الوفد -الحوادث - إعدام طالب ثانوى.. "عبده" دفع حياته ثمنا للثأر موجز نيوز

الوفد -الحوادث - إعدام طالب ثانوى.. "عبده" دفع حياته ثمنا للثأر موجز نيوز
الوفد -الحوادث - إعدام طالب ثانوى.. "عبده" دفع حياته ثمنا للثأر موجز نيوز
إعدام طالب ثانوى.. عبده دفع حياته ثمنا للثأر[real_title] أرشيفية

كتب - أشرف كمال:

«أبوعبيدة» هذا اسمه.. شاب ويمكن يقال إنه طفل، فلم يتعد عمره 17 عاماً، ما زال طالباً فى الثانوية، كل همه فى الحياة الدراسة والتفوق والالتحاق بكلية مرموقة ربما تضحك له الحياة ويرحل عن هذه القرية المليئة بالدم والثأر بين عائلته وإحدى العائلات الأخرى.. كان يسمع الحكايات الدامية عن عدد القتلى الذين راحوا ضحية تلك العادة البشعة، كان يشعر بالرعب ولكنه كان يترك كل هذا هارباً إلى دراسته ومستقبله، رغم أن عائلته قد قامت بقتل أحد أفراد العائلة الأخرى ولكنه هو ما زال طفلاً كما يقال، وأمه لم تعر هذا الأمر اهتماماً ولم يتسرب القلق إلى قلبها، لا يمكن أن تفكر العائلة المكلومة في أخذ الثأر من طفل، هكذا مرت الأيام كان «أبوعبيدة» كل يوم يصحو فجراً يتناول بعض اللقيمات ويستقل دراجته البخارية ويسرع إلى مدرسته، ولكن فى هذا اليوم كان الوضع مختلفاً.. ودع «أبوعبيدة» ولم تكن عادته، لم تعر الأم اهتماما لتصرف ابنها وطلبت منه الإسراع إلى مدرسته.

كانت نظراته غريبة ولكنه ذهب.. ذهب ولم يعد هذه المرة.. عاد جثة مشوهة الملامح.. لا يمكن التعرف عليها.. فقد تم إعدامه ثأرا لقتلى عائلة «الشرفا».

قصتنا قصة عادة سيئة، أصبح لزاما على القاصى والدانى أن يتصدى لها، عادة توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل ألا وهى الثأر، قتل بسبب أو دون سبب، تنتشر بصور مخيفة فى محافظات الصعيد، الغريب أن قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، قد يتم نتيجة مشاجرة ولعب أطفال أو مشاجرة بين جيران مع بعضها أو معاكسة فتاة، والقتل عادة ما يتم بأوامر كبير العائلة ذلك ما حدث فى قرية «بنى على» إحدى قرى مركز بنى مزار، شمال محافظة المنيا.

تحدث مشاجرة منذ عدة سنوات بين عائلتى الدسايقة والشرفا، مشاجرة تسفر فى نهايتها عن مقتل شاب فى ريعان شبابه، بكلية الحقوق، من عائلة الشرفا، ويتهم فيها أفراد عائلة الدسايقة، يتم الدفن دون عزاء وفى تلك الحالة هى إعلان ودق طبول الحرب، طالما لا يتم قبول العزاء من العائلة، إذاً لا بديل عن إراقة الدماء، تتعالى الصيحات والنبرات من كبراء العائلة «الثأر الثأر»، أصبحت القرية على صفيح ساخن، والعائلة التى أجرمت فى قتل نفس بريئة لمجرد مشاجرة أو تلاسن بالألفاظ يهرب من يهرب، ويتسلح بالسلاح من يستطيع وتصبح العائلتان على أهبة الاستعداد.

لا تغمض جفونهم، ويسير البعض منهم وسط حراسة خشية أن يصيبه طلق نارى أو يلقى مصرعه على أيدى أفراد العائلة الأخرى، حياة مريرة وصعبة مرها مر الصبر، وخاصة على العائدة المعتدية، تناوب حراسات وتوقف شبه تام عن ممارسة حياتهم الطبيعية، يهرب بعض عائلة الدسايقة للعمل خارج البلاد خشية الموت ويبقى بعض أفراد العائلة.

التربص فى الطرقات من عائلة المجنى عليه، الأيام والأشهر والسنوات تمر ثقل الجبال على الجميع، ممنوع الخروج ليلاً أو التأخر حتى

ADTECH;loc=300;grp=%5Bgroup%5D

فى الحقل لبعد صلاة العصر، الكل مسلح، ويعمل ألف حساب للآخر ويا روح ما بعدك روح، وفى اليوم الموعود وبعد أن ينهى «أبوعبيدة» أحد أفاد عائلة الدسايقة امتحان الترم بالثانوية الأزهرية، وأثناء عودته فى الطريق قائداً دراجته البخارية وفجأة يجد أمامه 3 أفراد من عائلة الشرفا «أحمد - خالد - حمد»، ثلاثة زشخاص يقفون أمام الدراجة البخارية، عرف لحظتها «أبوعبيدة» أن مصيره المحتوم أصبح بين أيديهم، كان باستطاعته أن يقود الدراجة مسرعاً لكنه خشى أن يؤدى ذلك إلى موت أحدهم، مليون سؤال وسؤال جال بخاطر «أبوعبيدة» لحظتها، أنا لم أقتل أحداً.. أنا طالب عمرى 17 سنة، وماليش علاقة بالموت والقتل، فى النهاية أوقف «أبوعبيدة» الدراجة البخارية ووجهه مصفر وروحه البريئة قد بلغت الحلقوم، بعدما قام الثلاثة بسحبه من على الطريق إلى الزراعات الخلفية.

صموا آذانهم عن توسلاته أن يرحموه من القتل، لم يروا أمامهم سوى أنه فرد من عائلة الدسايقة، ولابد من أخذ الثأر حتى يغسلوا العار حسب العرف والعادات الصعيدية، لابد أن يأخذوا الثأر حتى ينصبوا السرادق ويستقبلوا العزاء فى مقتل ابنهم، ليس لهم علاقة أو دخل بأن «أبوعبيدة» طالب ولم يشارك فى قتل ابنهم، المهم أن أهله متهمون بقتل ابنهم، انهالوا دون رحمة أو شفقة منهم بطعنات فى البطن متعددة ومتفرقة، صرخاته كانت مدوية ولكن مين يسمع ومين يقدر يتدخل ويمنع القدر المحتوم عنه، فجريمة الثأر حينما يحين موعدها جميع أهالى القرية تصم آذانها وتغلق أبوابها، وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، خشية أن يقترب قرص النار إلى عائلتهم، «أبوعبيدة» يتلقى طعنات الثأر وهو يصرخ أثناء خروج روحه البريئة مستنجدة ومستغيثة، ولكن شكواها وصرخاتها لا يسمعها إلا الله.

وليت الأمر يقتصر على الطعنات فقط، بل قام الثلاثة بشل حركته وضربه بحجر كبير على الرأس، ثم قاموا بإخراج أمعائه من بطنه وخرج الثلاثة فى حالة تباهٍ وتفاخر، تاركين «أبوعبيدة» يلفظ أنفاسه الأخيرة، وفور وصول البلاغ للواء ممدوح عبدالمنصف حبيب، مدير أمن المنيا، ترأس قوة أمنية وانتقل إلى مكان الواقعة وفى المستشفى يفشل الأطباء فى إسعافه ويلفظ أنفاسه الأخيرة، بعدما أدلى بأوصاف وأسماء القتلة الثلاثة من عائلة الشرفا، لتتحول القرية بعدها إلى ثكنة عسكرية خشية تجدد أحداث القتل.

يتم القبض على المتهمين الثلاثة وأمام رئيس النيابة يعترف الجميع بجريمة القتل والكلبشات الحديدية تزين أياديهم خلف القضبان وبعد أن تهدأ هوجة العاصفة ويلتقط المجرمون أنفاسهم يبدأ بعدها الندم والحسرة على ما جرى فجريمة القتل من الكبائر تؤنب النفس وتعذبها ومرتكبوها قاب قوسين أو أدنى من حبل المشنقة، السواد يكسو القرية حزناً على خيرة شبابها الذى يقطف أرواحهم عادة الثأر وحكاوى القهاوى والمصاطب تنصب الأحكام بحسب ما ترى.. فيهم من يحكى أن الثأر هو غسل العار وفيهم من ينهره قائلا: القتل لا يكون إلا لمن قام بالقتل.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - رئيس حقوق الإنسان: الرئيس السيسى حريص على استمرار دعم القضية الفلسطينية