بمنع الولاية على المرأة.. السعودية تسارع نحو العلمانية

[real_title] هل من الممكن أن تتحول السعودية من دولة دينية تطبق الشريعة الإسلامية إلى دولة علمانية.. سؤال قد يبدو صادمًا لكن مع مجموعة القرارات التي اتخذتها المملكة الفترة الماضية تتضح الإجابة وهي أن الرياض مستمرة بالسير نحو العلمانية. بحسب مراقبين.

 

وشهدت المملكة في الفترة الأخيرة سلسلة قرارات بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الاجتماعية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، ورعاية هيئة الترفيه للحفلات والمهرجانات الغنائية.

 

وكانت أهم القرارات السعودية نحو العلمانية هى إصدار الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أمرًا ملكيًا يسمح بموجبه للنساء بقيادة السيارة في قرار تاريخي أزال عن المملكة لقب الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على المرأة قيادة السيارة.

 

تحطيم التشدد

 

وحطم الملك السعودي أكثر القضايا التي تتشدد فيها القوى الدينية في المملكة والتي اعتبرتها لعقود محرمًا دينيًا، بمنح المرأة الحق في قيادة السيارة، بعد سنوات من الجدل والنضال النسوي لنيل هذا الحق.

 

ورغم بساطة الخطوة، فإنّ حق المرأة في قيادة السيارة في السعودية، فتح المجال أمام استكشاف معالم المرحلة القادمة لطبيعة علاقة الدولة بالشعب في السعودية، خاصة بعد تعيين الأمير الشاب محمد بن سلمان وليًا للعهد.

 

وأوقفت العديد من الناشطات الحقوقيات السعوديات بسبب محاولتهن قيادة سيارات في المملكة، وفيما لم تحاكم أي منهن أجبرتهن السلطات على توقيع تعهُّد بعدم تكرار فعلتهن مقابل الإفراج عنهن.

مجلس الشورى السعودي

 

السير نحو العلمانية

 

ويبدو أنَّ إحدى أهم القرارات السعودية المتجه نحو العلمانية هو استعداد مجلس الشورى السعودي لمناقشة توصية تُمنع بموجبها كل أشكال التمييز ضد المرأة، مثل الولاية السارية عليها حاليًا.

 

وتقدّمت عضوتا مجلس الشورى، لطيفة الشعلان وموضى الخلف، بحسب ما ذكرت صحيفة الحياة اللندنية، بتوصية بحصر الأنظمة القائمة التي تشمل تمييزًا ضد المرأة السعودية والتقدّم بها إلى المقام السامي لتعديلها.

 

وقالت العضوتان: إن "هيئة حقوق الإنسان مؤسّسة ذات صفة اعتبارية ترتبط بالملك مباشرة، وينصّ نظامها على أنَّ لها إبداء الرأي في مشاريع الأنظمة المتعلّقة بحقوق الإنسان، ومراجعة الأنظمة القائمة، واقتراح تعديلها وفقًا للإجراءات النظامية".

 

منع الولاية على المرأة

 

ولفتت الشعلان والخلف، بحسب الصحيفة، إلى أن بعض الأنظمة تشمل "تمييزًا صريحًا ضد المرأة، ومنها نظام الولاية على المرأة في الحصول على بعض حقوقها الأساسية بصفتها مواطنة كاملة الأهلية؛ مثل استخراج الجواز أو السفر إلى الخارج".

 

وتُعدّ هذه التوصية الأولى من نوعها التي ستُدرج ضمن تقرير لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية في التقرير السنوي للهيئة داخل المجلس.

 

 وتخضع المرأة السعودية قانونيًا لوصاية الرجل (الوالد أو الأخ أو الزوج) ويتعين عليها الحصول على موافقته على قرارات أساسية تتعلق بالتعليم والعمل والزواج والسفر بل والعلاج.

تغريب المجتمعات العربية

 

بدوره قال المحلل السياسي، سيد المرشدي: إن الأمير ولي العهد السعودي لم يأت بجديد فالسعودية تسير نحو العلمانية منذ عهد عمه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حينما قرر لأول مره عام 2006 بمشاركة المرأة في الانتخابات وغيرها من المناصب التنفيذية.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن العلمانية دخلت للسعودية مع أموال النفط القادمة من الغرب، حيث لم يكتفِ بنهب ثروات الخليج كله وليس السعودية فقط، وإنما أدخلوا الثقافة الغربية وأصبحت اللغات الغربية وعلى رأسهم الإنجليزية أهم من العربية.

 

وأوضح أن الغرب يعمل منذ عقود طويلة على تغيير المجتمعات العربية وبالفعل نجح، لكن الأمر كان بطيئًا في السعودية نظراً لأنها دولة محافظة، لكن التغيير ظل مستمرًا ومتواصلًا من خلال التعليم وبعض الخطابات الدينية، وهو ما جعل الأموال الغربية تتدفق إلى الحسابات البنكية للكثير ممن لهم تأثير بالمجتمع السعودي بمن فيهم علماء الحظوة الدينية أنفسهم.

 

وأكّد أن الرهان على المجتمع السعودي المحافظ بطبعه وإن قطاعًا كبيرًا من الجيل الخالي يريدها علمانية، لكن على أية حال العلمانية ليست مجرد توجُّه شخصي ولا حتى حزبي وإنما هى توجه مجتمعي فهل السعوديين يريدون ذلك أم لا؟

دروس من التاريخ

 

فيما قال الباحث في الإسلام السياسي أحمد منصور: إن الإسهاب في فصل الدين عن الدولة في السعودية تحديدًا سيكون له عواقب وخيمة، وذلك نظرًا لتركيبة الدولة السعودية وشعبها المحافظ، كما أنَّ فرض أي فكرة على الشعوب قبل إقناعهم بها دائمًا يكون لها مردود سلبي.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" يجب على السعودية أن لا تسمح للتاريخ أن يعيد نفسه، خاصة أن تاريخها مليء بالعبر ومنها ظهور حركة مقاومة مسلحة بقيادة شاب يدعى جهيمان العتيبي عام من 1400هجريًا، والموافق من20 من نوفمبر عام 1979، واستولت هذه الحركة المنظمة على الحرم المكي.

 

 وأوضح أن ظهور العتيبي ورفاقه جاء بعد ظنهم بأن النظام السعودي يوظف علماء الدين من أجل أهداف غير شرعية من وجهة نظرهم، وهاجم العتيبي علماء الوهابية لعدم اعتراضهم على سياسيات تمثل خيانة للإسلام على حد تعبيره.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى