من نار الأسد إلى ثلج الخذلان.. ماذا حدث لـ«لاجئي سوريا» في الصحراء؟

[real_title] "الأسد وراءهم والثلوج من أمامهم".. لم يكد يهربون السوريون من وطأة الحرب المستعرة في بلادهم منذ أن قرر رئيس النظام بشار الأسد مواجهة الثورة، بالقصف والنار في 2011، حتى حاصرهم موتٌ آخرٌ، أشد فداحة وقسوةً على جبين الإنسانية.

 

 

مدعى هذا الحديث عن هذا النوع من الموت، الذي لربما ملّ الناس من إحصاء قتلاه، ما كُشف عما تعرّض له 10 لاجئين سوريين بينهم أطفال، تجمّدوا حتى الموت في البقاع الغربي على الحدود اللبنانية السورية، بسبب عاصفة ثلجية ورياح عاتية.

 

 

ملأت صورٌ متداولة للضحايا، عالم الإعلام في الساعات الأخيرة، وغطّتها تعليقات متضامنة وأحيانًا متباكية، فيما لم يعرف لم يتحرك هؤلاء المتباكون وقادتهم من أجل وقف معاناة أشخاص، تعالت صرخاتهم لإنقاذهم كل شتاء، مما لا ذنب لهم فيه إلا أنّهم سوريون إن كان ذلك في الأساس ذنبًا.

 

 

الصور التي نشرتها وسائل الإعلام وتداولها نشطاء، أظهرت بشاعة الموقف في جبل الصويري، حيث تمّ العثور على 10 جثث كانوا ضمن مجموعة مكونة من 30 شخصًا، حاولوا اجتياز الحدود إلى داخل لبنان.

 

 

وسائل إعلام لبنانية أوضحت أنّ من بين الموتى 7 إناث، بينهن قاصرات وطفلة و3 ذكور، بينهم طفل عمره عام واحد، ومسن ورجل كان يتولى مسألة إرشاد الطريق.

 

 

فتحت تلك المأساة الأعين أمام حقيقة لم تكن في حاجة إلى معرفتها، فمنذ الحرب السورية ويجد أهلها في الهروب بعيدًا حلًا في الخلاص من براميل بشار وقنابل روسيا وغارات التحالف أيضًا وإرهاب المتطرفين، إلا أنّ هذا الحل ربما اصطدم بعالمٍ أهملهم فباتوا عرضةً لموتٍ من نوعٍ آخر، لا سيّما في مخيمات اللاجئين في لبنان، إذ تعاني من سوء الشروط الصحية فضلًا عن سوء الأحوال الجوية.

 

 

هذه المخيمات امتلأت بالثلوج والمياه، بالإضافة للوحول التي دخلت إلى قلب الخيام، وتناقل الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تظهر جزءًا من المعاناة في هذه المخيمات.

 

 

كما تعاني مخيمات النازحين في سوريا من الحالة الجوية حيث غمرتها المياه والوحول عدا البرد القارس وقلة وجود وسائل التدفئة.

 

لا تقتصر معاناة اللاجئين على سوريا فقط، فهي أزمة عالمية لم تجد حلًا مناسبًا إلى الآن، إذ ينزح أكثر من 65 مليون شخص من ديارهم، أي ما يقرب من واحد من كل 100 من البشر، وإذا كان اللاجئون والمشردون دولة، فإنّهم سيكونون الدولة الواحدة والعشرين الأكبر على وجه الأرض.

 

واتساقًا مع صعوبة الأزمة عالميًّا، فقد طالبت منظمة العفو الدولية بضرورة فتح طرق آمنة إلى ملاذات اللاجئين، ويعني هذا السماح بلم شمل العائلات وجمع الأشخاص بأهاليهم ومنح اللاجئين تأشيرات دخول حتى لا ينفقوا كل ما لديهم ويتعرضوا لخطر الموت غرقًا وهم يحاولون الوصول إلى الأمان.

 

ودعت كذلك إلى إعادة توطين جميع اللاجئين الذين يحتاجون إلى ذلك، حيث أنّ إعادة التوطين حل في غاية الأهمية لمعظم اللاجئين المستضعفين، بمن فيهم الناجون من التعذيب وذوو المشكلات الطبية الخطيرة.

 

وتذكر المنظمة، أنّ 1.5 مليون شخص يحتاجون شريان الحياة هذا على وجه السرعة، ولكن دول العالم الأكثر غنى لا تعرض سوى توطين أقل من 10% من هؤلاء في السنة، وقدّرت المنظمة أنّ ما مجموعه 1.45 مليون لاجئ بحاجة إلى إعادة التوطين بنهاية 2017.

 

كما دعت المنظمة إلى "إنقاذ الأرواح أولاً"، وقالت إنّه ينبغي على قادة العالم كذلك أن يعطوا الأولوية قبل كل شيء لإنقاذ أرواح البشر، فلا يجوز أن يموت أحد وهو يحاول عبور الحدود، ومع ذلك غرق ما يقرب من 7,000 شخص في البحر المتوسط وحده في السنتين اللتين انقضتا منذ أول حادثة غرق سفينة تحمل عددًا كبيرًا من المهاجرين في أكتوبر 2013.

 

الكاتب والباحث السوري ميسرة بكور تحدث عن أنَّ اللاجئين السوريين أزمتهم أخلاقية إنسانية وليس فقط سياسية.

 

وقال في حديثٍ لـ"مصر العربية"، إنَّه لا يمكن توقع أي دور ممكن للجامعة العربية لدعم قضية اللاجئين، وقال: "رئيس الجامعة العربية ليس مؤيدًا لثورات الربيع العربي".

 

الأمم المتحدة هي الأخرى عليها علامات استفهام بما يتعلق بموقفها وتحركها إزاء اللاجئين السوريين كما يقول بكور الذي أشار إلى أنَّها أعلنت عدم استطاعتها دخول مناطق اللاجئين.

 

واعتبر أنَّ الدور الأممي المقدم إلى الآن غير مكتمل، بل وصفها بـ"المقصِّرة" تجاه اللاجئين، وشكّك في تعاونها مع الأنظمة المستبدة، لا سيّما نظام بشار الأسد في سوريا، متحدثًا عن أنَّ موظفين بها هم عملاء لبشار، ما يعني أنَّها ليس بإمكانها تقديم مساعدات داخل سوريا.

 

السياسي السوري بشير علاو تحدَّث عن أزمة اللاجئين بالقول: "للأسف هذه أجندة المستبدين والحكام العرب الذين فرض عليهم شكل علاقاتهم بين بعضهم البعض".

 

وأضاف – لـ"مصر العربية" – أنَّ المجتمع العربي لا يؤدي أي دور لدعم اللاجئين السوريين، محمِّلًا هنا الجانب الأكبر من المسؤولية على دول الخليج، متابعًا: "هذه الدول ما زالت تسمّي العربي المقيم على أرضها بالأجنبي".

 

هذه السياسة الخليجية يقول "علاو" إنَّها وُضعت في الغرب لزيادة انقسام المجتمع العربي، داعيًّا في هذا الإطار جامعة الدول العربية للعمل على وحدة الصف، وبناء الكوادر معتمدةً على الإنسان العربي والمحافظة عليهم.

 

علاو – وهو مؤسس حزب البناء والعدالة الوطني -‏ اعتبر أنَّ العمل الإغاثي هو جديد داخل المجتمعات العربية، داعيًّا دول الخليج إلى التحلي بمسؤولياتها في دعم اللاجئين على النحو المطلوب.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى