الوفد -الحوادث - فريدة للقاضي: حياتي معاه العذاب بكل أشكاله موجز نيوز

[real_title] صورة أرشيفية
كتبت- هدى أيمن:

نداءات نسائية غليظة تتردد في أرجاء الغرفة الفقيرة فيزيدها ارتباكًا فوق ارتباكها، "يالا يا ولاد خلينا نلحق المحكمة"، تنتفض"فريدة"من سريرها المتهالك، وبنبرة ساخطة يجيب الطفلان : "حاضر ياما خلاص خلصنا وجاهزين"، لتقابلها أمها العجوز بنظرة امتعاض وتأنيب على التأخير، تتجاهلها الابنة، ثم ينطلقوا مسرعين إلى محكمة الأسرة بزنانيرى لإقامة دعوى طلاق تنهي بها "فريدة"، التي تستعد لمغادرة عامها السابع والعشرين، بعد أن دام زواجها قرابة ال7أعوام، كانت "فريدة" ترتدي عباءة سوداء،  وتطوِّق وجهها قاسي الملامح بغطاء حريري بإحكام في محاولة لتشتيت الأنظار عما لحق به من إصابات وجروح غائرة، وبعد عناء استقر السيدتان والطفلان بجانب الموظف المختص بتلقي الطلبات.

 

في البداية تقول الفتاة وهي تتحس ملامح وجهها الذي لايزال محتفظًا بعلقات زوجها الساخنة : "الوجع ذاته تعب مني"، تزوجت من أجل تحقيق حلم

الاستقرار كأي فتاة، ظنًا منِّي أنها البداية السعيدة، لم أكن أعلم أنها البداية حقًا، ولكنها بداية اللعنة التي تلاحقني أينما وليت وجهي، تزوجت من رجل يتلذذ بإهانتي، ويتفنن في تلقيني اللكمات والصعفات حتى أمام أعين أطفالي الصغار "إياد ومحمد"، فلا ذنب لهما سوى أنني أسأت اختيار أبيهما".

 

تعود "فريدة" برأسها إلى الوراء وتسحب الهواء حتى يعلو صدرها ثم تواصل حديثها: "الموت أهون من الحياة معه، تحملته وتحملت لحظات غضبه التي كانت تنتهي دائما إمَّا بكسر فى ضلوعي أو جرح غائر في جبهتي أو نزيف حاد جراء تقطيعه لجسدي بسلك كهربائي أو عصى غليظة، ورغم ذلك كنت أتحمله لا أعلم لماذا ؟! ربما لأنني

كنت أخشى بانفصالي عنه تشتت أولادي، وربما لأنني كنت خائفة من أن أتلقى نظرات أو كلمات لائمة من أهلي، الذين يسيرون بمبدأ "الست ملهاش غير بيتها وزوجها"، وعلى الزوجة الحفاظ على أسرتها، ولا تخرب بيتها بيدها، فيكفيني ما أحمله في قلبي من بؤس وألم".

 

تعتدل "فريدة" في جلستها من جديد وتنهي روايتها بنبرة متماسكة تماسك زائف:"وفي آخر مرة ضربني فيها زوجي، مكثت في الفراش لشهور طويلة بين الحياة والموت، غائبة عن الوعي، ووجهي لا تستطيع أن تميز ملامحه من الزرقة التي كانت تحيط بقسماته، وظن الجميع أنني سأفارق تلك الحياة عن قريب، لكن الله أراد أن يمد في عمرى كي أتجرع ما تبقى فى كأس عذابى، كم كنت أتمنى أن ألقاه لأشكو له كل من ظلم وجبروت زوجي، وبعد أن تماثلت إلى الشفاء أصرَّت أمي أن الجأ إلى محكمة الأسرة، وأقيم دعوى أطالب فيها بتطليقى من زوجي طلقة بائنة للضرر، لأنهي علاقتي به إلى الأبد وأطوي هذه الصفحة من حياتي، وأعانني الله على تربية أولادي".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - اعرف حقك عند التاجر؟.. القانون بيحميك من الغش والنصب