«الموت الأسود» يهدد مدغشقر ومخاوف من سفره إلى أوروبا

أصدرت 9 بلدان أفريقية تحذيرات لمنع انتشار الطاعون على متن الطائرات والسفن، بعد وفاة 124 شخص بسبب الوباء في مدغشقر، مطلع أغسطس الماضي، حيث أصيب أكثر من 1500 أخرين.
 
 وبحسب صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية، ينتقل الطاعون الذي أهلك ثلث سكان أوروبا في العصور الوسطى، عبر لدغات الحشرات المنتشرة بالقارة السمراء، وخصوصًا البراغيث التي تعيل البكتيريا المسببة للمرض،كما ينتقل عن طريق استنشاق الرذاذ المنبعث من سعال أو عطس المصاب.
 

وتعمل السلطات المحلية في مدغشقر، على منع انتشار الوباء من خلال رش وتعقيم الأسواق والتجمعات السكانية العشوائية،كما تدأب المستشفيات لاستقبال ومعالجة المصابين بالتعاون مع منظمات صحية عالمية.
 
ويرجع ظهور وباء الموت الأسود (الطاعون) في مدغشقر إلى عام 1898، حيث تضرب البلاد موجات من الوباء أكبرها تم تسجيله مطلع عام 1980، ويتم تسجيل من 300 إلى 400 حالة إصابة سنويا، وعشرات حالات الوفاة،إلا أن الحالات غير المسجلة تفوق ذلك العدد بكثير.
 

يقول لوكا فونتانا، المتخصص في المياه والصرف الصحي بمدغشقر: "على الرغم من أن الطاعون مرض مروع، إلا أننا نستطيع مراقبة انتشاره بسرعة ومنع حدوث المزيد من الوفيات من خلال اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة".

وتفيد منظمة الصحة العالمية أن هناك 3248 حالة إصابة بالوباء في مدغشقر بين عامي 2010 و 2015، منها 584 حالة وفاة.
 
وقال مدير إدارة تعزيز الصحة بالوزارة فى مدغشقر الدكتور مانيترا راكوتواريفونى - حسبما ذكر راديو (إفريقيا 1) الأربعاء - إن هناك تحسنا فى مكافحة انتشار وباء الطاعون، ما يعنى أن هناك عددا أقل من المرضى فى المستشفيات، مضيفا أنه لا يوجد تقريبا وفيات ناجمة عن الطاعون فى كافة المستشفيات والأحياء، وذلك خلال الأيام القليلة الأخيرة.
 

وأوضح أنه تم شفاء 30 شخصا من وباء الطاعون حتى أمس، ومنذ شهر أغسطس الماضى تم شفاء 1044 مريضا فى جميع أنحاء البلاد.
 

وأفاد الراديو بأن المؤسسات الحكومية فتحت أبوابها، كما تم استئناف الدراسة فى مدارس العاصمة "أنتاناناريفو"، غير أن وزارة التعليم اقترحت تأجيل بدء العام الدراسى 2017-2018 إلى 6 نوفمبر الجاري، مشيرا إلى أنه على المحاور التى تربط العاصمة بالمقاطعات، وضعت السلطات فى مدغشقر حواجز صحية لمراقبة جميع تحركات المواطنين داخل البلاد.
 

الحالة صفر

وكانت أول حالة وفاة وقعت هذا العام في 28 اغسطس عندما توفي راكب في سيارة أجرة في طريقها إلى بلدة على الساحل الشرقي.  كما توفي اثنان اخران كانا على إتصال مع الراكب.
 

وأرسلت الوكالات الدولية حتى الآن أكثر من مليون جرعة من المضادات الحيوية إلى مدغشقر. كما تم التبرع بما يقرب من 20 ألف أقنعة تنفسية. إلا أن منظمة الصحة العالمية تنصح بعدم فرض قيود على السفر أو التجارة. وقد طلبت سابقا مبلغ 5.5 مليون دولار (4.2 مليون جنيه استرليني) لدعم إستجابة وباء الطاعون .

وعلى الرغم من توجيهاتها، توقفت طيران "سيشل "، وهى إحدى اكبر شركات الطيران فى مدغشقر، عن الطيران مؤقتا فى وقت سابق من الشهر لمحاولة كبح إنتشارها. وقال متحدث بأسم وزارة الخارجية سابقا: "هناك حاليا تفشي طاعون رئوي وبوبوني في مدغشقر".
 

من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوباء ظهر هذا العام فى شهر أغسطس الماضى وانتشر إلى مناطق حضرية، وذلك على عكس الأوبئة السابقة ، وتم رصد منذ أغسطس الماضى 128 حالة وفاة بينهم مواطنين من فرنسا وهولندا، وذلك جراء وباء الطاعون فى جميع أنحاء مدغشقر.
 

وتقول إن تفشي المرض الأخير أمر غير عادي "بالمقارنة بحالات تفشٍ سابقة، وإن هذا النوع ينتشر في مناطق حضرية كبيرة ما يزيد من مخاطر العدوى".
 

ويتم تسجيل نحو أربعمئة حالة بالطاعون في مدغشقر كل عام، ومعظم الحالات مصابة بالطاعون الدبلي الذي ينتقل عبر البراغيث.
 

ماهو الطاعون الأسود

الطاعون الأسود هو واحد من أكثر الأمراض تدميرا في التاريخ، بعد أن قتل حوالي 100 مليون شخص خلال "الموت الأسود" في القرن الـ  14. وهو سببه بكتيريا الذي يستخدم البرغوث كمضيف وينتقل عادة إلى البشر عن طريق الفئران .
 

 ويسبب هذا المرض أعراض غريبة مثل الغرغرينا وظهور تورم كبير على الفخذ أو الإبطين أو الرقبة، والمعروفة باسم "بوبوز".

 وهو يقتل ما يصل إلى ثلثي المصابين في غضون أربعة أيام فقط إذا لم يعالج، على الرغم من أن إذا كانت تدار المضادات الحيوية في غضون 24 ساعة من مرضى العدوى من المرجح جدا البقاء على قيد الحياة. بعد الموت الأسود وصل في 1347 أصبح الطاعون ظاهرة شائعة في أوروبا، مع تفشي المتكررة بانتظام حتى القرن ال 18.
 

وإختفى الطاعون  تماما تقريبا من العالم الغني، حيث وجد 90 % من جميع الحالات الآن في أفريقيا. ومع ذلك، كان هناك عدد قليل من الحالات غير المميتة في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، في حين توفي صبي يبلغ من العمر 15 عاما في أغسطس 2013 بعد تناول الطعام الذي أصيب بالمرض.  وبعد ثلاثة أشهر، أدى تفشي المرض في مدغشقر إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا في الأسبوع .

وكانت حالات التفشي في الصين نادرة في السنوات الأخيرة، ومعظمها حدث في المناطق الريفية النائية من الغرب.  وذكرت هيئة الإذاعة الصينية أن هناك 12 حالة إصابة و 3 وفيات فى مقاطعة تشينجهاى فى عام 2009 وواحدة فى سيتشوان فى عام 2012 . وفي الولايات المتحدة، يموت ما بين 5 و 15 شخصا كل عام نتيجة لذلك، معظمهم في الولايات الغربية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى