بن سلمان في القاهرة.. تعرف على سيناريوهات أسباب الزيارة المفاجئة

[real_title] يصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى القاهرة الأحد القادم في زيارة لم يعلن عنها من قبلُ، مما مثَّل مفاجأة للعديد من المتابعين، مثيراً العديد من الأسئلة عن أسباب الزيارة التي تأتي قبل زيارة منتظرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية .

 

ويزور بن سلمان لندن، الأربعاء المقبل، لإجراء مباحثات مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قبل أن يتوجّه إلى واشنطن في الفترة من 19 حتى 22 مارس الجاري، بناءً على دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي وجّه الدعوة أيضاً إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لزيارة الولايات المتحدة في إبريل المقبل.

 

وتأتي زيارة بن سلمان إلى القاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية ، المقرر إجراؤها نهاية مارس الجاري، وهو ما يُثير العديد من الأسئلة عن أسباب الزيارة في هذا التوقيت، خاصة أن الأمير لم تطأ قدماه أرض مصر منذ مرافقته والده في زيارة إبريل 2016، حين وقّع البلدان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، التي تنازلت بموجبها مصر عن جزيرتي "تيران 

وصنافير" للسعودية.

 

"مقدّمة" الأمير بالقاهرة

ووسط أجواء أمنية مشددة،وصلت المقدمتين الخاصتين بولي العهد السعودي، اللتين وصلتا على متن طائرتين خاصتين من طراز (بوينج 747/ جامبو)، في حضور مسئولي السفارة السعودية في القاهرة، في حين انتشرت قوات التأمين على طولالطرق المؤدية إلى المطار، وقرية البضائع، وأخلت السلطات المختصة ساحات السيارات المواجهة للصالة الرئاسية في المطار.

 

وتضم "المقدمة" تضم ما يقرب من 20 سيارة خاصة و6 سيارات نقل، بعدما سُمح لها بالمرور، وتم فحصها، وتسلَّمتها السفارة السعودية في القاهرة، بتنسيق مباشر مع المخابرات العامة المصرية وعناصر من الأمن الوطني.

 

و"المقدمة"، هي مصطلح بروتوكولي يُقصد به السيارات والأغراض التي يستخدمها الأمير في أثناء زياراته لأي بلد، وهي دوماً ما تصل قبله؛ ليتم فحصها والتأكد من الترتيبات الأمنيه كافة الخاصة بها.

 

ورفعت السلطات الأمنية حالة الطوارئ والاستنفار القصوى في مطار القاهرة الدولي، مساء الخميس، تمهيداً لاستقبال ولي العهد السعودي.

 

سيناريوهات أسباب الزيارة 

حتى الآن، لا أحد يمكنه الجزم، بشكل محدد، بسبب زيارة محمد بن سلمان القاهرة، وإن كانت السيناريوهات المطروحة لتفسير الزيارة تتمحور حول 3 خيارات.

 

التفسير الأول، الذي يبدو الأكثر تماسكاً، مرتبط بـ"الفضيحة" الأخيرة التي فجَّرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وتتعلق بصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره السياسي جاريد كوشنر.

 

فقد كشفت الصحيفة تقارير استخباراتية تتحدث عن "تفاهمات" بين 4 دول -هي: الإمارات والصين وإسرائيل والمكسيك مع كوشنر، مفادها أن تستفيد تلك الدول سياسياً من الرجل، الذي سيستفيد هو الآخر مالياً هو وأسرته، التي تعاني أزمة ديون متراكمة في سوق العقارات، مستغلين نقص خبرته السياسية.

 

ولم يمضِ وقت طويل حتى اعتمد جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، قراراً بإجراء تغييرات في نظام التصاريح، وتم بموجبه سحب حق الاطلاع على الملفات المصنفة "سري للغاية" من كوشنر.

قرار بمثل هذا الحجم ليس هيناً مطلقاً، فعلى حد تعبير آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في قضايا الشرق الأوسط، فإن كوشنر الآن يواجه خطر فقدان "مصداقيته" أمام محاوريه في الشرق الأوسط بهذا القرار.

 

 

فالفضيحة المالية والسياسية، التي طالت أبوظبي، التي تعد أبرز حليف لكل من محمد بن سلمان والسيسي، ستؤثر حتماً على موقف ولي العهد السعودي، خصوصاً أن كثيرين يتحدثون عن لعب كوشنر دوراً بارزاً في تدعيم صعود نجم بن سلمان بالرياض للوصول إلى العرش.

 

لكن مصادر مطلعة ترى أن زيارة بن سلمان جزء من ترتيبات إقليمية شديدة الحساسية، ستحدث قريباً في منطقة الشرق الأوسط.

 

هؤلاء يشيرون صراحةً إلى ترتيبات عسكرية تخص الملف اليمني وضرب إيران بالمنطقة، ويعتقدون أن زيارة بن سلمان في هذا الوقت وقبل جولته الأوروبية، هي لوضع اللمسات النهائية لما يصفونه بـ"حرب خاطفة"، ستكون عربون صعوده لسدة الحكم قريباً.

 

والأمير السعودي الشاب، أثار مؤخرا كثيرا من الجدل بقراراته، التي كان آخرها تغييرات كبيرة في الجيش والحكومة السعودية، وسبقها توقيف بعض الأمراء والوزراء ورجال الأعمال وعلماء الدين، مع تغييرات هيكلية طالت المجتمع السعودي، وقوانين بالسماح للمرأة بقيادة السيارات، وتحجيم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنشاء هيئة 

الترفيه، وإقامة الحفلات الغنائية المختلطة، وظهور النساء بملاعب كرة القدم.

 

وعلى الجانب الدولي، يمثل ابن سلمان صورة الشاب الفتي الذي يتطلع لقيادة السعودية، وتحظى سياساته برضا كبير في الأوساط والدوائر الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما عبر عنه رئيس مؤتمر الحاخامات "الأحبار" الأوروبيين، نبخاس غولدشميدت، بالإشادة بنشاط ولي العهد السعودي، في حديث لموقع "سبق" السعودي، الثلاثاء.

 

وبرزت "صفقة القرن" كسبب محتمل لزيارة ولي العهد السعودي وتردد في  الأوساط الصحفية بالقاهرة بين الصحفيين المسئولين عن تغطية الملف العربي، أن زيارة بن سلمان بالأساس هي لوضع اللمسات النهائية لتلك الصفقة قبل مبايعته ملكاً قريباً.

 

المثير للاهتمام هنا أيضاً، أن الزيارة أتت بعد تعديلات موسعة في الجيش السعودي أجراها بن سلمان،  بحسب " هاف بوست عربي".

 

وقبل وصول الرجل للقاهرة بأيام، تمت الإطاحة بسفير السعودية التاريخي والقوي في القاهرة أحمد القطان، والذي تسلَّم منصبه مباشرة في فبراير2011، أي بعد شهر واحد من اندلاع الثورة المصرية، وظل فيه حتى الآن.

وعُرف عن الرجل جملته الشهيرة: "أنا لن أغادر القاهرة أبداً، اليوم سفير، وغداً أمين عام لجامعة الدول العربية".

 

وقد نجح القطان، عبر تلك السنوات، في تكوين شبكة علاقات قوية بالنخب المصرية وخاصة في الإعلام، خصوصاً على خلفية منحه هدايا ساعات رولكس للمقربين.

 

السؤال هنا: لماذا أُطيح بالقطان الآن وقبل ساعات من وصول ولي العهد؟

 

لا أحد يعرف، ولكنه سؤال ضمن مجموعة أسئلة تبحث عن إجابة في ثنايا تلك الرحلة المفاجئة، والتي قد تجيب الأيام القليلة القادمة عنها.

 

طريق العرش يمر بمصر
وحللت الكاتبة الصحفية، مي عزام، زيارة ابن سلمان للقاهرة من زاوية مختلفة، مشيرة إلى زياته إلى واشنطن، الشهر الجاري، التي سبقتها مقابلة مهمة مع صحيفة "واشنطن بوست" دافع فيها عن سياساته، مؤكدة أن الزيارة تمهيد لتولي بن سلمان العرش، وأن هذا الطريق يمر عبر مصر.

 

عزام، قالت لـ"عربي21"، إن ولى العهد السعودي يزور مصر حاليا، ثم يحج للبيت الأبيض، ويقدم أوراق اعتماده ملكا للسعودية، وخلال فترة وجيرة سيتنازل الملك سلمان لولي عهده.

 

وأضافت أن بن سلمان في القاهرة لأنه آن الأوان أن يتأهل للعرش الذي هدم المعبد من أجله، وهو ذاهب إلى "أبو إيفانكا" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا بد أن يحمل تعهدات واضحة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فيما يخص (صفقة القرن) الغامضة، ولمصر دور فيها، وكذلك موقف مصر حال حدثت حرب مع إيران.

وأضحت عزام أن الحلف العربي السني/الإسرائيلي أوشك على النضج، ولم يبق إلا الإعلان عنه، ولذا قام ابن سلمان بتغييرات في الجيش السعودي، متوقعة نشوب حرب محدودة ضد إيران، موضحة أن أمريكا تمني (ملك المستقبل) بأنها حرب خاطفة (مثل حرب اليمن) يستقر بها حكمه، وتحد من تمدد إيران في المنطقة، وتكسر أجنحتها، مضيفة أن أمريكا لن تقبل الخسارة أمام الحلف الروسي الإيراني بسوريا.

 

وتساءلت: هل تنضم مصر لهذا الحلف؟ أم تظل على حيادها وتمسكها باستقرار لبنان وعدم المساس بحزب الله، أو الحرب مع إيران؟ مشيرة إلى ضغوط تمارس على السيسي من قبل الإعلام الغربي في توقيت حساس.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى