«أزلام القهرة».. ليبيون يتحسرون على عهد القذافى الشرق الاوسط

«أزلام القهرة».. ليبيون يتحسرون على عهد القذافى الشرق الاوسط
«أزلام القهرة».. ليبيون يتحسرون على عهد القذافى الشرق الاوسط

الاثنين 17 أكتوبر 2016 10:10 مساءً «أزلام القهرة» هى عبارة تستخدم فى طرابلس على نحو ساخر للإشارة إلى أولئك الذين بدأوا يتحسرون على عهد الزعيم السابق معمر القذافى بعد خمس سنوات على مقتله، فى بلد بات مقسما وتسوده الفوضى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الصيدلانية فايزة النعاس «كانت حياتنا أفضل فى عهد القذافى»، مؤكدة فى الوقت نفسه أنها تشعر بـ«الخجل» من كلامها عندما «تفكر بجميع الشباب الذين ضحوا بحياتهم ليحررونا من الطاغية»، فى إشارة إلى الثوار الذى قاتلوا قوات القذافى حتى مقتله فى 20 أكتوبر 2011.
ومنذ سقوط القذافى المستبد بعد 42 عاما فى السلطة، يعانى الليبيون فى حياتهم اليومية من انعدام الأمن ونقص المواد الاساسية بما فى ذلك انقطاع التيار الكهربائى والوقوف فى طوابير أمام المصارف التى تفتقر إلى السيولة.
والبلاد ممزقة بسبب الصراعات على النفوذ بين مجموعات مسلحة كثيرة وسط إفلات تام من العقاب، وبين عشرات القبائل التى تشكل المكون الأساسى فى المجتمع الليبى.
ومنذ ذلك الحين، أصبح البلد الغنى بالنفط بحدوده التى يسهل اختراقها، منطلقا لتهريب الأسلحة والمخدرات خصوصا التهريب المربح للمهاجرين من منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا.
وجعل الإرهابيون خصوصا تنظيم «داعش»، من الميدان الليبى الشاسع إحدى قواعدهم، مستفيدين من الفوضى.
على الصعيد السياسى، هناك تنافس على السلطة بين حكومتين، حكومة الوفاق الوطنى التى تتخذ من طرابلس مقرا لها والمنبثقة من اتفاق حظى بدعم المجتمع الدولى، وأخرى اتخذت من شرق البلاد مقرا لها، وهى منطقة يخضع جزء كبير منها إلى قوات مسلحة يقودها الجنرال السابق المثير للجدل خليفة حفتر.
وأوضح محمد الجرح الخبير الليبى فى مركز رفيق الحريرى للشرق الأوسط أن «الليبيين مجبرون على الاختيار بين أمرين يقعان على طرفى نقيض: الفوضى فى ظل (حكم) الميليشيات والإسلاميين المتطرفين (...) أو نظام عسكرى». وأضاف: «ليست هناك بدائل مقنعة».
ولم يتمكن حفتر حتى الآن من التغلب على المجموعات الإرهابية المسلحة القريبة من تنظيم القاعدة فى بنغازى، رغم سيطرته على منطقة الهلال النفطى الاستراتيجية، فيما تكافح القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى المنتشرة فى مصراتة (غرب) من أجل السيطرة على آخر جيوب إرهابيى تنظيم «داعش»، فى معقلهم السابق فى سرت.
لكن عندما ينتهى المعسكران من المعارك ضد الإرهابيين، ستسعى القوات الموالية لحفتر وتلك التابعة لحكومة الوفاق إلى توسيع رقعة نفوذ كل منهما مما يثير مخاوف من صراع مباشر بين الجانبين، كما يقول الخبراء.
وأكد ماتيا توالدو المتخصص بالشئون الليبية فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية إنه «من الصعب تصور أن البلاد يمكن أن تستعيد استقرارها فى وقت قريب بسبب الانقسامات ورغبة أطراف النزاع بالسيطرة على المجتمعات التى تقاومها».
وأضاف أن الليبيين الذين عاشوا فى ظل «نظام مستبد قمعى ومركزى» فى عهد القذافى، يميلون على ما يبدو إلى «شكل آخر من الحكم المستبد أكثر مركزية وفوضوية إما تحت الميليشيات أو تحت سلطة حفتر».
ورغم أن كثيرين فى ليبيا يتحسرون على عهد القذافى، فإن الغالبية العظمى تعتقد على غرار عبدالرحمن عبدالعال المهندس البالغ من العمر، 32 عاما، أن «الوضع الحالى هو نتيجة منطقية لـ42 عاما من الدمار والتخريب المنهجى من جانب الدولة».
أما أنصار القذافى الموجودون فى المنفى فيعبرون من جهتهم عن ابتهاجهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى، فهم يعتبرون أن الفوضى الحالية تظهر إلى أى مدى كان زعيمهم صاحب «رؤية» إذ كان حذر قبل مقتله من أن الدماء ستسيل فى ليبيا من جراء الحرب.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر بوابة الشروق وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى