نجحت الاجهزة الامنية بالجيزة، برئاسة اللواء دكتور مصطفي شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة، في ضبط المتهم الثاني في واقعة مقتل شابين علي مقهي بمدينة كرداسة، وضبط 3 أسلحة آلية.

كانت قوات الأمن قد انتقلت إلى مسرح الجريمة، إذ تم نقل الجثة إلى المشرحة والمصاب إلى مستشفى قصر العيني، لخطورة حالته، وأشارت المناقشات الأولية لشهود العيان ممن تواجدوا على المقهى، إلى هوية المتهم "كريم. ن. ص" وقال أحدهم: "هو اللي عمل كده يا باشا.. اتخانق هو والمرحوم سيد قبل الجريمة بنص ساعة.. وبعد ما اتراضوا رجع شايل سلاح وفرغه على المكان اللي قاعد فيه سيد وهرب".

وأشارت التحريات إلى أن المصاب "زيزو" عقب خضوعه لجراحة واستخراج المقذوف الناري من بطنه فارق الحياة في اليوم التالي متأثرا بإصابته، وبذلك تحول المتهم كريم إلى قاتل لشخصين.

انتقل "صدى البلد" إلى شارع الفحامين.. حيث تتوقف سيارة شرطة وأفراد الأمن المركزي منتشرون بمحيطه تحت أعين ضابط من مركز شرطة كرداسة يتابع الحالة الأمنية خشية توابع للحادث، وسط وجوه حذرة من الأهالي، كما أن العاملين بمخزن الأنابيب فور سؤالهم عن "زيزو" وملابسات وفاته في الحادث كانت الإجابة موحدة من الجميع: "منعرفش كنا قفلنا ومشوفناش حاجة"، وأمام منزل المجني عليه الأول سادت حالة غريبة من الهدوء فالمقهى الذي شهد الجريمة يقع بمنزل القتيل -أغلقت أبوابه-، وكان يتوقف أمامه شابان أفادا بأنهما من أسرة المجني عليه وكانت إجابتهما عن السؤال عن الحادث صادمة ومفاجئة: "معندناش ميت ومفيش عزا".

أحد المسنين من أهل القرية شرح تفاصيل الحادث قائلا: "القتيل سيد والمتهم كريم من "العرب" أبناء قبيلة واحدة، جيران، بيوتهم مواجهة لبعض من عشرات السنين.. وكان بينهما تعاملات مالية، ويوم الحادث وخلال جلوسهما سويا على المقهى "ملك والد سيد" حدثت مشادة كلامية بسبب مطالبة أحدهما للآخر بالمبلغ المالي الذي اقترضه منه، وتطور الأمر للاشتباك بالأيدي وقام سيد بصفع كريم على وجهه.

وأضاف العجوز: "والدا الطرفين قاما بالصلح بينهما لكن كريم كانت كرامته وجعاه لما اتضرب بالقلم وسط الناس.. مشي ورجع بعد نص ساعة راكب موتوسيكل مع واحد سايقه وهو شايل رشاش آلي.. كان عارف مكان سيد على القهوة ففتح النار عليه.. كله اترمي على وشه في الأرض ولما خلص ضرب نار هرب بس كان سيد روحه فاضت لربها.. وللأسف زيزو الغلبان لا له في الطور ولا الطحين راح ضحية لخناقة ميعرفش عنها حاجة.. سبحان الله خلص شغله في مخزن الأنابيب وراح يقعد على القهوة في الساعة دي بالذات عشان أجله هينتهي فيها".

وقال العجوز إن موعد الجنازة كان أمس وتم دفن الجثتين.. وعند سؤاله حول عدم وجود سرادق عزاء بالقرية لأي من القتيلين قال: دول من العرب مش هياخدوا العزا قبل الثأر وربنا يستر.. أهو الأمن موجود بس هيفضل موجود لحد أمتى.

وفور وقوع الجريمة دفع اللواء دكتور مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة بتشكيل أمني وخدمات لملاحظة الحالة الأمنية، أفادت التحريات بقيادة العميد خالد كامل مأمور كرداسة والعقيد محمد عبد الشكور مفتش مباحث قطاع شمال الجيزة أن أسرة القتيل الأول حاولت حرق منازل أسرة المتهم المواجهة لها، خدمات التأمين بقيادة النقيب طارق الشاذلي من قوة قسم كرداسة نجحت في احتواء الأزمة وفض أهالي القتيل من أمام منازل أسرة المتهم الذين أجبرهم الوضع على ترك منازلهم مغادرين البلدة بأكملها فتولت القوات تأمين عملية خروجهم حتى انصرافهم وأحكمت السيطرة على الأوضاع.

وأشارت التحريات التى تمت بإشراف اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة للمباحث والعميد عاصم أبو الخير رئيس مباحث قطاع أكتوبر، إلى قيام المتهم بتسليم نفسه لديوان قسم كرداسة بعد هروبه بعدة ساعات من مسرح الجريمة، فتم تشكيل مأموريات يترأسها المقدم إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة لمطاردة المتهم الآخر، الذي كشفت التحريات أنه شارك المتهم الرئيسي بقيادة الموتوسيكل المستخدم في تنفيذ الجريمة لضبطه.