بوقف الإساءات الإعلامية.. هل تعود علاقات مصر والسودان لمسارها الصحيح؟

[real_title] تباينت العلاقات المصرية السودانية، بين شد وجذب خلال الفترة الأخيرة، فبينما كانت وسائل إعلام البلدين تتحدث عن وجود خلافات قوية بين نظامي عبدالفتاح السيسي في القاهرة وعمر البشير في الخرطوم، ظهر على السطح مؤخرًا تحسن في العلاقات انتهى لعدة اتفاقيات جديدة.

 

سلسلة من الخلافات دبت على السطح خلال الأشهر الأخيرة، بدأت بمطالبة السودان بما سمته أحقيتها في مثلث حلايب وشلاتين المصري، ثم عدم التفاهم حول حصة مصر من مياه النيل مع استمرار إثيوبيا في بناء سد النهضة، وسط أحاديث حول دعم الخرطوم لبناء السد بما يضر مصر، ووصل الأمر لحد مطالبة القاهرة بتدخل مجلس الأمن كطرف محايد دون إبلاغ الخرطوم بهذه الخطوة، ومؤخرًا بدا على السطح أيضًا أزمة اتهام القاهرة للخرطوم بإيواء عدد من قيادات جماعة الإخوان التي تصنفها "إرهابية".

 

كل هذا الخلافات فجأة "ذابت" خلال زيارة اللواء عباس كامل مدير جهاز المخابرات العامة المصري، الأخيرة إلى الخرطوم ولقائه بالرئيس السوداني عمر البشير ووزير الخارجية إبراهيم غندور، ومدير المخابرات العامة السودانية الفريق أول صلاح عبد الله قوش.

 

وطوال فترة الخلافات كانت تتهم الخرطوم، القاهرة، بتحريض وسائل الإعلام المصرية على مهاجمة نظام البشير، وهو ما توقف مؤخرا قبل حتى زيارة اللواء عباس كامل إلى الخرطوم، والذي بدا كأنه توجه بذلك في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.

 

في المقابل، أمر جهاز الأمن والمخابرات في السودان، أمس، الصحف اليومية بوقف الحملات المناوئة لمصر.

 

ونقلت صحيفة "سودان تربيون" عن مصادر لها، في الخرطوم، أن إدارة الإعلام في جهاز الأمن، عممت توجيهات على رؤساء تحرير الصحف بعدم الجنوح لإثارة المواضيع الخلافية مع القاهرة، ومنع الكتابات السالبة والتصعيدية.

 

ويسيطر جهاز الأمن على الصحف اليومية في السودان بشكل كبير، وكثيرا ما يوقعها تحت طائلة العقوبات بالمصادرة والإيقاف حال تجاهل توجيهاته شبه المستمرة.

 

وتجئ التوجيهات الأمنية للإعلام السوداني بوقف التصعيد ضد مصر بعد ساعات من لقاءات جمعت رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس مصطفى كامل بمسؤولين في الخرطوم بينهم الرئيس عمر البشير ووزير دفاعه، ناقشت بشفافية القضايا العالقة وكيفية معالجتها في إطار اللجنة الرباعية التي تشكلت مؤخرا بين البلدين.

 

وبين السودان ومصر عدة ملفات عالقة منها الموقف حيال سد النهضة الإثيوبي والنزاع على مثلث حلايب المصري.

 

وفي أبريل من العام 2017 أنهي السودان ومصر مباحثات ساخنة التأمت بالخرطوم وتوجت بالاتفاق على كتابة ميثاق شرف لضبط الإعلام في البلدين خلال تناوله للقضايا المشتركة. غير أن هذا الميثاق لم ير النور حتى اللحظة.

 

وشن الإعلام المصري حملة شرسة ضد السودان بعد قرار الخرطوم بوقف استيراد سلع مصرية، وصلت حد الإساءة للشعب السوداني وقيادته السياسية، وقابله ذلك بهجمة شرسة شنها الإعلام السوداني ضد مصر ونظامها الحاكم.

 

وأكد اللواء عباس كامل، بعد لقائه وزير الخارجية السوداني، في الخرطوم، على وجود إرادة "لتهيئة الظروف للعودة بعلاقات البلدين إلى مسارها الصحيح"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وأكد غندور أهمية التنسيق المشترك لتسوية المشكلات على ضوء ما أقرته اللجنة الرباعية، بناء على توجيهات الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

في سياق متصل، أكد عوض بن عوف وزير الدفاع السوداني على أهمية التواصل والتنسيق بين الأجهزة الأمنية في البلدين مضيفا أن الأمن القومي المصري يمثل أمن الأمة العربية ومن الواجب حمايته.

وشدد بن عوف خلال لقائه القائم بعمل رئيس المخابرات المصرية على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات لحماية الحدود بين البلدين.

 

من جانبه، طالب اللواء عباس كامل بالتواصل بين البلدين مؤكدا ان التحديات الكبيرة في المنطقة تستلزم التواصل والتشاور والتنسيق لمواجهتها ومعالجتها.

 

يذكر أن كامل يزور السودان بناء على دعوة من نظيره السوداني صلاح عبد الله محمد صالح، فيما تأتي زيارته ضمن جهود اللجنة الرباعية المشتركة التي تمخض عنها لقاء رئيسي مصر والسودان على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا.

وتشهد المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن تقييم آثار سد النهضة تعثرا كبيرا لعدم موافقة السودان وإثيوبيا على التقرير الاستهلالي للمكتب الفني المنوط به تقديم الدراسات المتعلقة بتأثير السد على دولتي المصب "السودان ومصر"، وهو ما دفع مصر إلى طلب دخول البنك الدولي كطرف في المفاوضات.

من جانبه، قال اللواء يحيي كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، إن زيارة اللواء عباس كامل القائم بأعمال مدير المخابرات العامة إلى السودان تعكس حرص الدولتين على إزالة الخلافات وتعزيز التعاون بين الدولتين نظرا لما يواجه منطقة الشرق الأوسط من مخاطر.

 

وأضاف كدواني، في تصريحات صحفية، أن العلاقات المصرية السودانية في الأشهر الماضية شهدت تقاربًا شديدًا ما يؤكد أن هناك نية لإزالة الخلاف خاصة فيما يخص ملف مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا والتعاون الأمني على حدود بين البلدين.

 

وأوضح النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن الزيارة الأخيرة للقائم بأعمال مدير المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية، إلى دولة السودان تأتي في إطار الحفاظ على الأمن القومي لمصر، والعمل على مواجهة المخاطر المشتركة التي تهدد مصر والسودان.

 

وأضاف بكري في تصريحات صحفية، أن العلاقات السودانية المصرية مرت بأزمة دبلوماسية أدت إلى ضرورة التدخل الرئاسي من قبل الدولة، مشيرًا إلى أن سحب السودان لسفيره بالقاهرة أدى إلى عقد لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني الرئيس عمر البشير.

 

وأوضح أن لقاء الرئيسين مهد لاجتماع رباعي في القاهرة بحضور وزراء الخارجية ومديري مخابرات البلدين، وتوجت أخيرًا بالزيارة الأخيرة للواء عباس كامل في إطار استكمال هذه الجهود للحفاظ على العلاقات وعدم تدهورها مهما كانت التحديات.

 

ولفت عضو مجلس النواب، إلى أن الزيارة تهدف أيضاً إلى مناقشة كل المشكلات التي يمكن أن تعترض العلاقات المصرية السودانية، والعمل على تذليل أي عقبات تواجهها، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كانت تعليماته واضحة بأن السودان بلد شقيق، وأمنها من أمن مصر.

 

وأكد بكري، أن الزيارة تهدف إلى مناقشة تسريع ملف مفاوضات "سد النهضة" وما يستجد عليها من تداعيات، خاصة أن مصر والسودان عاملان رئيسيان في المفاوضات في ظل التعنت الإثيوبي في هذا الملف.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى