«ناشونال إنترست»: سلمان وولده في السعودية.. عندما ينقلب الملك على نفسه 

قال جيرالد أف هيمان، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدُّولية والمسئول السابق في وكالة التنمية الأمريكية، في مقال له بـ"ناشونال إنترست " ( المصلحة الوطنية) الأمريكية إن ما سمّاه بـ"الانقلاب الذاتي" بالسعودية لا يمثل فقط حملة تطهير أو تجميع للسلطة بيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، بل تغييرلـ "دستور" السعودية الذي يمثل أساسها للسياسة والحكم.
 

وأضاف هيمان :" لقد انقلب الملك على نفسه من دون أن تلعب القوى الأمنية دورا" ،مضيفا:" بلا شك نظام الحكم القديم والجديد ديكتاتوريان إلا أن ما تغير هو آلية الحكم في كل منهما- على الأقل في الوقت الحالي" بحسب قوله.

وأوضح :"بدأت الأحداث عندما قام الملك سلمان بعزل ولي العهد الأمير محمد بن نايف وتعيين ابنه الأمير محمد مكانه، فهناك آلية حكمت عملية السلطة في السعودية منذ وفاة الملك عبدالعزيز حيث تم تداول السلطة عبر نظام التوافق بين أبنائه بطرق ظلت سرية" نقلا عن صحيفة "القدس العربي".
 

 وتابع هيمان:" مهما حصل الخاسرون في عملية التغيير الأخيرة من تعويضات فإن هناك قبولا على ما يبدو لما حصل. ولو نجحت عملية التغيير ووصل ابن سلمان للعرش فستتغير آلية الحكم من الأبناء إلى الأحفاد. ومع أن أبناء عبدالعزيز لا يزالون على قيد الحياة، إلا أن أعمارهم متقدمة ومن سيعيش منهم قد لا يتولى العرش، والملك الحالي هو في سن الثمانين أو فوق".
 

ويعتقد الكاتب أن استبدال ابن نايف المفاجئ بابن سلمان أدى لتسريع الساعة البيولوجية وكان صعود ابن سلمان أول ضربة للانقلاب. قائلا:"الملوك في السعودية وإن كانوا قادة ملكيات مطلقة إلا أنه لم تجر أي محاولة منهم لتخريب العملية الدستورية. فابن سلمان الذي تولى وزارة الدفاع عام 2015 مضى بمباركة من والده بتعزيز سلطاته وتوسيعها، أولاً من خلال رؤية 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد وخصخصة مؤسسات الدولة خاصة أرامكو والسماح بحرية أكثر للمرأة وإدخال السعودية في الاقتصاد العالمي. وورط السعودية".

 

"ثانياً في حرب أهلية في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران. وتحرك ثالثاً مع الإمارات العربية المتحدة ضد دولة قطر وفرض عليها حصاراً. وقام في الخطوة الرابعة بإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة من منصبه بشكل هدد بتخريب التوازن الحساس للسياسة الطائفية في لبنان. وقام في الخطوة الخامسة بعزل الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني، المؤسسة الموكلة بحماية العائلة ومنشآت البلاد الحيوية. وكان هذا تحذيراً، ففي الأنظمة الشمولية يعد الحرس الملِكي مهماً لأمن الشخصيات المهمة. وتغيير رئيسه وتعيين شخص محله موال يظهر خوفاً من المؤسسة".
 

حصار قطر والنتائج العكسية
وتابع الكاتب:" وفي المرحلة الأخيرة قام بسلسلة اعتقالات للأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين بتهم الفساد. وأيا تكن طبيعة الاتهامات فإن عملية التطهير تشبه ما يجري في الانقلابات التقليدية عندما يتم اعتقال رموز النظام القديم ومحاكمتهم واتهامهم والتخلص منهم.  وبالتأكيد فقد عين الملك سلمان ابنه لكي يترأس الهيئة الجديدة لمكافحة الفساد ومنحه سلطات الاعتقال وتجميد الأموال ومصادرتها ومنع من يتهم بالفساد من السفر".
 

 ويرى الكاتب "أن هذه الخطوات ستترك آثارها العكسية في الملك وابنه، فاستثمارات الملك سلمان الـ 10 مليارات في منطقة الملك عبدالله المالية كانت مخيبة. ويرى الكاتب أن رؤية 2030  بما تحمله من عودة للإسلام المعتدل وتغيير العادات والتقاليد والتعددية ستؤدي لإلغاء التحالف الذي وقعه عبدالعزيز مع الوهابيين مقابل دعمهم لحكم آل سعود".

"كما أن رؤية 2030 ستؤدي إلى تغيير جذري في القاعدة الاجتماعية – الاقتصادية للسعودية بما في ذلك استيراد العمال الأجانب و"لبرلة" القيم الاجتماعية السعودية. ولا ترحب المؤسسة الدينية المحافظة بأي منها. يضاف إلى هذا فالحرب في اليمن أجهدت المؤسسة العسكرية وخزينة الدولة ولا تحقق الكثير. وفي قطر أدى الحصار إلى  عكس ما  قصد منه، فقد توحد الجميع حول الأمير واستطاعت الدولة التحايل على الحصار عبر طرق عدة".
 

هل سترضى بقية العائلة المالكة
وقال :"السؤال الأهم من كل هذا هل سترضى بقية العائلة المالكة بسجن الأمراء وأعضاء المؤسسة وتقبل بالتغييرات التي أحدثها ابن سلمان؟ وإذا كان الجواب نعم؛ فما هي طبيعة الترتيبات الجديدة؟ وهل سيكون الحكم في نسل عائلة واحدة من آل سعود وإن كان هذا ما سيحدث، فما هو أثره في استقرار المملكة؟ وهل ستتحول السعودية إلى دولة مستبدة أكثر تدعمها قوى الأمن معينة بناء على الولاء وتتعامل مع ملك مطلق لا أحد يسائل سلطاته؟".

ويختم مقاله قائلا :" إن السعودية والإمارات العربية المتحدة تعتبران دولتان حيويتان للمصالح الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالمواجهة مع إيران. وقد ذهب ابن سلمان أبعد من الولايات المتحدة في اعتبار لبنان تحت سيطرة حزب الله الكاملة. كما أن قاعدة العديد في قطر تعتبر مركز نشاط الأمريكيين في أفغانستان والعراق والخليج والمشاجرات بين دول مجلس التعاون الخليجي لا تخدم المصالح الأمريكية. وبرغم ذلك فقد غرد الرئيس ترامب مؤيداً خطوات ولي العهد. ولأنه لم يقم بانقلاب على حكومة ديمقراطية فلم يؤد إلى تفعيل العقوبات الأمريكية. ويجب على الرئيس التحكم برغباته المتهورة بالتعبير عن دعمه العلني وترك الأمر لوزير خارجيته كي يقوم بالوساطة.

وبالسياق نفسه على الولايات المتحدة الابتعاد عن الخلافات الداخلية في السعودية والصراع على السلطة. وعلى واشنطن تشجيع خطط الإصلاح وتنويع الاقتصاد ولبرلة المجتمع من دون قيود سياسية. يذكر بعد كل هذا أن الأمير محمد بن نايف كان من أهم الحلفاء للولايات المتحدة ونقطة الاتصال الرئيسية داخل المؤسسة السعودية".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى