبب تمدد الحوثيين في جميع محافظات اليمن دون العاصمة كان بسبب أداء الرئيس هادي في إدارة الدولة بشكل هزلي وضعيف وغير فعال وضمن سياسة ضرب الخصوم السياسية ببعضها حتى انقلب السحر على الساحر".

 

ويختتم: "أصبحت تلك الأطراف السياسية تتفق إجمالًا أنّ اليمن في كف عفريت، ومن دهاء وذكاء جماعة الحوثيين أنّهم تحالفوا مع الجميع ضد الجميع، وأرى أنّ كل الأحداث التي عصفت باليمن تعطي مؤشرات أنّ اليمن تمضي بسرعة إلى مرحلة اللا دولة وصراع الدول الاقليمية سوف يكون بالوكالة في اليمن وهذا ما حصل فعلًا".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى