الرئيس الإيراني يخرج عن صمته.. روحاني يعلق على الاحتجاج ويهاجم ترامب

[real_title] اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد، أن الإيرانيين لهم الحق في الاحتجاج وانتقاد الحكومة، محذّراً في الوقت نفسه المتظاهرين من أي أعمال عنف، وأشار إلى إنه ليس من حق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعبير عن تعاطفه مع الشعب الإيراني بعدما نعته بالإرهاب.

 

 

وقال روحاني خلال جلسة لمجلس الوزراء، :" النقد شيء، والعنف وتدمير الممتلكات شيء آخر، الأجهزة الحكومية ينبغي أن تؤمِّن مساحة للنقد والاحتجاج المشروع".

 

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن روحاني قوله أيضاً لحكومته، إن "الإيرانيين يتفهَّمون الموقف الحسَّاس لإيران والمنطقة، وسيتصرَّفون على أساس مصالحهم الوطنية".
وأوضح روحاني: "ينبغي أن يكون واضحا للجميع أن شعبنا حر ومن حقه وفقا للدستور وحقوق المواطنة، الانتقاد بل وحتى الاحتجاج، ولكن ينبغي علينا في نفس الوقت أن نعلم أن طريقة الانتقاد والاحتجاج يجب أن تقود في النهاية إلى تحسين أوضاع البلاد ومعيشة الشعب".

 

وأكد روحاني أن تسوية بعض القضايا لم تكن بالأمر الهين وتحتاج إلى وقت، مشددا على أن كلا من الحكومة والشعب عليهما أن يضعا يدهما بيد الآخر لتجاوز هذه المشاكل.

 

وأضاف روحاني: "نؤمن بأن الحكومة والبلاد هما ملك للشعب وعلى الشعب أن يبين ما يريد على أحسن وجه".
وأكد روحاني مع ذلك أن الانتقاد يختلف بشكل كامل عن العنف وتدمير الممتلكات العامة، وقال: "نحن في نفس الوقت نرحب بالانتقاد وعلى الأجهزة المسئولة في البلاد تمهيد الأرضية للانتقاد والاحتجاج القانوني للشعب بل وحتى السماح بالتظاهرات والتجمعات القانونية فهذا حق الشعب ولكن لا ينبغي في نفس الوقت أن نسمح للأجواء بأن تثير القلق لدى محبي الثورة والشعب خوفا على حياتهم وأمنهم".

 

مهاجمة ترامب

ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي حول الاحتجاجات في إيران، ندَّد روحاني بما قاله دونالد ترامب، وقال إنه "لا يحق للرئيس الأمريكي التعاطف مع المحتجِّين الإيرانيين، بعدما وصف قبل بضعة أشهر الأمة الإيرانية بأنها إرهابية".

 

وأضاف: "هذا الرجل الذي يقف بكلّيته ضد الأمة الإيرانية لا يحق له أن يُشفق على شعب إيران".

 

واعتبر الرئيس الإيراني أن ترامب "بادر منذ اليوم الأول من تسلمه الرئاسة باتخاذ إجراءات ضد الشعب الإيراني ووضع عراقيل أمام تردد الرعايا الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، ويخلق مشاكل في منح تأشيرات الدخول والقضايا المالية والمصرفية للشعب الإيراني"، مؤكدا أنه "يعمل يوميا وباستمرار ضد الشعب الإيراني ولا يمكنه أن يكون حريصا عليه".

وأمس السبت، قال ترامب، إن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمرَّ إلى الأبد، وسيأتي يومٌ يواجه فيه الشعب الإيراني خياراته"، مضيفاً في تغريدة له على "تويتر" أن "العالم بأسره يدرك أن شعب إيران الطيب يريد التغيير".

 

وأشار إلى أن "أكثر ما يخشاه القادة الإيرانيون، فضلاً عن القوة العسكرية الكاسحة للولايات المتحدة، هو الشعب".

 

وقال ترامب في تغريدة أخرى، إن العالم يراقب ما يحدث في إيران من قمع واعتداء على المتظاهرين، مرفقاً التغريدة بوسم (هاشتاغ) "#IranProtests" (احتجاجات إيران).

وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي -في بيان- إن بلادها تدعم التظاهرات السلمية للإيرانيين، وتعرب عن أملها في إرساء الحرية وحقوق الإنسان في إيران.

 

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه يراقب الأحداث في إيران باهتمام، وأضاف في تغريدة على تويتر: "لا بد من حصول المواطنين على حقهم في التظاهر سلميا".

 

"الدول العربية ترقص فرحا"

كما أشار روحاني إلى أن "بعض الدول العربية في المنطقة والتي لم تكن لها علاقة جيدة مع الشعب الإيراني أخذت ترقص فرحا هذه الأيام"، معتبرا أن "دولة أو دولتين عربيين في المنطقة عملتا طيلة السنوات الماضية ضد الشعب الإيراني.. ولا يمكن أن تكونا حريصتين على الشعب الإيراني".

 

وأضاف في هذا السياق: "علينا أن ندرك هل هذا الأسلوب من الاحتجاج يخدم الشعب الإيراني، أم يخدم الآخرين".

 

وتابع روحاني: "من الضروري ألا نسمح للأعداء باستغلال الظروف التي تعيشها البلاد".

 

"الشعب يريد اجتثاث الفساد"

وفي تطرقه إلى مطالب الاحتجاجات، أشار روحاني إلى أن "الشعب الإيراني يريد الشفافية واجتثاث الفساد إلى جانب حل المشاكل الاقتصادية"، مشددا على أن "المسؤولين الحكوميين عليهم أن يعرضوا المشاكل على الشعب من دون توقف".

 

وأشار إلى أن الشعب الإيراني يقرر دوما حسب مصالحه القومية، معتبرا أن الحكومة والشعب سوف يحلان المشاكل سوية.

 

وأوضح روحاني أن الإيرانيين يطالبون "بمحاربة الفساد بشكل أكثر جدية"، لافتا إلى أنه يجب على التلفزيون في البلاد أن "يستمع إلى صوت جميع أفراد الشعب ولجميع التيارات".

 

واعتبر روحاني أن جميع المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية تشير إلى أن أوضاع البلاد، من بينها الشؤون الصحية والاستقرار الاقتصادي وظروف القرى، أفضل مما كانت عليه قبل 4 سنوات.

 

وقال: "نتمتع اليوم بظروف أفضل من حيث العقوبات وتأثيرها في الأمن والاستقرار الإقليمي مقارنة بالسابق".

واعترف روحاني مع ذلك بأن الشعب الإيراني يعاني من مشاكل اقتصادية ينبغي أن تحل، داعيا إلى "الهدوء والوحدة الوطنية" و"بذل الجهود إلى جانب الحكومة لحل المشاكل التي تعاني منها البلاد".

 

وأشار روحاني إلى أن "جذور بعض المشاكل الاقتصادية تعود إلى الأعوام الماضية وبعضها الوقت الراهن".

 

وقال الرئيس الإيراني "ليس دقيقا القول إن احتجاجات الشعب موجهة ضد الحكومة مثلما يروجه التلفزيون... من الضروري ألا يؤدي الاحتجاج إلى الإخلال بالعمل والاستثمار في البلاد لأن ذلك يفرح الأعداء".

 

"سيدفعون الثمن"

وفي وقت سابق، الأحد، حذَّرت السلطات الإيرانية المتظاهرين بأنهم "سيدفعون الثمن"، وذلك غداة تظاهرات ضد السلطة قُتل خلالها شخصان، وتم توقيف العشرات، بينما تعرَّضت مبانٍ حكومية لهجمات.

 

فيما قال الإيرانيون الذين يحتجون على الحكومة إنهم "مستعدون لدفع الثمن"، لما يبدو أنه أكبر تحدٍّ سياسي داخلي للنظام الإيراني، منذ أن سحقت قوات الأمن احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

  

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي آلاف الأشخاص يتظاهرون في العديد من مدن البلاد ليلاً، لكن التعتيم الإعلامي شبه الكامل من قبل وكالات الأنباء الرسمية يجعل من الصعب التحقق من مصداقية هذه التسجيلات.

وانطلقت التظاهرات الخميس في مشهد ثانية أكبر مدن إيران، قبل أن تنتشر وتطال عدة مدن أخرى. وتركزت الاحتجاجات على التضخم والبطالة، لكن بعض المتظاهرين عبروا عن غضبهم من تركيز السلطات على الوضع في سوريا وملفات إقليمية أخرى بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد ، وسرعان ما عمت التظاهرات البلاد وصارت ترفع شعارات ضد السلطات الإيرانية.

ومساء الأحد كان المئات يتظاهرون في طهران وفي مدينة خورماباد في الغرب، وأظهرت بعض المقاطع المصوّرة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مناطق أخرى من البلاد يهتفون "الموت للديكتاتور".

 

وأعلن نائب محافظ طهران، علي أصغر ناصر بخت، أن السلطات الإيرانية أوقفت بالعاصمة طهران   السبت، نحو 200 من المتظاهرين المحتجين على غلاء المعيشة.

 

وتعد هذه التظاهرات هي الأكبر منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009.

 

ووجّهت تهديدات "الموت إلى خامنئي"، التي دعت إلى زوال المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي، في العديد من المظاهرات. وأظهرت أشرطة الفيديو التي نشرت على وسائل الإعلام الاجتماعية من طهران، ومدينة واحدة على الأقل أخرى- أبهار، في مقاطعة زنجان، المتظاهرين ينزلون لافتاتٍ وصوراً له. ومثل هذه الهتافات وأعمال المقاومة لم يسبق لها مثيل في بلد يتمتع فيه المرشد الأعلى بسلطة نهائية، ويعد نقده من المحرمات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى