الوفد -الحوادث - تقتل طفلة زوجها بسبب كيلو سكر موجز نيوز

تقتل طفلة زوجها بسبب كيلو سكر

الخميس 7 ديسمبر 2017 08:02 مساءً كتب - أشرف كمـال:

الأم هى منبع الحنان والرحمة، فهى الحارس الأمين على أولادها، وحينما تمرض أو تتغيب أو يدركها الموت، تختفى الرحمة والمودة والأمان من جدران المنزل، فاليتيم هو يتيم الأم وليس الأب، فهى سر أولادها والشفيع لهم لدى الأب حينما يقسو فى معاملته لهم.. ولسوء الحظ ولقدر الله المحتوم على الجميع بالموت، تموت والدة محمد، وهاجر، وسارة، وفى لحظة انطفأت الشمعة التى كانت تحترق من أجل أن تضىء لهم طريق الحياة بالحب والمودة، ماتت الأم التى كانت ترعاهم بحنان فطرى وغريزى وضعه الله عز وجل، أيام معدودة والأب عاطف شعراوى يبحث عن زوجة أخرى بحجة أن ترعى أولاده وترعاه.

تزوج الأب من ثناء التى تصغره 20 عاماً، من نفس القرية عزبة الحاج سليمان إحدى قرى مركز أبوقرقاص جنوب المنيا، ومن أول يوم طرحت شباكها حول رقبة الزوج، حتى أصبح مثل الخاتم فى أصبعها، لا يستمع سوى لكلامها، مجيباً حاضر ونعم، استغلت صغر سنها ودلالها وجمالها، فى أن يكون خادماً مطيعاً وليس زوجاً ورب أسرة يعدل بين الجميع، الزوجة الثانية (زوجة الأب) استخدمت أسلوب القسوة والحرمان والإهانة مع الأولاد الثلاثة، حرمتهم من متعة الحياة وملذاتها حتى من الحد الأدنى وهو الطعام والشراب، الأب يعمل بإحدى الدول العربية ويسافر لعمله، لتبدأ مرحلة العذاب الفعلى.

أصبحت زوجة الأب كالحيوان المفترس، تسب وتلعن فى الأولاد بسبب وبدون سبب، وضعت أقفالاً على المطبخ، تحضر الطعام وتأكل وما يفيض تقوم بتركه للأولاد، حرمت الأولاد حتى من نسمة الحياة، هى الست هانم وهم الخدم والحاشية، نظافة المنزل والعمل، الكل لازم يشتغل علشان يستمتع بفتات رغيف الخبز والجبن، الزوج مسافر يعمل ويرسل للزوجة المال ولكنها تبخل على أولاد الأب فى الإنفاق، كل همها فى شراء المصوغات الذهبية والملابس المبهرجة.

الأولاد الثلاثة يقضون عشاءهم نوماً، والدموع تنهار من عيونهم ملتهبة بنار الحرقة والمصير الأسود حينما يختلون ببعضهم البعض، يتذكرون سيرة أمهم العطرة، وكيف كانت تعاملهم وتحن عليهم، كيف كانت توقظهم من النوم لتطعمهم، وكيف كانت تجلب لهم الثياب الجديدة، شتان ما بين الاثنين، تلك هى الأم، وهذه هى زوجة الأب، وفى اليوم الموعود أصاب الألم والجوع الأولاد الثلاثة، تتلوى بطونهم الخاوية من شدة الجوع الأمر الذى دفع صغيرتهم «سارة» فى غياب زوجة الأب وغلقها باب

ADTECH;loc=300;grp=%5Bgroup%5D

المطبخ بالقفل، وتوجهت إلى غرفة نوم زوجة الأب «ثناء»، وقامت بأخذ كيلو سكر وبيعه لأحد محلات البقالة وشراء طعام «خبز وجبنة» لها ولشقيقيها، تدخل سارة وكأنها حصلت على كنز ثمين، فرحانة والفرحة مش سايعاها، أنا جبتلكم عيش وجبنة.. كلوا بسرعة قبل ما تيجى «ثناء».

هكذا دخلت «سارة»، المنزل على شقيقيها لترسم على وجهيهما الابتسامة، وسارعوا جميعًا فى التهام الطعام، وقبل الانتهاء من تناول الطعام ولحظهم العاثر تدخل عليهم زوجة أبيهم، فسألت من أين أتى هذا الطعام؟، وعندما أخبرتها «سارة» أنها باعت كيلو سكر بسبب غلقك باب المطبخ، جوعنا والجوع كان هيموتنا، زوجة الأب جن جنونها جوع إيه اللى يموت أنا هخليكى تشوفى الموت بعنيكى الآن.

هاجت وغلى الدم فى عروقها لتنهال على الطفلة البريئة الصغيرة «سارة» بالضرب بآلة حديدية حتى سقطت على الأرض مغشيًا عليها، غارقة وسط دمائها. وشقيقها محمد يخرج مسرعاً خارج البيت «الحقونا أختى بتموت الحقوا أختى»، استغاثة صاح بها «محمد»، و«هاجر»، حتى دخل إلى الجيران للمنزل، وقاموا بالإمساك بـ«زوجة الأب»، الخبر يتطاير مثل البرق، وفور وصول الأمر للواء ممدوح عبدالمنصف، مدير أمن المنيا، يترأس قوة أمنية ويكون على رأس الحادث، ليتم القبض على زوجة الأب «المفترية»، ونقل الطفلة إلى المستشفى العام، الذى حوّلها إلى المنيا الجامعى، لإصابتها بنزيف وارتجاج فى المخ، وعلى سرير المستشفى تنظر سارة لشقيقيها، ودموعها تذرف على وجهها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكأنها تودع حياة العبودية ذاهبة إلى جوار أمها، ترقد بجوارها وتشكو لها حالها، دموع سارة شاهدها الجميع وكأنها تشفق على شقيقيها من عذاب الحياة التى يعيشونها، ثم تفيض روحها الطاهرة راسمة على وجهها ابتسامة اللقاء أمام حاكم عادل، ومستصرخة أهل الحكم بالقصاص العادل لروحها البريئة.

وأمام وكيل نيابة مركز أبوقرقاص، يتهم شقيق المجنى عليها «سارة» زوجة الأب «ثناء» بقتلها من أجل بيعها كيلو سكر لشراء طعام، تنهار زوجة الأب أمام رئيس النيابة وتعترف بجريمتها البشعة، وتوضع فى يديها الكلبشات الحديدية، وخلف جدران السجن المظلم، يمر على الزوجة شريط حياتها وتصرخ نادمة، ارحمونى من العذاب مش قادرة أغمض عيونى، دم سارة بيطاردنى كل لحظة، ارحمونى وأعدمونى خلينى أستريح من العذاب، نعم سيلتف حول رقبتك حبل عشماوى، حبل القصاص العادل لقتل طفلة بريئة لم تقترف أى جريرة أو ذنب لقتلها.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - اعرف حقك عند التاجر؟.. القانون بيحميك من الغش والنصب