#المصري اليوم -#اخبار العالم - فرص الحوار وحرب النفوذ.. هل تنجح مبادرة ماكرون في حلحلة أزمة لبنان والخليج؟ (تقرير) موجز نيوز

فرص الحوار وحرب النفوذ.. هل تنجح مبادرة ماكرون في حلحلة أزمة لبنان والخليج؟ (تقرير)

مرحلة جديدة تشهدها العلاقات اللبنانية الخليجية خلال الساعات الماضية، بعد إطلاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مبادرة فرنسية سعودية لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت، عقب تقديم وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي استقالته جراء تسببه في أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج.

زار الرئيس الفرنسي اليوم السعودية التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للإعلان عن مبادرة لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من شهر بين الرياض وبيروت. وصرح ماكرون قبيل مغادرته السعودية في ختام جولة خليجية قصيرة، بأنه قطع مع السعودية التزامات لدعم الإصلاحات في لبنان وإخراجه من الأزمة والحفاظ على سيادته.

وأعلن ماكرون أنه أجرى مع ولي العهد السعودي اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي السبت أن الاتصال الذي أجراه مع الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي «خطوة مهمة» باتجاه عودة العلاقات اللبنانية السعودية.

واعتبر ميقاتي في تغريدة على موقع تويتر أن المساعي الفرنسية تعد «بمثابة خطوة مهمة نحو إعادة إحياء العلاقات الأخوية والتاريخية مع المملكة العربية السعودية». وأكد التزام حكومته بتعهداتها «بالإصلاح» وشكر المسؤولين «لحرصهم على ديمومة الصداقة تجاه لبنان».

يأتي ذلك بعد يوم من تقديم وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي استقالته إلى حكومة نجيب ميقاتي أمس الجمعة، بعد تسببه في أزمة دبلوماسية بين بيروت والدول الخليج على خلفية تصريحات أدلى بها حول الحرب في اليمن، وقال قرداحي بعد استقالته إنه قرر ترك الحكومة بعد أن رأى أن بقاءه أصبح «نوع من العبث»، وذكر أنه قدم استقالته لتتماشى مع المساعى الفرنسية الهادفة إلى فتح حوار بين لبنان والخليج.

وأعلنت السعودية في أكتوبر الماضي استدعاء سفيرها لدى بيروت، ولحقت بها الإمارات والكويت والبحرين، كما أعلنت المملكة وقف دخول الواردات اللبنانية إلى أراضيها، على خلفية تصريحات لقرداحي قبل توليه الوزارة قال فيها إن جماعة الحوثي اليمنية «تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات»، فيما وصفت الرياض تلك التصريحات بـ«الافتراءات»، من جانبه أكد قرداحي عدة مرات أنه أدلى بالتصريحات قبل توليه حقيبة الإعلام.

جورج قرداحى

ومع طول أمد الأزمة تثير الشكوك حول فرص حل الأزمة فيما يرى متابعون أن هناك فرص لحل الأزمة بين لبنان والخليج، وأن المبادرة بداية لحل الأزمة يرى آخرون أن هناك العديد من العقبات تحول دون تحقيق تقدم.

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة يرى أن فرص نجاح تلك المبادرة محدودة، خاصة في ظل تربص حزب الله لفاعلين في الأزمة، إلى جانب ذلك ولفت فهمى إلى أن «السياق العام للمبادرة جيد، لكنه يفتقد لآليات تنفيذه، مشيراً إلى أن الأزمة في واقعها»اقتصادية سياسية «

ورجح أن يتم حل الأزمة شكلياً عبر عودة السفراء، لكن أنه أكد أن الامر لا يقتصر على ذلك ويحتاج إلى المزيد من التدابير والإجراءات.

وأضاف فهمى في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن هناك من يرى أن المبادرة بداية لحل الأزمة، لكنه لفت إلى أن هناك أطراف أخرى يرى أنها قد تكون العكس، موضحا أن هناك عقبات كثير لنجاح المبادرة لاعتبارات متعلقة مرحلة ما بعد استقالة جورج قرداحي، ولا يمكن اختزالها في إعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني عبر مساعدات والمنح.

وأعرب عن شكه في أن يقبل حزب الله بهذا الوضع، لافتاً إلى أن هذا يعد مكمن الخطورة لنجاح المبادرة. ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن رئيس الوزراء اللبناني يريد حل الأزمة لكن الأمر يتطلب خطوات جادة وإصلاحات بالتنسيق مع الرئاسات الثلاث مشيراً إلى أن السعودية لديها رؤية جيدة. وتابع «وجود الأزمة الحقيقة في حزب الله ومن ورائه إيران»، مشيراً إلى أن «إيران تحاول خطف لبنان إلى جهتها»

وأكد أن المستهدف حزب الله وإيران وليس لبنان من الداخل، وأشار إلى أن حزب الله يتربص الأطراف كلها، سواء الموقف السعودي أواللبناني أو الفرنسي، وبالتالي الأنظار تتوجه لحزب الله.

وفي قراءة أخرى للمشهد يرى المحلل السياسي اللبناني والباحث في العلاقات الدولية طارق وهبي أن هناك فرص لنجاح مبادرة الرئيس ماكرون. مشيراً إلى أن الرئيس ماكرون بزيارته اليوم إلى السعودية يؤكد أن الرياض قابلة لأن تكون السند القوي للبنان.

وحول عقبات تقريب وجهات النظر في ظل وجود حزب الله في لبنان، أكد وهبي في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» أنه لا يمكن حذف حزب الله من المعادلة السياسية في لبنان قائلاً: «حزب الله باق باق في لبنان».

ولفت إلى أن الرئيس ماكرون اقنع السعوديين أنه بحاجه لإنقاذ لبنان اقتصادياً عبر مشاريع معينة لكل اللبنانيين، وتابع «هناك مسلمين ومسيحيين يموتون جراء تردي الأحوال الاقتصادية وهبوط الليرة اللبنانية»

ويعاني الاقتصاد اللبناني من أزمة ديون بالتزامن مع انهيار قيمة الليرة اللبنانية، ويصل حجم الدين العام أكثر من 150% من الناتج الآجمالي، ليكون بذلك من أعلى معدلات المديوينة في العالم.

من جانبه يرى إسلام أبوالعز الباحث والمحلل مختص بالشؤون الإقليمية والعلاقات الدولية أن الأزمة الأخيرة بين لبنان ودول الخليج ليس لها علاقة فقط بتصريحات جورج قرداحي مشيراً إلى أن الأزمة تكمن بالأساس حول وجود تراجع الدور السعودي في لبنان.

وأشار في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» إلى أنه خلال الفترة السابقة كان هناك تنسيق أمريكي فرنسي بشأن الأوضاع في لبنان خلص إلى استمرار حكومة نجيب ميقاتي حتى الانتخابات القادمة، ولفت إلى أن السعودية افتعلت الأزمة لتوضيح للأطراف المعنية بلبنان وخاصة الجانب الأمريكي أنه فاعل في الساحة اللبنانية.

وأوضح أنه من خلال الأزمة أرسلت الرياض رسالة مفادها أنها طرف فاعل في لبنان، وأنه لا يمكن إيجاد تنسيق إقليمي ودولي حول لبنان لا يكون لها دور فيه، كما أكدت لواشنطن–الذي لديها تحفظات مع الطرف السعودي- أن إعادة التموضع الأمريكي في الشرق الأوسط لن يتم على حساب على الرياض»، مشيراً إلى أن السعودية أرادت أن تظهر لواشنطن بشكل عام أن بإمكانها تعطيل توافق حول ملفات إقليمية عديدة مثل الشأن اللبناني، بقدرتها على افتعال أزمات.

كما لفت إلى أن الرياض استفادت من الخبرة المصرية في إمكانية «الاستعاضة عن الدور الأمريكي في المنطقة بلاعب دولي أخر مثل الدور الفرنسي الفاعل».

وتشهد منطقة الشرق الأوسط تنامي الدور الفرنسي خلال الأعوام الماضية، فالمبادرة الفرنسية ليست الخطوة الوحيدة الكبرى التي أجراها ماكرون في المنطقة، حيث أتت بالتزامن مع توقيع فرنسا والإمارات اتفاقا لشراء 80 طائرة من طراز «رافال» الفرنسية.

مصطفى كمال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يقول إن تصاعد الدور الفرنسي يأتي لملء الفراغ الأمريكي الذي تركته في منطقة الشرق الأوسط، كما أكد على أن الملف اللبناني تلعب فيه باريس تاريخياً دور فعال.

وحول فرص نجاح المبادرة الفرنسية شكك كمال في إمكانية نجاح مبادرة الرئيس ماكرون في البداية مشيراً إلى أن الأزمة الأخيرة المتمثلة في تصريحات جورج قرداحي تعد نهاية الصورة وليس بدايتها، مشيراً إلى أن الدور السعودي في لبناني يشهد تراجع منذ سنوات ماضية.

وذكر كمال في تصريحات لـ «المصري اليوم» أنه من الصعب أن يعيد ماكرون «الصفو بين الرياض والبيروت، ولو عادت العلاقات لن تعود كما قبل».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى