فلسطين تطرق أبوب روسيا والصين على أمل إيجاد راع نزيه للسلام   

[real_title]  بدأت القيادة الفلسطينية بإجراءات عملية لسحب البساط من تحت واشنطن، وتجريدها من الانفراد الذي تتمتع به في إدارة عملية السلام ، للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مستفيدة من حالة العزلة الدولية التي واجهت القرار الأمريكي.
 

فبالتزامن مع الحراك العربي والإسلامي في المحافل الدولية، يقوم المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس بجولة دولية مهمة، لكل من الصين وروسيا لإيجاد راع نزيه لعملية السلام .
 

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن وفدين فلسطينيين توجها إلى كل من روسيا والصين "يحملان رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس مفادها إيجاد رعاية دولية لعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية"، مؤكداً أنه لن يكون هناك منذ الآن رعاية أمريكية لعملية السلام.
 

وأوضح مجدلاني أن نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني سيترأس الوفد الفلسطيني إلى روسيا، فيما يترأس أحمد مجدلاني الوفد المتجه إلى الصين ، بحسب"سبوتنيك" الروسية .
 

وأشار مجدلاني إلى أن الوفدان سيعقدان لقاءات مع مسئولين في روسيا والصين بهدف إيجاد مشرف نزيه على عملية السلام بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية". 


واشنطن خارج إدارة السلام
خطوات واشنطن التصعيدية قد تزيد من إصرار القيادة الفلسطينية على مواقفها المعارضة للقرار الأمريكي، بل قد تجعلها تذهب إلى أبعد من ذلك، فنبيل شعث المتواجد حالياً بموسكو شدد مرة أخرى خلال اجتماعه، الثلاثاء ، بوزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تستمر في إدارة عملية السلام، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، واستخدامها بعد ذلك الفيتو لإسقاط مشروع قرار عربي في مجلس الأمن الدولي يرفض المساس بوضع القدس.

شعث وأثناء اجتماعه الثلاثاء مع سيرجي لافروف، ترك الباب موارباً بعض الشيء، عندما أوضح أن هناك إمكانية لأن تكون واشنطن جزءاً من صيغة جديدة للتسوية في الشرق الأوسط، دون السماح لها بأن تكون المشارك الوحيد في هذه العملية.
 

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس  قد أكد عقب قرار ترمب في السادس من الشهر الجاري، وبعد الفيتو الأمريكي أ، أن الفلسطينيين لم يعودوا يقبلون بأن تكون الولايات المتحدة وسيطاً في عملية التسوية المتوقفة منذ ما يقرب من أربع سنوات. كما أن عباس رفض استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي الذي سيزور مصر وإسرائيل منتصف الشهر المقبل.


دعم روسي
الوزير الروسي أكد لشعث أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم لإعادة الوضع بشأن القدس إلى "مجرى بناء"، مشدداً أن بلاده تؤيد بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس قرارات الأمم المتحدة، وهو ما تطالب به السلطة الفلسطينية.
 

هذا الموقف قد يحمل استجابة مبدئية من روسيا، للعب دور مهم في عملية السلام، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي فلسطيني بأن موسكو أبدت "استجابة حقيقية" لهذا الأمر.

وصرح السكرتير الصحفي للكرملين دميتري بيسكوف بأن تسوية النزاع في الشرق الأوسط لا تحققها روسيا والولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل وفلسطين، مؤكدا على إمكانية الوساطة في هذا الأمر.
 

وشدد بيسكوف في تصريحه، الأربعاء، أيضا على ضرورة تجنب خطوات قد تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة.
 

وقال: "لا تستطيع روسيا ولا الولايات المتحدة تسوية هذا النزاع. وإنما موسكو تساعد في تسوية النزاع عن طريق مواصلة ممارسة سياستها المتتابعة والمعروفة وعن طريق الاتصالات مع كل من إسرائيل وفلسطين وفي إطار المحادثات المتعددة الجوانب القائمة" ، بحسب "وفا" الفلسطينية.
 

وتابع: "من المهم طبعا – وذلك لصالح التسوية في الشرق الأوسط – تجنب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى انشقاق جديد في المجتمع الدولي وتصعيد حدة التوتر بين المشاركين الرئيسيين في تسوية الشرق الأوسط وهما إسرائيل وفلسطين القادرتان على حل هذا النزاع. ولا يمكن لأحد أن يقوم بذلك بدلا عنهما".
 

 وأفاد بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء أية اتصالات خارجية بما في ذلك مع قيادة إسرائيل وفلسطين، قبل نهاية العام الجاري.

 

ويعطي توسع الدور الذي تلعبه روسيا في الشرق الأوسط، والتراجع الملحوظ للدور الأمريكي في المنطقة، خاصة في سوريا، روسيا زخماً قوياً ودافعاً لتدخل ملفاً مركزياً مهماً من قضايا الشرق الأوسط الرئيسية، وهي القضية الفلسطينية.
 

وكانت روسيا انتقدت الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار الذي يدعو لرفض قرار ترامب بشأن القدس، كما انتقدت قرار ترامب نفسه.


الموقف الصيني

أما الوجهة الثانية لمستشاري عباس بعد موسكو فستكون إلى الصين، وتحمل نفس الهدف وتسعى لتغذية الفكرة بإدخال فاعلين دوليين آخرين لعملية السلام.
 

وأكد مستشار عباس أن الصين أعلنت استعدادها للمشاركة في عملية السلام، مشيراً إلى أنها تقف إلى جانب الحقوق الفلسطينية.
 

موقف بكين الذي أبدته حول قرار ترامب يصب في مصلحة المواقف الفلسطينية، فقد أكدت أن حسم قضية وضع مدينة القدس، يجب أن يتم عبر الحوار وفق ما أجمع عليه المجتمع الدولي، مجددة دعمها لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

وعلى الرغم من غياب الصين عن الساحة في الشرق الأوسط، إلا أن لجوء السلطة الفلسطينية لها يُذكّر بمبادرتها التي قامت بها عام 2013، وقدمت رؤية من 4 نقاط لتسوية القضية الفلسطينية، تتركز حول قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بخيار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتباره الطريق الوحيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى السلام والاستقرار في المنطقة.


العلاقة مع إسرائيل
تبدو هذه المواقف الصادرة من روسيا والصين داعمة للموقف الفلسطيني، لكن هذا الأمر لا يخفي عمق العلاقة التي تربط إسرائيل بروسيا والصين على حد سواء.
 

فالتنسيق الأمني والعسكري بين تل أبيب وموسكو كان واضحاً في الأزمة السورية، كما أن العلاقة الحميمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت حاضرة أيضاً.

أما بالنسبة للصين، فالزيارة التي قام بها نتنياهو مطلع العام الجاري، تعكس عمق وتاريخ العلاقة بين البلدين، فقد وصفتها تل أبيب بالتاريخية، وقام نتنياهو خلالها بإحياء الذكرى الـ25 للعلاقات الدبلوماسية بين بكين وتل أبيب.
 

كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الصين هي أكبر شريك تجاري لإسرائيل في آسيا، وثالث أكبر شريك لها على مستوى العالم، بحجم تبادل تجاري يصل إلى 11 مليار دولار ، بحسب" هاف بوست عربي".
 

هذه التشابكات الاقتصادية والعسكرية ربما تضعف بعض الشيء من قدرة كل من الصين وروسيا، للعب دور فاعل كوسيط لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 

كما سيظل هناك تحد آخر يرتبط بمدى قبول تل أبيب بدخول وسطاء جدد للتعامل مع الملف الفلسطيني، ومدى استعدادها للتخلي عن أمريكا حليفتها التاريخية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى