بعد يوم من المواجهات الدامية بين صالح والحوثي.. من يسيطر على صنعاء؟

تشير الأحداث الجارية في اليمن بعد المواجهات التي حدثت مؤخراً بين قوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح وجماعة الحوثي إلى وصول شهر العسل بينهما إلى النهاية، بعد سنوات من التعاون ضد الدولة اليمنية تمكنوا خلالها من السيطرة على الكثير من المناطق الحيوية في البلاد.

 

وكانت المواجهات المسلحة قد انفجرت بين شريكي انقلاب اليمن، في الساعات الأولى من صباح السبت، وسط العاصمة اليمنية، وامتدّت إلى مناطق جديدة، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة.

 

وبدأت العلاقة بين صالح والحوثي بحرب ضروس في محافظة صعدة في 2004 خلفت قتلى وجرحى بمقدمتهم مؤسس جماعة الحوثيين حسين الحوثي، وانتهت بتحالف بتشكيل حكومة مشتركة في 2016، قبل أن تتجدد الاشتباكات نهاية نوفمبر الماضي.

 

ومنتصف العام 2014، سيطر الحوثيون بقوة السلاح وبدعم من القوات الموالية لصالح على عدد من المحافظات والمناطق اليمنية بينها العاصمة صنعاء، ما دفع الحكومة الشرعية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، للخروج إلى الرياض، قبل أن تبدأ مواجهة مليشيا الحوثي-صالح عسكرياً، وهي المعارك التي بدأ التحالف الذي تقوده السعودية دعمها عام 2015.


نفوذ الحوثي

 

ومنذ أن تحالف صالح والحوثي كان لكل منهما مناطق النفوذ فقد سيطرت جماعة الحوثي على المناطق الشمالية بين صنعاء وعمران وصعدة، وهذا يسمح لها بالحركة بشكل مستمر ويوفر لها خطوط إمداد بعد أن قمعت القوى والقبائل المحيطة بهذه المناطق.

وفي صنعاء يتمركز الحوثويون في أحياء الحصبة والتلفزيون والجراف والروضة وغيرها من المناطق، ويقع في هذه المناطق وحولها المطار الدولي ومبنى التلفزيون والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووزراة الداخلية.


وتتمركز جماعة الحوثي أيضاً في صنعاء القديمة وهى تقع في قلب العاصمة قرب مجمع وزراة الدفاع، وتعد مدينة صعدة معقل الحوثيين بالإضافة إلى مديريات محافظة عمران والمناطق المحيطة بها.


نفوذ قوات صالح

 

أما نفوذ الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فيتركز في المنطقة الجنوبية من العاصمة صنعاء لاسيما مديريات السبعين والصافية والتحرير وأحياء عدة والطرق المؤدية إلى ذمار وما حولها من منطاق قبلية.

 

وتوجد أيضًا لقوات صالح في جنوب صنعاء معسكرات للحرس الجمهوري إضافة أيضًا إلى وزارة الدفاع ومقر الأمن المركزي، ومقر رئاسة هيئة الأركان، وإدارة التوجيه المعنوي لقوات الرئيس المخلوع.

ولدى قوات صالح قدرة على الحركة في محافظة إب وذمار وريمة والمحويت والحديدة وهى تمثل كتلة شعبية واسعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح.

 

اليمن ينتفض على الحوثي

 

بدوره قال الصحفي اليمني محمود طاهر، إن قرار صالح بالتخلي عن الحوثي من مصلحة البلاد تأخر كثيراً، لكن ربما يكون هذا القرار بداية للخروج من عنق الزجاجة وتحجيم أطراف الصراع.

 

وأضاف في تصريحات لتصريحات لـ"مصر العربية" أن قوات الحرس الجمهوري تسطر أروع الملاحم في العاصمة صنعاء، أعادت روح الثورة الحقيقية للشعب اليمني من أجل الدفاع على بلاده.


وأوضح أن جميع القبائل انتفضت ضد الحوثيين وتدعو اليمنيين لتطهير اليمن ممن ليس لهم عهد ولا ذمة، كما أن قوات هادي تقدمت في مختلف الجبهات.

 

وأشار إلى أن الحوثي دعا المشايخ للوساطة والسعي لايقاف ما أسماه الفتنة، وتعهد القبول بأي حكم يصدره المشايخ، وناشد صالح بوقف ما أسماه بـ(تهور المليشيات).

 

بداية لحل الأزمة

 

فقد صالح منذ الانقلاب الكثير من مراكز نفوذه لحساب الحوثيين على المستويين العسكري والاقتصادي، وحاول الحوثيون استمالة أتباعه نحوهم، لكن المخلوع ظل محافظاً في خطاباته على بيت العنكبوت، رغم التصعيد المتواصل ضده من قبل حلفائه الحوثيين.


ومع حالة التشظي بين الطرفين، بدا برلمان صنعاء، أواخر الشهر الماضي، مرحّباً بأي مبادرة سلام من شأنها إنهاء الصراع في اليمن، كما دعا الصحفي نبيل الصوفي، المقرّب من المخلوع صالح، الحليفين إلى التراجع عن الصراع، والتقاء جميع الفرقاء اليمنيين للتوصل لآلية حكم توافقية.

 

وفي منشور له على صفحته في فيسبوك، أكد الصوفي أن المؤتمر والحوثيين "فشلا في أن يعترف أحدهما بالآخر، وهو احتمال يراه المتابعون أكثر واقعية، حيث سيفضي قرار إنهاء التحالف بين الانقلابيين إلى منح السلام فرصاً أكثر".

 

الوضع الميداني

 

وبعد يوم من المواجهات الدامية بين صالح والحوثي، يلف الغموض التطورات الأمنية الميدانية في العاصمة اليمنية صنعاء.

الناطق باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، قال إن المليشيات أسقطت ما وصفها بـ"مؤامرة كبرى"، كما قال، في حديث لفضائية "المسيرة" التابعة للحوثيين، إن ما قاله صالح في كلمته فيه "كشف للخداع وانقلاب على التحالف والشراكة".

 

وفي تغريدة لاحقة له عبر حسابه بموقع تويتر، نفى عبدالسلام ما تناقلته الأنباء عن تقدم ميداني على حساب الحوثيين، واصفا تلك الأخبار بأنها "وهمية".

 

واعتبر ما يحصل "جولة من جولات دول العدوان مرتبطة به بشكل مباشر وستفشل باْذن الله وبجهود الشعب."

 

من جانبه، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي شكله الحوثيون، صالح الصماد، وأد ما وصفها بـ"الفتنة التي أشعلتها مليشيات خارجة عن النظام والقانون"، معتبرا أن ما تسببت به هذه العناصر "هو أخطر ما تعرضت له الجبهة الداخلية" متوجها بالشكر لمن وصفهم بـ"رجال القبائل الأحرار" وقيادات المؤتمر الشعبي العام الذين "نأوا بأنفسهم عن الانخراط في هذا المخطط" وفقا لتعبيره.

وتقدم المجلس الذي يرأسه صالح علي الصماد، بما قال إنها "فرصة أخيرة للشخصيات الاجتماعية ولجان الوساطة لإقناع الأخوة في قيادة المؤتمر ومن وقف في صفهم بضرورة وقف اعتداءاتهم وتسليم الجناة" حسب قوله.

 

المكتب السياسي للحوثيين أعرب عن عدم استغرابه وتفاجئه بخروج صالح من التحالف، واصفا الرئيس السابق بأنه "ظاهرة صوتية"، مضيفا أنه قد "جر على نفسه خطيئةً هي أخطر ما بدر منه على مر تاريخه."

 

من جانبه، نقل الموقع الرسمي لحزب "المؤتمر الشعبي" التابع لصالح عن مصدر مسؤول في الحزب بمحافظة المحويت شمال غرب صنعاء قوله إن "الجماهير المنتفضة تمكنت من استعادة جميع المنشآت والمباني الحكومية والسيطرة الكاملة على جميع النقاط الأمنية في المحافظة وجميع المديريات من المليشيات الحوثية." وفقا لـ سي إن إن.

 

وأوضح المصدر أن الوضع تحت السيطرة بشكل كامل وأن المواطنين في كل مكان "يُشكلون أطواقا أمنية على مناطقهم في جميع الطرقات الرئيسية لمنع دخول أو خروج أي أطقم أو سيارات حوثية" مشيرا إلى سقوط قتلى خلال معارك للسيطرة على مبنى إدارة أمن المحافظة والمجمع الحكومي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى