7وادث مقتل شاب علي يد عاطلين بغرض السرقة موجز نيوز

العقيد صلاح أبوسحلى وكيل فرع الوجه القبلى لمباحث الأموال العامة بسوهاج - يروى لنا جريمة من ذاكرته وقعت أحداثها فى مدينة المنشأة منذ أحد عشر عاماً وما زالت عالقة فى ذهنه، لأنها راح ضحيتها سائق شاب على يد عاطلين، بعد خنقه وإلقاء جثته فى ترعة المدينة دون ذنب اقترفته يداه البريئتان، ولكن ليستوليا على سيارته، وتوافقت هذه المأساة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».

ففى شهر سبتمبر عام 2006 م، عندما كنت رئيساً لوحدة مباحث مركز المنشأة بسوهاج، تلقينا بلاغاً من أهالى قرية الحريزات بعثورهم على جثة شاب فى العقد الثالث من عمره ملقاه بترعة القرية وبها آثار دماء بالرأس والوجه، وتبين من التحقيقات ورفع البصمات أن الجثة لسائق من مدينة سوهاج يدعى رمضان عبدالعال 25 سنة، وبسؤال أسرته أكدت أنه يعمل سائق تاكسى بالمدينة، وأنه خرج من المنزل بعد الظهر ولم يعد، فقمنا بنقل الجثة إلى مستشفى المنشأة المركزى وحررنا محضراً بالواقعة وأخطرنا النيابة العامة فأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة. تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء عزت أبوالقاسم - أمده الله بالصحة والعافية - مدير مباحث سوهاج فى ذلك الوقت - وبدأنا فى سماع أقوال زملائه من السائقين بسوهاج واستعلمنا عن الأشخاص الذين استقلوا التاكسى فى ذلك اليوم، كما قمنا بفحص أصدقائه وأعدائه أيضاً ومن لهم سلوك إجرامى فى المنشأة وسوهاج، ثم بدأنا بالبحث عن التاكسى الذى كان يقوده المجنى عليه حتى عثرنا عليه بجنوب المنطقة، وظل الأمر لأكثر من أسبوعين متتاليين، وكادت القضية تقيد ضد مجهول، ولولا عناية الله تعالى التى شاءت أن يتم القبض على الجناة ليأخذوا عقابهم على أيدى العدالة وحتى لا تضيع دماء ذلك الشاب هدراً، فقد همس فى أذنى أحد مصادرى السرية بأن عاطلين من مدينة المنشأة هما محمد حسن 28 سنة وخالد محمود 26 سنة كانا يستقلان موتوسيكلاً ويقفان عند السيارة المسروقة الخاصة بالمجنى عليه التى تم العثور عليها فقمنا باستئذان النيابة العامة للقبض عليهما، واصطحبناهما إلى ديوان مركز الشرطة وبتضييق الخناق عليهما ومواجهتهما بالتحريات وشهادة الشهود، اعترفا بأنهما استدرجا السائق من مدينة سوهاج بحجة توصيلهما إلى مدينة المنشأة وفى الطريق طلبا منه التوقف وقاما بقتله وإلقاء جثة فى ترعة المدينة واستوليا على السيارة ووضعاها بعيدا عن الأعين حتى يقوما بتغيير معالمها وبيعها ولكن المباحث توصلت للسيارة قبل أن ينفذا خطتهما، وأحيلا إلى النيابة العامة فأمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات وأحالتهما محبوسين إلى محكمة جنايات سوهاج فعاقبتهما بالسجن المؤبد.