صالح والحوثي.. انتهى شهر العسل

 

حالة من الهلع والخوف تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، والمناطق المحيطة بها، بعد تجدد المعارك المشتعلة بين أنصار المخلوع علي عبدالله صالح، وجماعة الحوثي.

 

وتجددت الاشتباكات المسلحة بين حلفاء الانقلاب في اليمن، منذ نحو ساعة أمام اللجنة الدائمة التابعة لحزب المؤتمر الشعبي التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

وبحسب مراسل "مصر العربية" في اليمن، قامت جماعة الحوثي بمهاجمة منزل نجل صالح، "عمار محمد عبدالله صالح"، وكيل جهاز الأمن القومي، إلا أن قوات الحماية تعاملت مع الموقف وصدوا الهجوم.

 

وشهدت الساعات القليلة الماضية موجة عنيفة من المواجهات بين قوات صالح والحوثيين، في شوارع عدة بالعاصمة، خلفت 17 قتيلًا، وعشرات الجرحى.

 

ولم تكن المواجهات الحالية غير متوقعة بين أنصار صالح والحوثيين، واللذين دخلا في تحالف بدا منذ الوهلة الأولى هشًا، إذ أخذ في الآونة الأخيرة وتحديدا في أغسطس الماضي، منعطفًا جديدًا أساسه الفرقة، بعد تبادل الطرفان اتهامات التقصير في عدة ملفات أبرزها البطالة وتزايد الجوع.

 

اندلاع الاشتباكات

 

 

قالت مصادر محلية محلية يمنية إن الاشتباكات اندلعت بين حليفي الانقلاب على إثر محاولة الحوثيين التمركز في جامع الصالح، الذي يقولون إن صالح يقوم بتخزين أسلحة في أنفاق أسفله.

 

وقال حزب صالح إن "المئات من العناصر التابعة للحوثيين مدججين بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والأطقم المسلحة؛ اقتحموا جامع الصالح وأطلقوا قذائف الـ"آر بي جي" والقنابل اليدوية داخل الجامع، وحاصروا أفراد حراساته الاعتيادية التي أدت إلى مقتل 15 شخص حسب أحدث التقديرات".

 

وأضاف أن مسلحي الحوثي انتشروا حول مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة المخلوع صالح وقيادات حزبه ومقراته بصنعاء، وفرضوا حصارا مسلحا أدى إلى اندلاع الاشتباكات وتبادل إطلاق للنار وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

وذكرت ميليشيات الحوثي أنها أسرت عددا من العسكريين الموالين لعلي عبدالله صالح داخل جامع الصالح.

 

وحمّل حزب الرئيس اليمني المخلوع "المؤتمر الشعبي"، شركاءه في الانقلاب من ميليشيات الحوثي؛ مسؤولية ما حدث في العاصمة صنعاء، الأربعاء، من اشتباكات بين الطرفين، واصفا ذلك بأنه "عمل انقلابي" و"تقويض للشراكة بين الطرفين".

 

الانقلاب على الشراكة

 

 

وقالت صحيفة اليمن اليوم التابعة للمخلوع علي عبدالله صالح إن مليشيا الحوثي انقلبت على الشراكة المبرمة بين الطرفين.

 

وأكدت الصحيفة أن مليشيا الحوثي تسعى منذ وقت طويل للسيطرة على جامع الصالح ، في دأبها على الاستحواذ على المساجد وإخضاعها للجماعة.

 

وأشارت اليمن اليوم إلى أن عناصر الجماعة هاجمت المسجد وقصفته بقذائف اربي جي وقنابل يدوية، واقتحامه بخمسمائة مسلح ، وعشرة أطقم، وأضافت أنها هاجمت منزل طارق صالح، وعدد من منازل أسرة صالح وقيادات في حزب المؤتمر.

 

تعبئة الأنصار

 

 

ونشر الرئيس السابق قوات موالية له في المدخل الجنوبي والشرقي لصنعاء، معززة بمسلحين قبليين يدينون بالولاء لصالح.

 

وعلى الجانب الآخر، حشد الحوثيون مقاتليهم في مداخل الأحياء والمربعات الأمنية، التي تخضع لسيطرة صالح لاسيما في الجزء الجنوبي.

 

ودفعت ميليشيات الحوثي بتعزيزات لها من شمال صنعاء إلى أطراف شارع الجزائر والحي السياسي اللذين شهدا اشتباكات عنيفة.

 

ودعت منشورات وزعها قياديون في حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بصنعاء مساء أمس الأربعاء؛ كوادر وأعضاء وأنصار الحزب؛ كل في قريته ومنطقته؛ إلى حمل السلاح والاستعداد لمواجهات ضد جماعة الحوثيين؛ لتخليص البلد من شرورهم ومشروعهم، حسب ما جاء في المنشورات.

 

وقال حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح، في بيان مساء أمس الأربعاء، إن "جماعة الحوثي، تقوم بعمل انقلابي، يقوض الشراكة، ويضعف مؤسسات الدولة".

 

وأضاف البيان، أن "صنعاء، وجدت نفسها اليوم، أمام تحدٍ أمني خطير، أقلق سكانها الآمنين، تمثل في قيام مئات من العناصر التابعين للحوثيين، مدججين بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والأطقم المسلحة، باقتحام جامع الصالح، وأطلقوا قذائف آر بي جي، والقنابل اليدوية، داخل الجامع، وحاصروا أفراد حراساته الاعتيادية، المتواجدة فيه".

 

وذكر البيان أن "تقدم الحوثيون بطلب للسماح لهم باستخدام الأرضية الشرقية لجامع الصالح، لما يعدون له من مهرجان سياسي في ذكرى المولد النبوي، ورغم ما حدث من استفزازات، عقب مهرجان 21 سبتمبر الماضي، فقد تم السماح لهم باستخدام الأرضية المحددة، وتعاملت الحراسة معهم، كما تفعل مع كل مناسبة وفي كل عام".

 

وأفاد، بأن "الاستمرار في الاقتحامات المسلحة، لمؤسسات الدولة ودور العبادة والمحاكم، إلى جانب عدم احترام بنود الشراكة الوطنية بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، والحوثيين وحلفائهم، يعتبر عملاً انقلابيًا، يقوض الشراكة بين الطرفين، ويضعف شرعية مؤسسات الدولة،  بكل سلطاتها الدستورية".

 

وحمل البيان، الحوثيين "كامل المسؤولية، عن كل قطرة دم تسال بين اليمنيين"، محذرًا من "كل التصرفات والممارسات، التي لا تخدم الوحدة الوطنية، وإنما تهدد وحدة الصف الوطني، وتماسك الجبهة الداخلية"، بحسب البيان.

 

توترات سابقة

 

 

وفي أغسطس الماضي، ظهر التوتر بين صالح والحوثي للعلن، حيث اتهم الرئيس اليمني السابق الجماعة بالهيمنة على مفاصل الحكومة والمجلس السياسي، والتسبب في الكثير من الكوارث والأزمات بالمناطق التي تقع تحت سيطرتهما المشتركة، كما اتهمهم بسوء الإدارة وفسادها والتلاعب بأموال البنك المركزي وأزمة الرواتب.

 

فيما يتهم الحوثيون صالح  بالخيانة والغدر بهم، وقال الحوثي في خطاب تلفزيوني، إن حلفاءه في حزب المؤتمر الشعبي العام قاموا بطعن جماعته في الظهر.

 

وأضاف: "هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي.. نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان".

 

ووصف مقاتلون موالون لحركة الحوثي، التي تدير شمال اليمن مع صالح الرئيس السابق بأنه "متربص شرا" وشجبوا وصفه لهم بأنهم "ميليشيا".

 

كما اتهمت وسائل إعلام حوثية حينها الرئيس اليمني السابق بـ"الاتفاق سرا" مع التحالف العربي، بقيادة السعودية، بالانقلاب على الحوثيين، وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة.

 

ورغم تصاعد حدة الأزمة، إلا أنها انتهت بشكل مفاجئ، دون معرفة الطريقة، أو الأطراف التي تدخلت لحل النزاع بين الشركاء.

 

خلافات متكررة

 

 

من جانبه قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء جمال مظلوم إن "الحوثيين وعبد الله صالح يجيدون طي صفحات خلافاتهم سريعًا، وهذه ليست أول مرة للخلافات بينهم، وهم يعلمون جيدًا أنَّ استمرار أي خلاف بينهم سيعجِّل بسقوطهما معًا.

 

وأضاف في تصريحات سابقة لـ "مصر العربية" أنه من الضروري أن يستمر التحالف العربي في الضغط على معسكر الحوثي – صالح بشتى الطرق.

 

وتابع: نتمنى من عبد الله صالح أن يعود إلى رشده، وأعتقد أنَّه يمتلك قوة أكبر من الحوثيين على الأرض، لا سيّما أنَّه يسيطر على الوحدات العسكرية لأنَّها مؤيدة له وهي كانت نسبة كبيرة من الجيش اليمني عندما كان موحدًا تحت سيطرة نظام الدولة.

 

وأكد الخبير الاستراتيجي على أنه لا يجب لـ"معسكر الشرعية" أن يفرح كثيرًا لهذه الخلافات، كونها تتكرر كثيرًا وتتم معالجتها سريعًا، مؤكدًا أنَّ الضحية في نهاية المطاف هو الشعب اليمني الذي أكد أنَّ "تحالف الحوثي – صالح" لا يأبه به، بل هو وقود لهم يتم استغلاله.

 

وتعيد هذه الاشتباكات إلى الأذهان الحرب التي شنها الرئيس المخلوع طوال 6 سنوات على الجماعة الحوثية في منطقة صعدة والتي بررها صالح وقتها بمحاولته إيقاف نهج الجماعة وسياستها الرامية لقلب نظام الحكم الجمهوري، واستبداله بنظام شبيه بالنظام الإيراني الحاكم منذ قيام الثورة.

 

ونقلت روسيا اليوم عن مصدر في حزب المؤتمر الشعبي، القول إن "لجنة عليا من المجلس السياسي الأعلى وعسكريين ومشايخ قبليين يسعون لاحتواء التوتر".

 

وأضاف المصدر: "اللّجنة تعمل على الإبقاء على حراسة جامع الصالح مكانها، وتعزيزها بعناصر من الحوثيين لتأمين احتفالية "المولد النبوي الشريف" التي ستقام غدا".

 

وتحالفت حركة الحوثي المسلحة مع أنصار صالح، الذي حكم البلاد لمدة 33 عاما، للسيطرة على مساحات كبيرة من اليمن في 2015، وشكلا شراكة لمحاربة القوات اليمنية الشرعية المدعومة من السعودية، لكنهما اقتتلا في ما بينهما لفترة وجيزة في أغسطس ويتنافسان على الهيمنة على العاصمة وأهم المراكز المأهولة في اليمن التي يحكمانها.

 

 وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في سبتمبر 2014، وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلاد.

 

ومنذ 26 مارس  2015، يشنّ التحالف العربي عملياتٍ عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح، استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً.
 

التدخل جاء في محاولة لمنع سيطرة "الحوثي/صالح" على كامل البلاد، بعد سيطرتهما على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بقوة السلاح.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى