ترامب يؤجل «قرار القدس المنتظر».. والعرب يعقدون اجتماعًا طارئًا ويحذرون من «فوضى دولية»

 أوضح جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، يوم الأحد، أن ترامب لم يتخذ حتى الآن قرارا بخصوص الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو قرار يتوقع البعض إعلانه يوم الأربعاء ، فيما تعقد الجامعة العربية،  الثلاثاء ، اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين؛ لبحث سبل التصدي للقرار الأمريكي .
 

وذكر كوشنر في مؤتمر سنوي عن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط نظمه معهد بروكنجز للأبحاث في واشنطن: "لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون هو من يبلغكم به وليس أنا".

 

وظهر كوشنير (36 عاما) وهو رئيس فريق عمل صغير متماسك في البيت الابيض، في إطلالة علنية نادرة مؤكدا تفاؤله إزاء محاولات تحقيق السلام.
 

وقال كوشنير في منتدى حاييم صبان "الرئيس سيتخذ قراره" دون ان ينفي تقارير بأن ترامب سيعلن القدس عاصمة لإسرائيل الاربعاء.

ويتعين على ترامب ان يتخذ الاثنين قرارا بشأن التوقيع على أمر تأجيل من شأنه إرجاء خطط نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس ستة اشهر اخرى.
 

وقال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية يوم الجمعة، إن من المرجح أن يصدر ترامب الإعلان المثير للجدل في خطاب يلقيه يوم الأربعاء. والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سينهي سياسة أمريكية مستمرة منذ عقود وربما يؤجج التوترات في الشرق الأوسط.
 

والإعلان المزمع لترامب، والذي سيحيد به عن الرؤساء السابقين الذين أصروا على أن وضع القدس يجب أن يتحدد من خلال المفاوضات، انتقادات من السلطة الفلسطينية ومن المؤكد أن يثير الغضب في أرجاء العالم العربي.
 

وجميع الرؤساء الامريكيين منذ قرار الكونجرس الأمريكي الصادر عام 1995 حول نقل سفارة البلاد من تل أبيب إلى القدس، وقعوا على أمر التأجيل، بعد ان توصلوا الى ان الوقت لم ينضج لمثل تلك الخطوة .
 

وكان ترامب قد وعد ، خلال حملته الانتخابية نهاية 2016، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر"مرتبط فقط بالتوقيت".
 

ومطلع يونيو الماضي، وقع ترامب، الذي تولى السلطة في 20 يناير الماضي، مذكرة بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمدة 6 أشهر.
 

وتمتلك إدارة ترامب حتى، اليوم الإثنين، حق التوقيع على مذكرة لتمديد تأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر، وهو إجراء دأب عليه الرؤساء الأمريكيون منذ إقرار الكونجرس، عام 1995، قانوناً بنقل السفارة إلى القدس.

واحتلت إسرائيل مدينة القدس الشرقية في العام 1967، وأعلنت لاحقًا ضمها إلى القدس الغربية، معتبرة إياها "عاصمة موحدة وأبدية" لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
 

ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لاسرائيل ولا بضمها اثر حرب 1967 وتوجد مقار السفارات الاجنبية في اسرائيل في تل ابيب.
 

ويطالب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية المحتلة التي تضم المسجد الأقصى وأماكن أخرى مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، عاصمة لدولتهم عاصمة لدولتهم المرتقبة ، بينما تصر إسرائيل على أن القدس بأكملها عاصمة أبدية لها.
 

اجتماع عربي طارىء
ومن جانبها، تعقد الجامعة العربية، الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين؛ لبحث سبل التصدي لقرار ترامب الذي يمس بمكانة مدينة القدس.
 

وقال حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، في تصريحات صحفية، إنه "تقرر عقد اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين الثلاثاء بناءً على طلب فلسطين لبحث التطورات التي تمس بمكانة القدس".

وكانت مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية طلبت في مذكرة قدمتها للأمانة العامة للجامعة، الأحد، ضرورة عقد اجتماع طارئ لمناقشة ملف مدينة القدس.
 

ووفقا للنظام الداخلي لمجلس الجامعة العربية فإنه يتطلب الموافقة على عقد اجتماع طارئ للمجلس، طلب دولة عضو بالجامعة وموافقة دولتين من بين الدول الـ22 الأعضاء.

 

"يغذي التطرف والعنف" 
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الأحد أن اتخاذ  ترامب قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعزز التطرف والعنف ولا يخدم عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
 

وقال أحمد أبو الغيط في تصريحات للصحفيين عقب وصوله إلى القاهرة عائداً من روما "من المؤسف أن يصر البعض على محاولة انجاز هذه الخطوة دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة على استقرار الشرق الأوسط وكذلك في العالم ككل".
 

وأشار الأمين العام إلى وجود اتصالات مع الحكومة الفلسطينية ومع الدول العربية لتنسيق الموقف العربي إزاء أي تطور في هذا الشأن.
 

وقال أبو الغيط "اليوم نقول بكل وضوح أن الاقدام علي مثل هذا التصرف ليس له ما يبرره، ولن يخدم السلام أو الاستقرار بل سيغذي التطرف واللجوء للعنف".


واضاف ان هذه الخطوة "تفيد طرفاً واحداً فقط هو الحكومة الاسرائيلية المعادية للسلام".

 

" الفوضى الدولية"
من المتوقع أن يؤجج ذلك الغضب بين الفلسطينيين وفي العالم العربي وقد يعرقل مساعي كوشنير لإحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المجمدة.
 

ويبذل الفلسطينيون مساع دبلوماسية لحشد  التأييد الإقليمي والدولي في مواجهة مثل هذا القرار في حين حذرت حركة حماس من "انتفاضة"جديدة.
 

وحذر صائب عريقات امين سر منظمة التحرير الفلسطينية من ان اي تغيير في الموقف الامريكي حيال القدس سيجر الويلات على المنطقة.
 

وقال "إذا كانت الولايات المتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط، واذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفاً حاسما فهي تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي كما نعرفه اليوم وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها".
 

ولكن بدا كوشنير متفائلا عندما خاطب جمهوراً متعاطفا خلال الاجتماع السنوي للمشرعين الاسرائيليين والامريكيين نظمه رجل الاعمال صبان.
 

يعمل كوشنير، القطب العقاري الذي بات مستشارا للرئيس، من كثب مع المسؤولين الإسرائيليين وقام ببناء جسور مع ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
 

وهو يرى ان هناك فرصة للسلام إذا تقاربت الدول السنية في المنطقة مع إسرائيل في مواجهة إيران التي تعتبرها تهديدا لها.
 

ويتفق معه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو الذي يأمل في تحسين العلاقات مع الدول العربية قبل توقيع اتفاق مع الفلسطينيين.
 

لكن كوشنير، وانسجاما مع مواقف مسؤولي الادارات الامريكية السابقة، يرى ان الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني يجب ان يحدث قبل اي اصطفاف مهم.
 

وقال كوشنير "عليكم ان تركزوا على حل القضية الكبرى. إن الحركة الديناميكية الاقليمية تلعب دوراً كبيراً فيما نعتبره فرصا، لأن عددا كبيرا من هذه البلدان تسعى الى فرص اقتصادية والسلام لشعوبها" ، بحسب " أ ف ب".
 

واضاف "إنها تنظر إلى التهديدات الإقليمية واعتقد أنها ترى في إسرائيل، عدوتها التقليدية، حليفاً طبيعياً بعد ان كانت تعتبرها عدوا قبل عشرين عاما".
 

وتابع "لديكم اعداد كبيرة من الناس الذين يريدون أن يضعوا كل هذه الأمور معا، ولكن يجب الانتهاء من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى يمكن لهذا أن يحدث".
 

مصر تطالب واشنطن بالتروّي
وفي اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، بحثا خلاله "تطورات الأوضاع الإقليمية على خلفية ما تردد إعلامياً بشأن احتمالات إعلان الولايات المتحدة الأميركية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".
 

ووفق بيان للخارجية المصرية، تناول شكري "التعقيدات المرتبطة باتخاذ الولايات المتحدة الأميركية مثل هذا القرار، وتأثيراته السلبية المُحتملة على الجهود الأميركية لاستئناف عملية السلام".
 

وأشار الوزير المصري، إلى أن "مكانة مدينة القدس القانونية ووضعها الديني والتاريخي تفرض ضرورة توخي الحرص والتروي في التعامل مع هذا الملف الحساس المرتبط بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني على مر العصور، ومكانة القدس لدى الشعوب العربية والإسلامية" ، بحسب " الأناضول".
 

وأعرب شكري عن "تطلع مصر لأن يتم التعامل مع الموضوع بالحكمة المطلوبة، وتجنب اتخاذ قرارات من شأنها أن تؤجج مشاعر التوتر في المنطقة".
 

وأكد أن "مصر ستظل دائما شريكاً يمكن الاعتماد عليه بفاعلية في بناء الثقة وتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى السلام العادل والشامل".
 

ولم يشر البيان المصري إلى الرد الأميركي ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من واشنطن بشأنه.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى