5الم تعرف على أسباب استهداف الإرهاب لفرنسا

تلعب فرنسا -منارة الليبرالية و العلمانية والموضة- دورا حيويا على مر العصور من خلال التأثير على العالم، حيث تضم رابع أكبر قائمة من حيث مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتعتبر مقصد سياحي متميز، وثاني أكبر اقتصاد في أوروبا وثالث أكبر مخزون للأسلحة النووية، وثاني أكبر سلك دبلوماسي بعد الولايات المتحدة، كما أنها أغنى دولة في أوروبا والرابعة في العالم.

لهذه الأسباب كانت فرنسا التى ترفع شعار الحرية والمساواة والأخاء مقصد تنظيم داعش الإرهابي وهدفا رئيسيا لتنفيذ هجماتها المروعة.

لماذا تعاني فرنسا من أشد موجات العنف المتطرف من أي دولة أخرى في الغرب منذ هجمات 11/9 قبل 15 سنة تقريبا؟ وهو ما أثار تساؤل صحيفة الجارديان البريطانية.

حاولت الصحيفة الإجابة عن السؤال بقولها إن أحد أسباب ضرب فرنسا المستمر هو قرار داعش باستهداف فرنسا في سبتمبر 2014، بعد وقت قصير من بداية الضربات الجوية من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والتي تضم فرنسا، حيث إختص كبير المتحدثين باسم داعش، محمد العدناني، فرنسا ضمن قائمة الأعداء في خطابه لشن هجمات عبر الغرب.

وأكدت الصحيفة أنه بما لا يدعي مجالا للشك أن الدور الذي تلعبه فرنسا تاريخيا باعتبارها حاملة لواء الليبرالية العلمانية الغربية، هو ما وضع البلاد في بؤرة الضوء،  بينما يرى الإرهابيون الولايات المتحدة كمصدر من الانحطاط الأخلاقي والاستغلال الاقتصادي، ولكن ينظر إلى فرنسا كقوة الملحدة التي هي على حد سواء تدافع عن المثل العليا الغربية مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية، وهو في نظر الجهاديين محاولة لفرض تلك المثل على العالم  المتطرف.

وتبين من تحقيقات العائدين من داعش أن التنظيم خطط  لضرب فرنسا حتى قبل أن يستولوا على مدينة الموصل العراقية، وأعلان الخلافة في عام 2014.

وكان أول هجوم أصاب فرنسا في السنوات الأخيرة من عام 2012 واستهدف جنود وجالية يهودية، يليه الهجوم الرئيسي الذي استهدف مكاتب تشارلي إبدو، المجلة الساخرة التي تنشر الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل للنبي محمد، ثم جاءت الضربة في نوفمبر ضد قاعة للحفلات الموسيقية والحانات وملعب لكرة القدم – وهو كل ما يمثل الحياة الفرنسية، وأخيرا هجوم نيس في يوم الباستيل العيد الوطني لباريس، الذي جاء لاعطاء إشارة إلى ضرب التاريخ والقيم التي تمثل فرنسا.

وكانت فرنسا قد اتخذت مواقف صعبة من الحكومات المتعاقبة بشأن قضايا مثل ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، أثارت المتشددين الإرهابيين، كذلك تدخل القوات الفرنسية للتصدى للتنظيم الإرهابي في السنوات الأخيرة - في ليبيا، و مالي، وردع هجمات التنظيم في سوريا أو العراق لسنوات عديدة.

وقد أظهر التحقيق الذي أجراه  البرلمان الفرنسي أن الهجمات الإرهابية على باريس العام الماضي أظهر "فشل عالمي" لجهاز المخابرات الفرنسية، وهو ما تسبب في إنشاء وكالة مكافحة الإرهاب على غرار الولايات المتحدة.

وكان كل المتطرفين المتورطين في الهجمات التى وقعت في فرنسا تم التعارف عليهم من قبل السلطات وكانوا تحت المراقبة القضائية في فرنسا أو في بلجيكا عندما ضربت باريس.

وقد بدأت حملة تجنيد مواطنين فرنسيين لتعزيز أكبر عدد ممكن من الجواسيس في وقت متأخر، في نهاية عام 2014، وبالكاد بدأت تؤتي ثمارها، وأبرزت الهجمات الفجوة المتسعة بين قدرات أجهزة الأمن في القارة وخطورة التهديد الجديد الناشئ عن الصراع في سوريا.

وأوضحت صحيفة الجارديان أن طليعة التهديد الإرهابي هو بالطبع الرعايا الأوروبيين الذين سافروا للقتال مع داعش، وغيرها من الجماعات المسلحة المماثلة،ويقدر الآن عددهم أكثر من 600 مواطن فرنسي أو المقيمين حاليا في سوريا أو العراق، منهم 400 من المقاتلين.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى