«صياد راح يصطاد صادوه».. مصريون خلف قضبان «الرزق»

"على باب الله طالع بدراعه.. وفي البحر مادد شراعه.. والمهنة صياد"، يجازفون بحريتهم وربما بحياتهم، من البحر الأحمر إلى الأبيض المتوسط، تأخذهم الأمواج ومن السويس إلى كفر الشيخ ثم دمياط يسوقهم السعي خلف الرزق بعدما باتت السواحل المصرية شبه خالية من الأسماك ليلجأ الصيادون المصريون إلى الدخول في المياه الإقليمية في مخاطرة تنتهي كثيرًا باحتجازهم بتهمة "الدخول بدون تصريح".

تونس، ليبيا، اليمن، السعودية، الصومال، السودان، ست دول يدخل الصيادون المصريون مياهها الإقليمية من أجل الصيد، بدون حمل أي تصاريح، ويصبحون عرضة للاحتجاز بتلك الدول، في عام 2016 فقط جرى رصد 25 حالة احتجاز لمراكب مصرية في المياه الإقليمية، وظلت قضاياهم عالقة ليخرج بعضهم بعد تدخل وزارة الخارجية، والبعض الآخر بعد توكيل محامين للدفاع عنهم أمام محاكم تلك الدول.

"الصيادين بيبقوا عارفين إنهم داخلين المياه الإقليمية بس غصب عنهم، السواحل المصرية بقت خالية من الأسماك"، هكذا لخص أحمد نصار، نقيب صيادي كفر الشيخ، الأزمة، لافتًا إلى أنهم تقدموا عدة مرات بدراسات للمسئولين طالبوهم فيها بالاهتمام بالسواحل والعمل على تنميتها ووضع ضوابط للحفاظ على الثروة السمكية فيها إلا أنه لم يستجب أحد لهم، بحسب قوله.

وأضاف "نصار"، في تصريحات لـ"صدى البلد": "وعلى الرغم من تدخلات الخارجية المصرية، إلا أنه ما زال هناك 19 صيادا مصريا محتجزين في تونس كان بينهم 16 على مركب تدعى "ملاك البحر"، و3 آخرين على مركب "الإيمان بالله"، استسلموا جميعًا للسلطات التونسية بعد دخولهم المياه الإقليمية وجرى توقيفهم في ميناء صفاقس البحري".

وأوضح أن حل تلك الأزمة يكمن في عقد اجتماع بين الوزارات المعنية ونقابة الصيادين والمعهد العالي لعلوم البحار لوضع حلول عملية لتلك الأزمة وتنمية سواحلنا مرة أخرى، إضافة إلى عقد اتفاقيات مع دول الجوار لتفادي وقوع الصيادين في قبضة خفر السواحل بعد دخولهم المياه الإقليمية.

أزمات احتجاز الصيادين المصريين عرض قائم، فمن ميناءي زوارة ومصراتة الليبيين مرورًا بميناء صفاقس التونسي إلى ميناء بورسودان في السودان، يسير الخطر جنبًا إلى جنب مع المجازفة بالدخول إلى المياه الإقليمية.