هل تحتاج اقتصاديات الشرق الأوسط إلى التنوع.؟

هل تحتاج اقتصاديات الشرق الأوسط إلى التنوع.؟
هل تحتاج اقتصاديات الشرق الأوسط إلى التنوع.؟

تسببت الأزمة الأخيرة التي حدثت لأسعار النفط في الفترة الماضية بالعديد من الأزمات الاقتصادية لبعض بلدان الشرق الأوسط، وخصوصا بعد قرار تخفيض إنتاج البترول الصادر من منظمة الأوبك العالمية لمواجهة أزمة انخفاض السعر، وتعهدت العديد من الدول بتخفيض كمية إنتاجها من براميل النفط، وذلك أدى إلى أن عدد كبير من دول الشرق الأوسط تخلت عن اعتمادها الكلي الذي كان قائم على البترول في دخلها القومي واستبدال تلك الصناعة بقطاعات أخرى متنوعة لتسد الفراغ الذي خلفه الاستغناء أو التقليل من إنتاج النفط.

معاناة الشرق الأوسط

نتيجة للأزمات التي حدثت في أسعار النفط وتقليل الإنتاج، واجهت العديد من بلاد الشرق الأوسط أزمات اقتصادية، وأكبر دليل على ذلك أن عدد من دول الخليج خسرت حوالي 500 مليار دولار أميركي بسبب انخفاض سعر البترول وذلك حسب الإحصائيات التي نشرها صندوق النقد الدولي، كما أنه كان لها تأثير كبير على معيشة المواطنين العاديين بالخليج، هذا بجانب تأثيره على العديد من القطاعات الاقتصادية مثل الخدمات والعقارات، ولذلك أصبح من المحتم على دول الشرق الأوسط البحث عن مجالات اقتصادية جديدة تزاولها حتى تغنيها عن الفراغ الذي تسبب به النفط.

الشرق الأوسط منطقة لجذب الاستثمار

يعد الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي تحقق نموا بشكل ملحوظ في الفترة الحالية، كما أنها محط أنظار العديد من كبار المستثمرين الذين يريدون أن يحققوا أرباحا كبيرة، فيسعى إليها رجال الأعمال لإقامة المشروعات الضخمة بها وخصوصا في مجال البترول وهذا لأنها تحتوي على كميات كبيرة من النفط مثل السعودية التي تمتلك ثاني أكبر احتياطي في العالم من البترول، كما يوجد بها الكثير من الشركات الضخمة التي تعمل في هذا المجال مثل شركة "بترومين العالمية التي تمتلكها مجموعة الدباغ السعودية.

 

دول الشرق الأوسط تنتهج استراتيجيات جديدة في الاقتصاد

أصبحت دول الشرق الأوسط الآن تحاول تنشيط واستحداث أساليب جديدة لمحاولة تقليل اعتمادها الذي كان قائم على النفط بشكل كبير.

 

ومن أهم الدول الخليجية التي بدأت في عمل تنوع في مجالها الاقتصادي هي الإمارات العربية المتحدة، حيث أنها وجهت نظرها إلى العديد من القطاعات الأخرى مثل التعليم ومحاولة النهوض به لأقصى درجة ممكنة لبناء اقتصاد قائم على أكبر قدر من المعرفة العلمية الصحيحة، مع الحاجة الضرورية لتطوير التكنولوجيا والإبتكار.

 

وبالإضافة إلى ما سبق قامت الإمارات بإنشاء أول محطة نووية في المنطقة الغربية بدبي، وذلك يعد خطوة كبيرة للابتعاد عن الاعتماد الذي كان قائم على النفط بشكل كبير.

وبعيدا عن المجالات الصناعية، اهتمت الإمارات بقطاع السياحة بشكل كبير جدا، فأصبحت تقوم بتخصيص ملايين الدولارات لإنشاء المدن السياحية التي من شأنها أن تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما أنها تعتبر رائدة في مجال المعمار حيث أنها مهتمة بشكل كبير ببناء ناطحات السحاب والمباني العملاقة التي تجذب السياح.

قامت السعودية أيضا باتخاذ العديد من الخطوات بهدف الابتعاد عن اعتمادها عن النفط، والدليل على ذلك ما أعلنه "خالد الفالح" وزير الطاقة السعودي عن تخصيص 50 مليار دولار لإطلاق برنامج الطاقة المتجددة، كما أشارت بعض الصحف السعودية أن الحكومة سوف تقوم بطرح عدد من المناقصات لبرامج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وذلك سوف يجذب استثمارات كبيرة من الممكن أن تصل إلى 50 مليار دولار بحلول نهاية عام 2030، كما أن الحكومة السعودية وجهت أنظارها لتطوير الطاقة النووية لديها حيث أنها قامت بتوقيع اتفاقية قابلة للتنفيذ في هذا الشأن مع كلاً من فرنسا وكوريا وروسيا.

وعلى صعيد التنوع في المجال الاقتصادي قامت العديد من دول الشرق الأوسط بالاهتمام  بقطاع الاستثمار في مجال الصناعة وأصبحت الحكومات تنتهج أساليب من شأنها تحفيز رجال الأعمال المحليين والأجانب على إقامة المشروعات المختلفة بها وذلك مثل توفير الأراضي الاستثمارية اللازمة لإقامة المشاريع المختلفة وتقديم التسهيلات في الإجراءات والقرارات والتأشيرات اللازمة لذلك الأمر، كما أنه هناك بعض من دول المنطقة تقوم بمنح التمويلات المالية للمستثمرين والسماح بسداد القروض على أكبر فترة ممكنة، كل ذلك لتنشيط المجال الصناعي بها ليكون عونا لها في الاستغناء عن اعتمادها الذي كان قائم بشكل كبير على النفط.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى