قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. «هل يفتح أبواب جهنم على الغرب»؟

قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. «هل يفتح أبواب جهنم على الغرب»؟
قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. «هل يفتح أبواب جهنم على الغرب»؟

نشجب ونحذر و«خط أحمر» و«سيفتح أبواب جهنم على الغرب».. بهذه العبارات ندد مسؤولو الدول العربية والإسلامية، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتظر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

 

يأتي ذلك بعد حديث مسؤولين أمريكيين، الجمعة الماضية، عن أن الرئيس ترامب، يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب يلقيه، الأربعاء 6 ديسمبر، حسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

 

واحتلت إسرائيل، مدينة القدس الشرقية في العام 1967، وأعلنت لاحقًا ضمها إلى القدس الغربية، معتبرة إياها "عاصمة موحدة وأبدية" لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

 

ويتمسك الفلسطينيون بمدينة القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة.

 

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل 2014، إثر رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وقبول حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وأقرّ الكونجرس الأمريكي في عام 1995 قانونًا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

 

وعلى الرغم من أن قرار الكونجرس ملزم، لكنه يتضمن بندًا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي".

 

وقام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنوًيا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله الرئيس دونالد ترامب في يونيو الماضي.

 

وأفادت تقارير بأن ترامب سيغير موقف الولايات المتحدة من القدس هذا الأسبوع، وقد تجاوز أمس مهلة إصدار قرار بتأجيل نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، مثلما وعد في حملته الانتخابية.

 

 

الأزهر:

حذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من اتجاه بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى مدينة القدس، وسط تحذيرات من خطورة اتخاذ الإدارة الأمريكية لقرار "مرتقب" بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

 

وقال الطيب خلال استقباله توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الثلاثاء: "لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستُفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق".

 

وحذر الطيب من أن الإقدام على هذه الخطوة سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.

 

الجامعة العربية:

حذرت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، من العبث بمصير مدينة القدس المحتلة، وتأثير ذلك على تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية في المنطقة.

 

 

جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، خلال اجتماع طارىء على مستوى المندوبين لصياغة موقف عربي "استباقي" قبيل صدور قرار أمريكي محتمل بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

 

 

وقال أبو الغيط إن الاجتماع يأتي في ظرف بالغ الدقة يُحتم اتخاذ مواقف واضحة لا لبس فيها، في ضوء تواتر الأنباء بشأن اعتزام الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس كعاصمة لها.

 

 

وأضاف أن "العبث بمصير مدينة القدس، لما لها من مكانة في قلب كل العرب، سيؤثر على تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية في المنطقة، ومستقبل مفاوضات السلام".

 

 

وتابع أن الاجتماع الطارىء يستهدف توجيه رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن "إقدامها على اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعات تتناسب ومدى خطورته".

 

 

وأكد أبو الغيط أن قراراً مثل هذا سيكون من شأنه القضاء على الدور الأمريكي كوسيط موثوق لإحياء عملية سياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 

 

قمة عربية طارئة:

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الثلاثاء، إن القيادة الفلسطينية تدرس المطالبة "بعقد قمة عربية طارئة وعاجلة"، إذا ما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو قررت نقل سفارتها إليها.

 

وأضاف في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن خطورة مثل هذه الخطوة يتطلب "تحمل الجميع مسؤولياته، تجاه أي مساس بالقدس عاصمة دولة فلسطين".

يعقدّ الوضع:

من جانبه، بحث الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، "القرار المزمع اتخاذه بشأن نقل سفارة واشنطن إلى القدس"، مؤكدا أنه "يعقد" الوضع بالمنطقة.

وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، بحثا خلاله "القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس".

وأكد السيسي على "الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة".

كما أكد على "ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط".

 

إعلان حرب:

أما الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، الأمين عبد الرازق، فحذر من أن "اتجاه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة يعتبر بمثابة إعلان حرب سيحول المنطقة إلى جحيم".

 

ونقلت وسائل إعلام أمريكية، بينها وكالة "أسوشيتيد برس" للأنباء، عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم أن ترامب يعتزم "الاعتراف" بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب غداً الأربعاء، ومن ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

 

وأضاف عبد الرازق، في تصريح صحفي: "هذه مسألة تمس العقيدة الإسلامية، ـويبنبغي علينا الدفاع عنها".

 

وحذر من أن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يجهض جهود تحقيق السلام في فلسطين، ولن نقف مكتوفي الأيدي حيال ذلك".

 

أردوغان:

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأمريكي دونالد ترامب، من مغبة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشددًا على أن القدس "خط أحمر بالنسبة للمسلمين".

 

 

وأضاف الرئيس التركي في كلمة له أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء، أن خطوة اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، قد تؤدي إلى قطع علاقات تركيا الدبلوماسية مع إسرائيل.

 

 

وتابع مشددًا: "أقول للسيد ترامب القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين. في حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات هامة".

 

الإخوان:

دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إلى التضامن الأربعاء 6 ديسمبر، مع مدينة "القدس المحتلة"، إزاء "التوجهات" الأمريكية المحتملة باعتبارها عاصمة لإسرائيل.

 

 

وقالت الجماعة في بيان، إنها "تدعو جماهير الأمة الإسلامية والعربية وأحرار العالم إلى التعبير، الأربعاء القادم، عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعم حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

 

 

وثمنت الإخوان "اتفاق حركتي فتح وحماس على التحرك المشترك لتقوية البيت الفلسطيني في مواجهة تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول اعتزام الرئيس دونالد ترامب إعلان قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة".

 

كما اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعادي العالم إرضاءً لإسرائيل، عبر نيتها نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

 

وقال المراقب العام للجماعة عبد الحميد الذنيبات: "القدس محتلة سواءً نقلوا السفارة أم لم يفعلوا ذلك، واحتلالها من حيث المبدأ هو اعتداء صارخ على كل عربي ومسلم في هذا الكون".

 

وتابع الذنيبات بقوله إن "مواقف الإدارة الأمريكية منذ البداية عدائية بالنسبة لكل المسلمين واعتداء على حقوقهم ودعم للكيان الإسرائيلي الغاصب في كل المجالات وليس فقط في موضوع السفارة".

 

وأوضح في تصريح صحفي، أن "الإدارة الأمريكية عندما تتخذ مثل هذا القرار ستزيد من عدائيتها الموجودة أصلاً على كل المسلمين في العالم، وتضحي بمصالحها في الدول الإسلامية إرضاء للكيان الصهيوني".

 

وحذّر الذنيبات الإدارة الأمريكية من الإقدام على مثل هذه الخطوة التي سيكون لها مردود على كل الشعوب الحية المسلمة وغير المسلمة.

 

ودعا كل المسلمين لإظهار غضبهم وشجبهم لهذا القرار، مناشداً زعماء المسلمين لاتخاذ موقف يسجله التاريخ ونصرتهم للقدس.

 

المنطقة لا تحتمل:

من جانبه، حذر إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، من أن "المنطقة لا تحتمل تداعيات المساس بالقدس، عبر نقل الولايات المتحدة المحتمل لسفارتها من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل".

 

وأضاف يسري، في تصريح صحفي، أن "الرفض التركي والسعودي والمصري سيمثل عامل ضغط لمنع صدور مثل هذا القرار، الذي من شأنه تأجيج المنطقة، التي تعج بظروف غير مواتية".

 

وعوّل المفكر المصري، كمال حبيب على ضغوط تركية سعودية عربية في تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

وقال "حبيب"، في تصريح صحفي، إنه يتوقع تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نقل سفارة دولته من تل أبيب إلى القدس، بسبب ضغوط عربية وإسلامية.

 

وأضاف: "سيكون هناك دور سعودي قوي وتركي، وضغط من الجامعة العربية، على ترامب، كما ستحذّره المؤسسات الأمريكية الأكثر دراية بالوضع العربي".

 

وحذّر حبيب من خطورة اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلًا: "القرار سيشعل بركان غضب من قبل الشعوب العربية، وسيزيد معدلات العنف بالمنطقة".

 

وتابع: "إذا تبنت أمريكا هذا القرار، سيخلق هذا جيلًا ثالثًا من الإرهابيين الأكثر عنفًا ودموية، بعد أن خلقت حرب العراق وسوريا جيلين سابقين".

 

وأوضح حبيب أن "المساس بالهوية العربية والإحساس بالظلم يدفع بعض الجماعات لممارسة العنف، كما يزيد من غضب الشعوب تجاه رؤسائهم".

 

ودعا المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في مصر عام 2018، محمد أنور السادات، الثلاثاء، إلى حراك عربي وإسلامي للتمسك بالقدس المحتلة، والحيلولة دون تنفيذ القرار الأمريكي المحتمل بإعلان المدينة الفلسطينية عاصمة لإسرائيل.

 

وشدد نجل شقيق الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات (1970-1981)، في تصريح صحفي، على ضرورة "بلورة موقف عربي وإسلامي موحد للمطالبة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ووقف الاعتداءات على المقدسات في فلسطين".

 

وأعرب السادات عن تطلعه أن تسفر الدوة الـ38 لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي انطلقت اليوم في الكويت، عن نتائج بشأن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها القدس.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى